تعرض وفد المراقبين لإطلاق نار في القصير وتصعيد إرهابي في حماة واغتيالات في حمص وحلب

في وقت تواصلت فيه الإدانات لتفجيري القزاز بدمشق، مؤكدة وجود أطراف تسعى من خلال الإرهاب إلى إجهاض أي محاولة سورية مسؤولة للخروج من الأزمة، خرج أخيراً تصريح لأحد وفود بعثة المراقبين يعترف فيه بوجود المسلحين في سورية وبخرقهم لخطة المبعوث الدولي كوفي أنان.
 
ومنذ وصولها إلى سورية أثارت بعثة المراقبين الكثير من التساؤلات لدى السوريين حول مصداقية عملها، إذ ترافق انتشار المراقبين الذين وصل عددهم يوم أمس إلى 189 مع ارتفاع وتيرة الخروقات الذي تمارسه المجموعات الإرهابية، وتصاعد دمويتها، سواء عبر اغتيال الكوادر السورية، أو استهداف المنشآت الحيوية والسكنية بالتفجيرات.
وبموازاة تصعيد المجموعات الإرهابية ثمة تصعيد لا يقل عنه يأتي من وراء الحدود حيث تقوم دول بدعم تلك المجموعات وتوفير المال والسلاح والمأوى لها، وفي مسعى منه لتبرير تدخل بلاده في الشأن السوري الداخلي، لعب السفير التركي في سورية عمر أونهون بورقة اللاجئين السوريين محاولاً استغلالها حين قال إن بلاده قد تتدخل إذا وصل عدد هؤلاء اللاجئين إلى 200 ألف، في حين ذكرت قناة (سي ان ان) الأميركية أن ستة مسلحين جرحوا بتفجير لغم خلال محاولتهم التسلل من تركيا.
وعلى الضفة الأخرى واصلت أحزاب تركية انتقادها لسياسات العثمانيين الجدد، ففيما أكد حزب الشعب الجمهوري أن حكومة رجب طيب أردوغان تنفذ تعليمات أميركية في سورية، وشدد على أن حل الأزمة السورية يكون عبر الحوار، حذر حزب العمال الاشتراكي أردوغان من إشعال الحرائق كي لا «يحترق»، وأكد أن التاريخ سيذكر الأخير بأقواله المحرضة على الإرهاب في سورية، مشيراً إلى أن التفجيرات التي وقعت في دمشق جاءت في أعقاب التهديدات المتصاعدة التي وجهها أردوغان للسلطات السورية بعد زيارته قطر والسعودية، مستدلاً من ذلك على «علاقته الواضحة» بتلك التفجيرات.
ميدانياً واصل أعضاء الوفد الأممي جولته في مدينة حمص وريفها وزار الأحياء القديمة وحي الخالدية ومنطقة القصير، هذا وقد تعرضت إحدى سيارات الوفد لإطلاق نار من قبل مسلحين في منطقة القصير بالقرب من دوار الساعة أثناء زيارته لها مما اضطر الوفد إلى قطع زيارته والعودة على الفور إلى مقر إقامته بالفندق.
إلى ذلك صعدت المجموعات الإرهابية المسلحة في بعض أحياء المدينة وريفها من أعمالها المسلحة واستهدافها لحواجز حفظ النظام، في وقت اغتالت مجموعة مسلحة في المنطقة الصناعية مدير عام شركة الشرق الأوسط للزيوت، هذا وقد أحبطت قوات حرس الحدود في المنطقة الحدودية بتلكلخ محاولة تسلل لمجموعة مسلحة واشتبكت معها وألقت القبض على أحد أفرادها، بحسب ما أفادت به مصادر مطلعة.
وفي حماة أقر المراقبون الدوليون العاملون بوجود مسلحين في المدينة وريفها، يخرقون خطة المبعوث الأممي على مدار الساعة. وجاء إقرار المراقبين خلال زيارة الوفد لمحافظ حماة أنس عبد الرزاق الناعم.
وكانت حماة أمس هادئة ومستقرة أمنياً، أما في ريفها فالوضع إلى تأزم، وبخاصة بعد تفاقمه يوم أمس بين أهالي قريتي العزيزية والتمانعة في منطقة الغاب، إذ أكد مصدر رسمي أن مجموعة إرهابية مسلحة من بلدة التمانعة، تؤازرها مجموعات من جبل الزاوية، هاجمت قرية العزيزية، وأطلقت النار في شوارعها عشوائياً، ما أدى إلى استشهاد المواطن إسماعيل اسماعيل، وأحرقت 5 منازل للأهالي و3 دوائر حكومية. وقد دخلتها وحدات من الجيش أمس، لتطهيرها من المسلحين والحؤول بين أهالي القريتين الجارتين، منعاً لتفاقم الوضع وتأزمه.
وفي حلب اغتالت مجموعة إرهابية مسلحة المهندس عبد الرزاق بولاد يعمل في محطة تحويل كهرباء حلب الجنوبية، في حين تمكنت الجهات المختصة بالتعاون مع أهالي حي مساكن هنانو من إلقاء القبض على اثنين من عناصر المجموعات الإرهابية المسلحة وبحوزتهما كمية من الأسلحة.
كما اغتالت مجموعة إرهابية مسلحة أخرى أمس الصناعي عمر شهابي على طريق حلب - الباب أثناء توجهه إلى معمله في مدينة الباب عندما اعترض طريقه أربعة إرهابيين وأطلقوا النار عليه ما أدى إلى استشهاده على الفور.
وفككت وحدات الهندسة في إدلب عبوة ناسفة وزنها 50 كغ زرعتها مجموعة إرهابية مسلحة قرب جامع الصديق في مدينة إدلب كما فككت ثلاث عبوات تتراوح أوزانها بين20 إلى 50 كغ زرعها الإرهابيون في شارع الثلاثين والكورنيش المحيط بالمدينة، فيما تم تفكيك عبوة رابعة زرعها إرهابيون قرب سكة القطار في بلدة اليونسية التابعة لمنطقة جسر الشغور.
وفي دير الزور استشهد اليوم عنصر من قوات حفظ النظام بنيران مجموعة إرهابية مسلحة بقرية حوايج ذيبان بريف المدينة.

المصدر: الوطن