تصريحات عباس النوري تثير سخط الأوساط الفنية بمصر

06-07-2007

تصريحات عباس النوري تثير سخط الأوساط الفنية بمصر

أثارت تصريحات للفنان السوري عباس النوري موجة غضب في الأوساط الفنية المصرية، فيما أوضح أن ما صرح به هو نقد فني للاخراج التليفزيوني في مصر، وكشف أنه يستعد لأداء دور البطولة في مسلسل مصري عن حياة الفنان الشهير الراحل أنورالفنان السوري جمال سليمان في مسلسل وجدي.

وكان قد نسب لعباس النوري هجوما قاسيا على المخرجين المصريين قائلا إن أصغر مخرج من فرقة الدبكة (رقص شعبي) في التليفزيون السوري أهم من أي مخرج مصري، وأنه رفض الاشتراك في أي عمل درامي لهم، على غرار ما فعل بعض الممثلين السوريين مثل جمال سليمان وجومانا مراد.
 وأوضح الممثل والمخرج السوري عباس النوري ما نسب إليه، بالقول: الإخراج التليفزيوني في سوريا متقدم على الاخراج المصري الذي لا يزال يعاني من قصة "زووم إن" و "زووم أوت" وهذه تقنية بنى عليها مجموعة من المخرجين أمجادا كبيرة جدا على حساب نصوص كبيرة مثل نصوص أسامة أنور عكاشة التي كانت أكبر من عدسات كاميرات كل المخرجين المصريين.

وتابع " يوجد في كل كاميرا تلفزيونية (زووم) التي تقرب الصورة أو تبعدها وهذا لم يخترع للبشر وإنما اخترع لكي يؤكد حضور نقاء الصورة في أبسط وأصعب أحوالها".

ومعلوم أن "زووم إن" تعني التصوير عن قرب لالتقاط تفاصيله الدقيقة، أما إذا قرَّر المخرج تصوير المشهد بطريقة "زووم آوت" أي التصوير عن بعد فإنه يكتفي برصد الحدث دون تتبع آثاره.

وأضاف "أنا أتحدث كمخرج في التليفزيون السوري، لا أحب استخدام الزوم وأعتبر أنها مسألة خارجة عن الحياة، والإخراج على المستوى البصري يجب أن يقارب الحياة في أبسط أكثر أشكالها تعقيدا في نفس اللحظة".

وأشار عباس النوري، على وجه التحديد إلى عمل "حدائق الشيطان" ، وقال "كنت أقصد العمل الذي شارك فيه نجمنا المحبوب جمال سليمان ، وأنا قلت لو كان حدائق الشيطان عمل سوري لكان لنا كلام آخر بمعنى أن المعايير السورية أصعب وأعقد من المعايير المصرية على مستوى الإخراج، وقد يكون النص مهما ويحمل قضية هامة ويعالج قضية بمنتهى الإثارة لكن الكاميرا يجب أن تلعب دورا مهما في رقي الحالة البصرية".

وأضاف "أقصد أن هذا العمل يستحق أن يتعرض للنقد ونحن نحب أن نضع أنفسنا كفنانين سوريين تحت النقد وهو جزء مهم جدا في العمل الفني. ونحن بأمس الحاجة للنقد كما نحتاج للجمهور".

وردا على وصف كلامه بـ"القاسي"، قال عباس النوري "أنا اعتبرت أنه إذا كانت المقاييس على هذه الشاكلة كما نرى- أي (الزووم إن) و(الزووم أوت) والأمور التقنية التصويرية – فأنا أرى أنه أصغر مخرج سوري قد ينافس أكبر مخرج مصري".

ونفى بشدة رفضه المشاركة في الاعمال الدرامية المصرية، قائلا "أنا لا أرفض أن أشارك في أي عمل درامي يمني أو مصري أو تونسي أو خليجي لأني أعتبر هذه الأمة أمتي".

