تركوا نساءهم في البيت ليكتبوا شعرهم للأخريات

14-02-2007

تركوا نساءهم في البيت ليكتبوا شعرهم للأخريات

الظمأ للتعبير عن عاطفة -الحب- سيد العواطف بلا منازع عادة يدفع المبدع للاقرار بلزوم وجود هذه العاطفة بشكل أو بآخر: متخفية, مموهة, معلنة ...

خلال ما يكتبه الكاتب لهذا يخطر لنا أن نتوقع بأنه من الممكن جداً أن تتقاطع آراء الكتاب والمثقفين وتتفق إلى حد بعيد حول عيد للحب.. لكن ذلك على ما يبدو مستبعد في أوساطنا الثقافية حيث تعودوا على عدم الاتفاق على شيء حتى بشأن الحب..‏

سيختلف الاثر الذي ستخلفه الآراء في هذا الاستطلاع ( سلباً أو إيجاباً) لكن بكل الاحوال الاختلاف أحياناً أجمل من الاتفاق حتى لو كان بشأن الحب.. وللكاتب دائماً الحق في التكلم والتعبير وفق ( أناه)?!!‏

عادل محمود: المثقفين لديهم ( شوال) مليء بكلام الحب‏

أنا لا احتفل بعيد الحب الحب اختراع بشري هو بمثابة لغة اضيفت للغريزة قبل أن تحتفل مجتمعاتنا بالعيد عليهم أن يتعلموا كيف يحبون, أي مجتمع غير حر لا يقدر أن يمارس هذه الدرجة القصوى من الحرية التي اسمها الحب وهو أكثر الأشياء حاجة للحرية, في المدرسة لا يعلمون أي شيء عن الحب وكذلك في الجامعة حتى بالمعنى الأكاديمي التشريحي الأسرة السورية التقليدية تتجنب الخوض في مثل هذه الأفكار, من المقهى إلى الشارع إلى مكان العمل والنزهات تشمين رائحة منع الحب, تصوري أن في سورية شيئا اسمه الشرطة الاخلاقية, وهو حامل للشهادة الابتدائية ويتمنى لو أنه يستطيع أن يعيش الحب ويحلم دائما بذلك,فهو وببساطة عندما يرى رجلا وامرأة يجلسان جنبا إلى جنب يطلب بطاقاتهم الشخصية اذا هم يختارون لحظة الشروع بالحب, ويحاولون منعه وعلى هذا الأساس استغرب كيف يحتفلون بعيد الحب.‏

الحب سلوك وحتى يقدر الكائن البشري أن يعيش تجربة حب صحيحة لابد أن يكون شخصا محبا فخلود قصص الحب ودراميتها يأتيان من مستوى الإعاقة والمنع وليس من مستوى الحب أما نظرتي الشخصية ( الحب هزيمته فيه) فبمقدار ما فيه شروع في العلاقة الهزيمة على الأبواب.‏

أما فيما يتعلق بعلاقات الحب ضمن الوسط الثقافي السوري فهي غير حقيقية لأنه وسط غير حقيقي أساسا مثقف ينظر إلى الثقافة كسلعة ألن يتعامل مع المرأة كسلعة أيضا?.‏

علاقات المثقفين تنتهي بنوع من الجراح العجيبة لديهم ( شوال) مليء بكلام الحب يخرجونه حسب المرأة التي تجلس أمامهم تماما كعلاقة الصياد والفريسة.‏

حازم العظمة: عيد الحب لايعني لي شيئاً‏

عيد الحب لايعني لي شيئا أولا فكرت بأنه جميل أن يكون ثمة عيد للحب بعد ذلك وجدت الفكرة عموما تجارية أعني أن الحب يميل إلى الخفر ولا يحب الإعلانات وأنه شخصي ويميل إلى العزلة والتوحد وحين أعيد التفكير بعيد الحب أجد أنه نوع من التطفل التجارب على موضوع حقيقي وهش ولا يحتمل كثيرا الضجيج تنميط الحب إن أمكن القول وجعله تحت ( وصاية) ما,اللون الأحمر مثلا, الحب لا علاقة له باللون الأحمر, الحب متعدد الألوان في مجتمعنا يتم تركيب أشكال ( رسميه) من الحب وتمنع سواها, وبالتالي يصبح طبيعيا أن العشاق يبتكرون أشكالا للتخفي حيلا لمنع الآخرين من التطفل.‏

عموما لا اعتقد أن هناك سلوكا خاصا لما تسمينه ( الكتاب) كل الناس بدرجات متفاوتة لهم علاقة بالحب سواء أكانوا كتابا أم لا أكانوا يعملون في الصحافة أو في البناء ربما أن من نسميهم اصطلاحا بالمثقفين يتمتعون بحرية أكثر من غيرهم أعني حرية أن تكون طليقا وأن تتصرف كما تشعر وتفكر, معظم الناس الآخرين في بلداننا مقيدون بما هو قسري واجتماعي الحب بالنسبة لي مرتبط بالحرية كأنهما توءمان أو هما توءمان فعلا.‏

