تغيّرالمناخ الدولي تجاه دمشق ومسؤولين أوروبيين يزورونها هذا الشهر

08-10-2008

تغيّرالمناخ الدولي تجاه دمشق ومسؤولين أوروبيين يزورونها هذا الشهر

قالت مصادر سورية واسعة الاطلاع، أمس، إنها لمست تغيرا كبيرا في المزاج الدولي تجاه دمشق، وذلك خلال لقاءات وزير الخارجية السوري وليد المعلم مع المسؤولين العرب والدوليين، على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، موضحة أن الجو العام يشير أيضا إلى تغير في »موازين العالم« بما يعنيه هذا من تراجع سياسة القطب الواحد، وتقدم سياسة تعدد الأقطاب.
وكان المعلم التقى في نيويورك عددا من المسؤولين الدوليين والعرب، وأهمها اللقاء الذي لم يكن مقررا مع نظيرته الأميركية كوندليسا رايس، ولاحقا مع مساعدها ديفيد ولش، بالإضافة إلى اجتماعه بنظيره البريطاني ديفيد ميليباند والمنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي خافيير سولانا.
ورأت المصادر أن المحصلة النهائية لهذه اللقاءات تشير إلى »تقدم في وضع سوريا الجيد على الساحة الدولية، وذلك بالمقارنة مع العام الماضي على الأقل«. وقالت إن »علاقات سوريا بعدد من الدول تقدمت خلال الأشهر الماضية، وبات الحديث بين المسؤولين السوريين والأجانب يدور حول العلاقات الثنائية بدلا من الحديث عن مواقف سوريا من قضايا معينة«.
وأشارت المصادر إلى أن الولايات المتحدة »المتهمة دوما من قبل حلفائها بأنها لا تفهم التطورات السياسية في منطقتنا« بادرت مجددا إلى لقاء الجانب السوري، بهدف »إجراء جولة أفق سريعة على عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك«. وكان لافتا في اللقاء بين رايس والمعلم طلب الجانب الأميركي أن يتم بعيدا عن وسائل الإعلام، وهو ما رفضه الوفد السوري حينها، وفهم أن هذا الأمر مرتبط بحسابات داخلية أميركية.
وفي هذا السياق، تؤكد المصادر أنه بالرغم من أن رايس كررت خلال اجتماعها مع المعلم »مواقف الإدارة الأميركية المعتادة من قضايا المنطقة«، إلا أنها في الوقت ذاته »أثنت على التطورات الإيجابية التي حصلت، ولا سيما اتفاق الدوحة، وانتخاب الرئيس اللبناني ميشال سليمان، والاتفاق على إقامة علاقات دبلوماسية بين سوريا ولبنان«، بالإضافة إلى ترحيبها بالمحادثات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل.
وتستنتج المصادر أن »الانطباع الذي لدينا أن وزارة الخارجية الأميركية أدركت مؤخرا أن إغلاق الباب مع سوريا لا يجدي«، وأنها في ظل »إدارة راحلة« ربما تتمكن من »وضع أرضية سياسية للإدارة المقبلة مع سوريا« وهو ما تهدف إليه دمشق أيضا من هذا اللقاء، خصوصا أن ما تبقى من الوقت لا يسمح لإدارة الرئيس جورج بوش بالقيام بأية خطوة جوهرية.
وتضيف المصادر أن الخارجية الأميركية ربما ترغب في اللحاق بالركب الأوروبي، عبر الحديث إلى دولة فاعلة في ملفات المنطقة، هي سوريا، بعد أن فشلت سياسة العزل، وهو توجه قد لا يروق للبيت الأبيض، إلا أن وزارة الخارجية بدأت باتباعه.
وفي الإطار ذاته، ترى هذه المصادر التي شاركت في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أيضا، أن الجو العام هو أن العالم بات يعي أنه بدأ يتحول إلى عالم متعدد الأقطاب بدلا من الوضع السابق لعالم بقطب واحد. وتأتي هنا مؤشرات كأزمة القوقاز وتصاعد الدور الروسي، ودور الدول المستقلة كتلك التي في أميركا اللاتينية، بالإضافة إلى الأدوار الإقليمية لدول معينة في مناطق مؤثرة، »كل هذا يجعل من العالم مختلفا« عما كان عليه، ويأتي هذا منسجما مع أفول دور الإدارة الأميركية »المكبلة بأزماتها« خصوصا الاقتصادية منها الآن.
من جهة أخرى، أتت اللقاءات مع المسؤولين الأوروبيين، على هامش اجتماعات الجمعية العامة، في سياق الانفتاح على سوريا الذي بدأ يتعزز مؤخرا. وفيما تم الاتفاق خلال لقاء المعلم مع ميليباند على تبادل الزيارات قبل نهاية العام الحالي، جرى التركيز خلال اللقاء مع سولانا على القضايا الثنائية. وفي هذا السياق تقول مصادر سورية متابعة أن دمشق »لن تبذل جهودا في غير مصلحتها لنيل الشراكة الأوروبية«، معتبرة أن زيارة الرئيس الروماني تريان باسيسكو الى سوريا خلال تشرين الاول الحالي ليست ضمن سياق بحث هذه العملية التي تحتاج بعد لموافقة جميع دول الاتحاد الأوروبي.
أما على صعيد العلاقات العربية ـ العربية، تبقى عقدة العلاقات السعودية السورية قائمة. وتقول المصادر، في توصيفها لهذه العلاقات، بأنها »متوترة وشبه مجمدة بفعل الإرادة السعودية«، مضيفة »كانت هناك مبادرات أيدناها لتصحيح هذا الوضع ولم تتم الاستجابة لها من قبل السعوديين، والآن عليهم المبادرة«.
وتوضح المصادر »تبدي سوريا شكوكا تجاه الدور السعودي في شمال لبنان في دعم المتطرفين السلفيين، خصوصا بعد أحداث طرابلس الأخيرة، وكانت وسائل الإعلام السورية أبرزت ما تناقلته وسائل الإعلام الغربية عن تمويل سعودي للسلفيين في طرابلس، خصوصا بعد التفجير الذي قتل ١٧ سوريا في منطقة القزاز في دمشق الأسبوع الماضي«.
وحول العلاقات اللبنانية السورية، تقول المصادر أن لقاء وزيري خارجية البلدين المرتقب سينتهي إلى إعلان منهج العمل لدى الدولتين لبدء العلاقات الدبلوماسية بينهما، وفي ما يخص الجانب السوري فإن هذا يعني صدور مرسوم تنظيمي يعلن بدء هذه العلاقات.
من جهة أخرى قالت مصادر أن عددا من المسؤولين الأوروبيين سيزورون دمشق خلال الشهر الحالي أبرزهم الرئيس الروماني ووزير خارجية الدنمارك بيتر ستيغ موللر ونائب وزير خارجية النروج ريمون يوهانسون ووزير الدولة الألماني للشؤون الأوروبية، كما يزورها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في ١٢ الحالي.

زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...