وأضاف "أرحب جدا بالعمل في الدراما المصرية حيث يوجد نصوص محترمة جدا والآن أحضر لمسلسل من 30 حلقة عن حياة الفنان الراحل أنور وجدي وطرح الأمر علي من قبل شركة منتجة أن ألعب دور وجدي وأنا مرحب جدا ، ولا أعرف متى سيبدأ التصوير".
 ورغم أن السيناريست والكاتب المعروف أسامة أنور عكاشة رفض التعليق على هذه التصريحات متعللا بأن "أحدا لن يفرض عليه معارك ليست من اختياره" إلا أنه قال "أنا لن أرد على كلام غير جدير بالمناقشة، فالمشرحة لا ينقصها قتلى، ولا ينقص الحال بين العرب الاستاذ عباس نوري وما يقوله من رأي اقليمي تفوح منه رائحة الشعوبية والاقليمية. هذا كلام لا يرد عليه لأنه غير خاضع لميزان المنطق والعقل، ولكل بلد فنونها، وإذا كان يعتقد أن فنون بلده من أحسن فنون الدنيا فمن حقه أن يقول هذا".

وامتنع الفنان السوري جمال سليمان المقيم حاليا في القاهرة عن التعليق قائلا  أنا مشغول حاليا في تصوير أحد الأعمال الدرامية، وليس لدي وقت للحديث عن أمور تناولتها قبل ذلك في حوارات صحفية".. مضيفا أنه لا يفضل أن يدخل في هذا النوع من السجالات.
أما الناقد الفني المعروف مجدي الطيب فقال: اننا ككتاب قوميين ندافع في مصر ضد حملات يشنها البعض على الاستعانة بفنانين عرب سواء كانوا سوريين أو غيرهم، حتى أن ممثلا مصريا يقود هذه الحملة اتهمنا بأننا مرتشون واننا نوالي الفنانين العرب كأننا مدراء أعمالهم.

وأضاف: هذا لا شك سببه حماسنا لوجود الفنان العربي في مصر ومشاركته في أعمالها الدرامية سواء سينما أو تليفزيون وعدم الاعتراف بأي حدود أو جنسية للفن، لكن الغريب والمفارقة أن نفاجأ في المقابل بحملات إقليمية وعنصرية أخرى بغيضة في سورية.

وتابع الطيب: سمعت بالفعل عن هذه الحملة وأن هناك هناك احتجاجات صارخة، وشعار هؤلاء أن هناك مؤامرة من القائمين على الدراما المصرية لتدمير الدراما السورية بسحب أبطالها ونجومها إلى مصر.

ووصف مجدي الطيب هذه الحملة بأنها تمثل لغزا كبيرا.. فهل نرفض أن يأتوا للمشاركة في أعمال مصرية فنتهم بالاقليمية، أم نتقوقع وننكفئ على ذواتنا وننادي بأن يستعين كل بلد بفنانيه؟. متصورا أن القائمين بهذه الحملات يسخرون كل شيء بنظرية المؤامرة.

واستطرد: الممثل أحمد ماهر في مصر يفسر الاستعانة بالفنانين السوريين بأنه مؤامرة على الفنانين المصريين، وأن الفنان السوري جعل الممثل المصري يجلس في بيته لتنقطع لقمة عيشه. وعباس النوري في سورية ينادي بمحاكمة الفنانين السوريين الذين ذهبوا للقاهرة للمشاركة في أعمالها لأنهم يسهلون المؤامرة المصرية على الدراما السورية.

وأوضح الطيب أن "المفارقة هنا بأن النوري في سورية وماهر في مصر ليسا على درجة من الشعبية أو الجماهيرية والشهرة، على عكس الفنان الكبير عادل امام الذي أجرى مداخلة على الهواء في برنامج كنت أحد ضيوفه مع الفنان أحمد ماهر والسيناريست أحمد صفاء عامر، وكان الجدل حول مسلسل (حدائق الشيطان).. وفي المداخلة لقن الفنان عادل امام، أحمد ماهر درسا وهو يشرح له أن مصر بتاريخها ستظل حاضنة للأشقاء والفنانين العرب، وأن الفن المصري يحتفى به في كل الدول العربية التي يعرض فيها أو التي يسافر إليها فنانون مصريون، وضرب المثل بنفسه عندما ذهب إلى سورية بالتحديد، وقد كان لماحا وذكيا حين اختار هذا البلد ليؤكد أن الاحتفاء به هناك سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي دلالة على تقديرهم لأهمية وثقل وقيمة الفن المصري ومبدعيه.
 وقال مجدي الطيب: هذه الدعاوى والحملات تخفي أغراضا خبيثة تصب في خانة الأعداء، وبالتالي استغرب تصريحات عباس النوري وإن كنت لست مندهشا منه، ولكني مصدوم من خلط الأوراق سواء بهجومه على الفن المصري واشارته إلى أن المعادلة الفنية المقبولة في مصر من الممكن أن تقابل بانتقادات قاسية إذا قدمت في سورية وهذا غير صحيح على الاطلاق، بدليل أن مسلسل (حدائق الشيطان) الذي قام ببطولته جمال سليمان هو الذي رحب به في جميع الدول العربية عند عرضه لأول مرة، وبالعكس حرم منه المشاهد المصري لأن تليفزيون بلده لم يستطع التعاقد على عرضه في قنواته الأرضية والفضائية، فكيف يقال إنه مسلسل سيء المستوى وكان من الممكن أن يرفض في سورية.

