باراك يطالب واشنطن بـ20 مليار ونتنياهو يقترح «مشروع مارشال» عربي

09-03-2011

باراك يطالب واشنطن بـ20 مليار ونتنياهو يقترح «مشروع مارشال» عربي

تبدي إسرائيل حيرة متزايدة إزاء الواقع الجديد الذي يتبلور في المنطقة العربية جراء الثورات الشعبية التي تشهدها. ومن الواضح أن مختلف القيادات تفكر بإجراءات قصيرة أو طويلة الأمد للتعامل مع الواقع الجديد. ومن بين أهم الأفكار التي عرضت مؤخرا دعوة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لصندوق دولي على شكل «مشروع مارشال» لتشجيع السيرورات الديموقراطية في العالم العربي لمواجهة «التطرف» الإسلامي. وبالمقابل فإن وزير الدفاع إيهود باراك يطالب بفتح صندوق الخزانة الأميركية لتقديم مزيد من الدعم العسكري لإسرائيل بما لا يقل عن 20 مليار دولار.نتنياهو ومجندات إسرائيليات في غور الأردن أمس
وأشارت صحيفة «معاريف» إلى أن نتنياهو يعكف على تشجيع إنشاء صندوق دولي لتشجيع السيرورات الديموقراطية وتعزيز النمو الاقتصادي في الدول العربية، وذلك لمنع وقوعها تحت سيطرة أحزاب إسلامية متطرفة. ويعتبر نتنياهو «مشروع مارشال» الأميركي لإنعاش الدول الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية نموذجا.
وقام أحد مستشاري نتنياهو لشؤون الأمن القومي عيران ليرمن بعرض الخطة بشكل مكثف على مجموعة من أعضاء الكونغرس الأميركي. كما أن نتنياهو بحث الأمر مع عدد من كبار أعضاء الكونغرس بينهم جون ماكين وألكسندر لامار، وأشار إلى الحاجة لمشروع مارشال للشرق الأوسط.
وتحدث نتنياهو عن خشيته البالغة من النفوذ الإيراني في الدول العربية التي تقع فيها الثورات وواجب الأسرة الدولية في ترسيخ سلطة ديموقراطية فيها. كما أن نائب وزير الخارجية داني أيالون أثار الموضوع مؤخرا، لكنه طالب بأن تأتي أموال المشروع من الدول العربية الغنية كالسعودية ودول الخليج. وقال أيالون أن الولايات المتحدة لم تعد تملك الأموال لتمويل مشاريع كهذه «ولذلك ينبغي استخدام أموال الدول العربية الغنية، فيما تقدم الدول الغربية المحتوى الديموقراطي المطلوب لخلق مجتمع مدني متساو ومستقر، ما يوقف صعود الجهات الإسلامية المتطرفة».
تجدر الإشارة إلى أن «مشروع مارشال» الذي يدعو إليه نتنياهو يأتي في غمرة الحديث عن ضغوط يتعرض لها لتقديم مبادرة سياسية لحل القضية الفلسطينية لتجنب حل تفرضه الأسرة الدولية. ويطالب كثر في الحلبة الإسرائيلية اليوم بأن لا ينتظر نتنياهو زيارته المقررة إلى واشنطن في أيار المقبل لعرض الخطة والتبكير في بلورتها وعرضها على الملأ قبل ذلك. وأشارت «معاريف» إلى أن نتنياهو يعرف أنه لا يملك ترف الانتظار إلى أيار فالوضع يزداد حرجا.
وفي إشارة إلى ملامح خطة نتنياهو المستقبلية للسلام جال أمس على الحدود مع الأردن. وقال إن خط الدفاع عن إسرائيل يبدأ هنا، وإذا أصبح هذا الخط مفتوحا، فإن بالوسع نقل صواريخ وتهريبها إلى حيفا وتل أبيب. وجاء كلامه بعد أن وصف ما تمر به المنطقة «بالهزة الأرضية السياسية والأمنية التي لا نرى نهاية لها». وشدد على وجوب استمرار تواجد الجيش الإسرائيلي في غور الأردن «فما كان صالحا قبل الأحداث أصبح صالحا أضعافا مضاعفة بعدها».