رشا عمران: نحن نعيش علاقات وليس حباً‏

لا تحتفل بعيد الحب والسبب أن كل الرجال الذين أحبتهم تفصل بينها وبينهم مسافة مكانية ولكنها تستمتع برؤية اللون الأحمر في كل مكان علما أن لونها المفضل هو الأسود.‏

لم احتفل في حياتي بعيد الحب وأنا آسف لذلك في زمن مثل زمننا كل شيء يخبر فيه عن الموت , الجرائد, والتلفزيون, مجرد كتابة ريبورتاج عن الحب سيكون أمرا جميلا أنا شخصيا لا أكتب شعرا عندما أكون في حالة حب لأنني أكون ممتلئة لدرجة غير قادرة فيها على فعل أي شيء ورغم كل الحرية التي أعيش عندما أحب أتحول لامرأة شرقية بينما أتعامل مع الرجل الذي أحب (سي السيد) حتى هذه اللحظة اتمنى أن يحضرلي أحد ما هدية في عيد الحب وردة حمراء تكفيني أو زجاجة عطر تجعلني أشعر بأنه اكتشف ما نياسب رائحة جسدي أو ربما رسالة فقط لا تغريني قصص الحب التقليدية مثل روميو وجولييت لا اقتنع بها أنا اشبه شخصية البطلة في رواية الوله التركي لانطونيو غالا اتخلى عن كل شيء في حياتي من اجل حالة الشغف وعندما أحب أعلن اسم الشخص وأكون سعيدة عندما اتكلم عنه لا احب القصص السرية مطلقا مساحة الحرية الوحيدة المتاحة لي هي فقط في الحب فلماذا اجعلها سرية?!‏

في الوسط الثقافي عموما هناك من يحاول اصطناع هذه السرية وعدم الاعتراف بالعلاقة وهذا مرض لأن الجميع يعرف تماما اسم المرأة التي يحبون وكل هذا بسبب نظرتهم المشوهة للمرأة فهناك تشويه روحي تجاه الحب وكأننا نرفض, نحن نعيش علاقات وليس حبا.‏

خليل صويلح: يوم واحد‏ لا يكفي للحب‏

هل يكفي يوم واحد للحب في ظل العنف اليومي الذي نعيشه, لاأعتقد فالموت لم يحصل على إجازة مدة يوم واحد كي يجلس الحب على عرشه, وينشر وروده على عشاق العالم.‏

عيد الحب كما يحتفل به يبدو كما لو أنه صفقة تجارية فحسب, يستثمرها أصحاب المتاجر لتسويق بضائعهم (الحمراء) بكافة أصنافها وإثارة القلاقل بين المحبين تبعاً لنوعية الهدية وثمنها.‏

ولكن ماذا يعني أن نشرع الباب للحب بدوام رسمي كامل ليوم واحد, هل علينا إغلاقه بانتهاء المدة المقررة وماذا بشأن اليوم الذي يليه هل يعود الجميع إلى مواقعهم ويكملون الشجار والمشاحنات وتحطيم هدايا الأمس?‏

بخصوص الكتابة الابداعية ليس بالإمكان ازاحة الحب عن كل سطر ونقطة حبر حتى لو كان النص في مديح الكراهية فالحب هو المآل الأخير لكل مبدع وإلا ماذا يعني أن تبقى أشعار عنترة في عبلة إلى اليوم لتعبر صحراء ووديان وأزمنة ولماذا تظل مسرحية ( روميو وجولييت) رائعة شكسبير تتنفس الحب على خشبة المسرح منذ القرن السادس عشر إلى اليوم.‏

هناك على الدوام لحظة حب مباغتة تظل مثل ايقونة تطارد أرواحنا قد تكون (آنا كارنينا) أو ( ليلى العامرية) أو العشق الذي يهطل من أشعار ( سافو) أقدم شاعرة في الحب.‏

كانت روايتي الأولى بعنوان ( وراق الحب) وهي بحث في أرشيف ونصوص الحب كما وردت في التراث العربي والعالمي للوصول إلى لحظة مشابهة وراهنة عندما تطلب امرأة وهمية من عاشق مهرا لها بإحضار كل مخطوطات الحب من سمرقند إلى الأندلس وبعد رحلة طويلة يعود بقافلة من الجمال محملة بالمخطوطات قبل أن يموت عند عتبة بيتها ويتحول قبره إلى مزار لكل العشاق لا أحد يكتب عن الحب بشكل جميل سوى المثقفين وهم الأقدر على الحب.‏

أحمد تيناوي : ورد أحمر .. لموتنا!!‏

سألطش عبارة ( ورد أقل) من سطح كتاب محمود درويش وأقدمها لعشاق عيد الحب.. تماماً كما لطشت! الكتاب يوم عيد القراءة من رف مكتبة أحد أصدقائي .. الذين لا يقرؤون الشعر.‏

وعلى سيرة الورد الأحمر , فقد اكتشفت أن الدم المعلن على عتبات الحب الشرق أوسطي , كان أيضاً بلون هذا الورد , فمن يصدق أن يكون الحب والدم بلون واحد, طالما أن كلا العاشق والمعشوق سيكون مقتولا في معركة.. أنهت رحلة الوردة فوق شاهدة قبرهما معا?‏