وأضاف: استغرب أيضا أن عباس النوري يرى في عمل الممثلين والمخرجين السوريين في مصر، مؤامرة على الفن السوري، وليرجع إلى كل ما قاله المخرجون السوريون عن عملهم في مصر، مثل حاتم علي، أو من الممثلين مثل أيمن زيدان، جمال سليمان، باسم ياخور الذي يشارك في المسلسل المصري "الملك فاروق" مع الممثل السوري تيم حسن الذي يشخص دور الملك.

وواصل مجدي الطيب بقوله: أنظر إلى رحابة المصريين حين رحبوا بأن يقوم ممثل سوري بدور الملك فاروق، وفي المقابل أكد هؤلاء المبدعون السوريون أنه مهما كانت شهرتهم في الخليج، إلا أن تواجدهم في مصر وانطلاقهم منها، جعل لهم شهرة طاغية، ولم يتوقف أحد منهم عن وصفها بأنها "هوليوود العرب".

واستطرد: ليست هذه شوفينية أو تعصبا للوطن، ولكنها اقرار لواقع، فاذا كانت هناك صناعة سينما في الوطن العربي، وتحديدا في المغرب العربي تنتج بالكاد وبالمصادفة فيلما أو فيلمين سنويا بمشاركة فرانكفونية أو أوروبية وبالتالي هي ليست صناعة سينما خالصة الهوية، فإن صناعة السينما المصرية لا تزال تحافظ على ازدهارها وغزارة انتاجها وامكانياتها العالية استنادا إلى خبرتها الطويلة.

ويعترف مجدي الطيب بأن الدراما السورية سحبت الريادة في المسلسل التاريخي من مصر "هذه شهادة اعترف بها المصريون قبل غيرهم ونقر بها بالفعل في كل مناسباتنا، من باب الاعتراف بالذات وليس جلدها، ومن باب الترحيب بالابداع العربي في كل مكان، لكن لا زال المسلسل الاجتماعي المصري ينال التقدير والاعجاب لوجود مبدعين كبار على مستوى الكتابة مثل أسامة أنور عكاشة ووحيد حامد ومحمد صفاء عامر ومحمد جلال عبدالقوي، وعلى مستوى الاخراج مثل محمد فاضل واسماعيل عبدالحافظ".

وتساءل: لماذا لا ننظر للمعادلة على أنها تكامل وليس تنافرا. فإذا كنا ننادي بتكامل اقتصادي وسوق حرة عربية وغير ذلك من الأفكار النبيلة، فلماذا نعارضها ونرفضها إذا استطعنا تنفيذها بالفعل على مستوى الابداع، بدلا من أن يخرج علينا أمثال أحمد ماهر في مصر وعباس النوري في سورية لتبني حملات ضد هذا التكامل.

وتابع: ما الذي يضير أن المخرج السوري حاتم علي متميز في الدراما التاريخية فيخرج مسلسلا عن الملك فاروق في مصر، وما الذي يضير أن مؤسسة انتاج مصرية تجد فيه هذا التميز فتستعين به في مشروع مسلسل تاريخي عن محمد علي باشا (مؤسس مصر الحديثة).

فراج اسماعيل- حيان نيوف

المصدر: العربية نت
 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...