ويعتبر وزير الدفاع، إيهود باراك من أبرز المطالبين بالتعجيل ببلورة الخطة السياسية، ليس من أجل التوصل فعلا إلى حل، وليس أيضا من أجل منع فرض عزلة دولية على إسرائيل، وإنما من أجل تسهيل حصول إسرائيل على المزيد من المساعدات العسكرية لمواجهة الوضع المقبل.
وكان نتنياهو قد اعترف بحاجة إسرائيل، في الوضع الجديد، إلى زيادة ميزانيتها العسكرية، لكن باراك طالب هذه المرة علنا بالسعي للحصول على زيادة المساعدات العسكرية الأميركية بمقدار 20 مليار دولار لمواجهة التحديات الجديدة جراء الهزة في الشرق الأوسط.
وفي مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال» قال باراك إن ما يجري هو «هزة أرضية تاريخية... وهي حركة في الاتجاه الصحيح»، ومع ذلك أقر بأن الجمهور المصري قد يؤثر على القيادة الجديدة للابتعاد عن اتفاقية السلام مع إسرائيل.
وشدد باراك على أن «موضوع المساعدة العسكرية الأميركية النوعية لإسرائيل تغدو أكثر جوهرية بالنسبة لنا، وبالنسبة للأميركيين أيضا. ومن الجائز أن من الحكمة استثمار 20 مليار دولار أخرى في أمن إسرائيل للجيل المقبل. فإسرائيل القوية والمسؤولة يمكنها أن تكون عنصر استقرار في منطقة مضطربة».
ومن المعروف أن المساعدة الأميركية الرسمية لإسرائيل تزيد عن 3 مليارات دولار سنويا. ويبدو أن باراك يطالب برفعها إلى خمسة مليارات دولار سنويا. ويعتقد باراك أن المخاطر تتزايد وبالتالي ترتفع نفقات الدفاع الإسرائيلية. ويرى أن إيران قد تستغل لمصلحتها الأحداث الجارية، خصوصا أن «الزعماء العرب، حتى قبل الأحداث الأخيرة، كانوا يتساءلون عن الجهة الأقوى في المنطقة: إيران أم الولايات المتحدة».
ونقل باراك عن مسؤول مصري رفيع المستوى تقديره بأن العلاقات مع إسرائيل ستتراجع وأن الانتخابات الديموقراطية المقبلة في مصر ستظهر أن الحزب الذي يريد كسب الأصوات عليه أن يرفع وتيرة العداء لإسرائيل وأميركا.
وقال باراك إن نتنياهو قد يقترح إقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة، فيما سارع المتحدث باسم السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إلى الإعلان أن نتنياهو يحاول التهرب من التزاماته إزاء عملية السلام من خلال الحديث عن اقتراحات جديدة.
من جهة أخرى، (ا ف ب، ا ب) اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في لندن، أن توقف عملية السلام في المنطقة يعرض الجميع للخطر، حيث تتزايد التيارات المعادية للسلام وتنتشر «الجماعات المسلحة التي تتخذ العنف أسلوبا لها وتستخدم الشباب غير المحصن في تيارات راديكالية تملأ الفراغ الذي سببه توقف عملية السلام»، معتبرا أن «حل الدولتين هو الأمل الوحيد الباقي لإحلال السلام والأمن في المنطقة». وكرر عباس تعهده بالتوصل إلى السلام، لكنه شدد على ضرورة وقف الاستيطان.
من جهة أخرى، حذر نتنياهو، في بيان، المستوطنين من شن هجمات انتقامية ضد الفلسطينيين في أعقاب هدم قوات الاحتلال لعدد من المباني الاستيطانية العشوائية التي بنيت على أراض فلسطينية الأسبوع الماضي. ودعا الحاخام المتشدد دوف وولبي المستوطنين في الضفة الغربية إلى مهاجمة القوات الإسرائيلية التي تحاول هدم وحدات استيطانية. 

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...