لم أزل في العيد , فعندما أقول حبا, أعني كراهية!! وعندما أقول عيد أؤكد على الذكرى !!.. كليهما يشكلان حالة مؤرقة بالنسبة لي , وكلاهما ينسجان حكاية خرافية كنت قد عشت تفاصيلها , هنا في شرق أوسط.. لم يعرف أن الحب حبا, إلا عندما أراد أن يصنع له أحد ما عيدا من ورد.. أقل حمرة.‏

ولكن دعوني أدخل مساحة العيد والحب من بوابة ما ترونه أحمرا, كالوردة مثلا, ودعوني أعيد شغل مساحة هذا اليوم بصورة الأحياء من عشاقنا , أو بصورة الموتى منهم.. فصورة الحب في عيده غير واضحة البتة, فمن أين سيأتي العاشق بوردة , ومن أين ستأتي الوردة بعاشق? فهنا في منطقة لا وجود فيها لرجل أو امرأة خارج خارطة الموت.. سنجد أن القتيل لا يتساوى مع القاتل , على الاقل لجهة من سيضع الوردة على قبر من , فمع أنني اسمي الحب حبا, إلا أن الكراهية وحدها ستكون عنوان عيد للحب في بلاد سيرسل فيها العاشق!!! المحتمل وردة لحبيبته عبر البريد الالكتروني وبنفس الوقت سيرسل قذيفة الى حبيبة أحد ما دون بريد من أي نوع.. أرجو أن يدلني أحد على عيد أخترع هناك... خلف المحيط, ثم قرر من اخترعه أن يهدي وردة حمراء لأحد ما هنا.. خلف المحيط أيضاً , دون أن يعتذر عن كل رسائل الموت التي أرسلها وعن كل الرسل الحمقى .. الذين لم يجدوا وقتا كي يحبوا قتلاهم ولم يجدوا وقتاً كي يهدوا إليهم ورداً أحمر, في عيد لم يطلق عليه.. فا.. لن .. تين عبثاً!!‏

لقمان ديركي: أنا الرجل الوحيد الذي يعيش حالة حب صادقة‏

أنا لست استعراضياً ولاتستهويني الاحتفالات ولكنني صادق في كل علاقاتي مع النساء, كل امرأة ارتبطت معها احتفظت بأحاسيس تجاهها لا تموت, ومعظم النساء اللواتي احببتهن أطلق عليهن اسماء غير اسمائهن, فمثلاً أمية ملص كنت أطلق عليها اسم (غولي) ويمكنني ببساطة أن أستعيد التفاصيل الصغيرة في قصص الحب, لذلك لدي الآن مشروع تدوين لمعظم قصص الحب التي عشتها, الحب يعيدني إلى الجذور لطفولتي, وإذا لم أشعر بأنني أثير انتباه أي امرأة فاعتبرها (غبية) لذلك الا أقترب منها, أما المرأة التي تنجح في جعلي صديقاً لها فهي شديدة الذكاء لأنها عرفت أنه من الأفضل أن تكون صديقة لي وليست حبيبة, فأنا من الشخصيات المزاجية والقلقة وفي الحب دائماً أظلم المرأة التي أحب.‏

ويمكنني القول بأنني (الرجل) الوحيد الذي يعيش علاقة حب صادقة ضمن الوسط الثقافي فهم لا يعرفون ماهو الحب أساساً, هوايتهم الوحيدة هي الإيقاع بهذه المرأة أو تلك هم نسور والمرأة فريسة ليشهروا بها فيما بعد, أو ليتبادلوا المرأة نفسها لذلك أنا أتعالى عن هذا الوسط الرديء.‏

فهم مثلاً من يستدر شفقة المرأة بالبكاء أمامها, وآخر يحيط علاقاته بسرية تامة لكنه بالمقابل يعلن عنها بالفعل وبإيحاءات تجعل الجميع يكتشف اسم المرأة التي يقيم معها علاقة, إذاً هو يعتبر نفسه حاصلاً على مزايا العلني والسري في آن واحد بينما البعض منهم يستثمر اسم حبيبته للخروج بقصيدة يتفاخر بها أمام باقي فحول هذا الوسط متناسياً أن قصيدة الحب الحقيقية لا تحتاج لكل هذه المبالغة في تجسيد التفاصيل الحميمة, أما من كان متصالحاً منهم مع ذاته وعرف بأن (قباحته) لا تساعد على جذب النساء الجميلات كأحد المخرجين المسرحيين فإنه لا يتجرأ على الاقتراب إلا من امرأة أرغمتها ظروفها البائسة على أن تجد فيه ضالتها, عموماً معظمهم تركوا نساءهم في البيت ليكتبوا شعراً عن نساء يعلنون ويتباهون بعلاقتهم معهن فأنا لا أعرف زوجات رجال هذا الوسط وإنما أعرف (صاحباتهم) المغرر بهن.‏

بثينة عوض

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...