توقيت زيارة وزير الدفاع الأمريكي للمنطقة وطبيعتها وأهدافها العسكرية

22-04-2007

توقيت زيارة وزير الدفاع الأمريكي للمنطقة وطبيعتها وأهدافها العسكرية

الجمل:     بدأ وزير الدفاع الأمريكي روبرت غاتز جولة شرق أوسطية لزيارة: مصر، الأردن، وإسرائيل. وصرح مسؤول عسكري أمريكي رفيع المستوى في البنتاغون لصحيفة الواشنطن بوست، بأن جولة وزير الدفاع الأمريكي تهدف إلى التأكيد لزعماء الشرق الأوسط –المتحالفين مع أمريكا- بأن الولايات المتحدة سوف تعمل معهم فيما يختص بـ(الاهتمام المشترك حول ملف الهيمنة الفارسية في المنطقة). وأضاف قائلاً بأن الولايات المتحدة وبلدان الشرق الأوسط ترتبط مع أمريكا حالياً على أساس المصالح المشتركة والعدو المشترك.
المعلومات الأخرى التي وردت في صحيفة انتي وار الالكترونية الأمريكية، والموقع الالكتروني لمركز دراسات القوة والمصلحة الأمريكي، وغيرها من المواقع المناهضة لسياسات الإدارة الأمريكية الشرق أوسطية. أكدت الزيارة والشكوك الكثيرة المتعلقة بها.
تقول المصادر الأمريكية بأن واشنطن تدرك تماماً بأن تأييد ودعم دول منطقة الشرق الأوسط يشكل عنصراً هاماً في الحد من قوة إيران المتزايدة، بما يكفي لعدم الاضطرار إلى استخدام القوة ضد إيران.
كذلك يقول بعض المحللين الأمريكيين بأن دعم دول المنطقة يعزز ويدعم استراتيجية أمريكا طويلة المدى في المنطقة، خاصة إذا اضطرت أمريكا إلى تنفيذ عملية سحب جزئي محدود لقواتها من العراق. ويرى بعض هؤلاء الخبراء بأن انسحاب القوات الأمريكية سوف يترتب عليه فقدان الإدارة الأمريكية لجزء من نفوذها في العراق، وسوف ينشأ تبعاً لذلك ظاهرة فراغ القوة والسلطة، الأمر الذي يتوقع الأمريكيون بأن إيران سوف تسعى للتدخل في العراق لملء هذا الفراغ، وبالذات عبر حلفائها في جنوب العراق، كخطوة أولى، ثم يتقدم النفوذ الإيراني بعد ذلك باتجاه شرق السعودية ومنطقة الخليج العربي، ومن ثم فإن الإدارة الأمريكية لابدّ لها أن تسعى بشكل مبكر إلى تعزيز قوة حلفائها في المنطقة بما يمكّنهم من سد الفجوة وفراغ القوة والسلطة الذي سوف ينشأ في المنطقة في حال انسحاب القوات الأمريكية.
تقول مصادر أمريكية أخرى بأن روبرت غاتز سوف يناقش في هذه الجولة مشكلة ملف حزب الله اللبناني، وضرورة القضاء عليه بشكل نهائي، وذلك لأن خطر حزب الله اللبناني لا ينحصر فقط في خطره العسكري المهدد لإسرائيل، بل أصبح له خطر سياسي على الأنظمة الحاكمة في المنطقة وبالذات النظام المصري والنظام الأردني والسعودي.
وترى هذه المصادر أن الخطر السياسي لحزب الله بدا واضحاً خلال وبعد فترة حرب الصيف الماضي، والتي أدت فيها هزيمة القوات الإسرائيلية على يد حزب الله إلى تعريض سمعة ومصداقية حكومات مصر والأردن والسعودية والخليج إلى الكثير من الضعف والهزال، وأمريكا وإسرائيل تعرفان جيداً أن هذه الأنظمة الحليفة لأمريكا والغرب لا تتمتع بأي شعبية داخلية، وبالتالي فإن الهزة الشعبية التي سببها انتصار حزب الله وهزيمة إسرائيل قد أكدت مدى درجة الضعف والانكشاف السياسي الذي تعاني منه الحكومات المتحالفة مع أمريكا وبالذات حكومات مصر، الأردن، السعودية، ولبنان.
المعلومات الأمريكية المعلنة، ركزت على الجانب السياسي في علاقة الإدارة الأمريكية بالدول العربية موضوع الزيارة، وتعليقاً على المعلومات الأمريكية نشير الملاحظات الآتية:
• توقيت الزيارة:
تأتي زيارة روبرت غاتز في مطلع الصيف، وهي الفترة التي تحدثت عنها التحليلات الماضية، بأنها الفترة التي قد تقوم فيها إسرائيل بتنفيذ عملية عسكرية في منطقة شرق المتوسط.
وبرغم الحديث الأمريكي المعلن بأن هدف الزيارة هو تعزيز التحالف ضد إيران، فإن الملاحظة الجديرة بالانتباه تتمثل في أن الدول التي زارها روبرت غاتز ليست بينها دولة واحدة مجاورة لإيران.
• طبيعة الزيارة:
إن روبرت غاتز هو وزير الدفاع، وليس وزير الخارجية، لذلك فمن الضروري إدراك أن لزيارته طبيعة عسكرية بحتة، وليس طبيعة سياسية، خاصة وأن ما هو معلن يركز على الكثير من الجوانب السياسية التي سبق مراراً وتكراراً أن تناولتها جولات وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس التي بلغت ثمانية جولات في الشرق الأوسط.
والبعد الغائب في التحليلات والمعلومات، يتمثل في مسعى الإدارة الأمريكية الجديد الذي يهدف إلى بناء تحالف عسكري في المنطقة يضم إسرائيل والأردن ومصر في المرحلة الأولى، على أن يأتي انضمام السعودية وبلدان الخليج لاحقاً.
تعاني استراتيجية الإدارة الأمريكية الهادفة لبناء تحالف عسكري يضم إسرائيل في المنطقة من عدة ثغرات، أبرزها:
- السعودية: ويصعب ضم السعودية، بسبب تردد السعوديين الشديد إزاء الانخراط بالكامل مع الإدارة الأمريكية، فقد أدى الصراع السني- الشيعي في العراق إلى معاداة السعوديين للإيرانيين، ومن جهة أخرى أدى تعاظم قوة إيران وعجز أمريكا عن كسر إرادتها إلى إحساس السعوديين بضرورة عدم حرق كل أوراقهم، وبالفعل واصل  السعوديون علاقاتهم الدبلوماسية المعلنة وغير المعلنة مع إيران، وزار الرئيس الإيراني أحمدي نجاد السعودية، وبالتالي هناك توقعات بأن العلاقات السعودية- الإيرانية سوف تزدهر أكثر فأكثر إذا انسحب الأمريكيون من المنطقة طالما أن السعوديين مازالوا يصرون على التمسك بالخيط الرفيع الذي يربطهم حالياً مع الإيرانيين.
- إسرائيل: إن ضم إسرائيل لهذا التحالف ممكن من جهة على أساس اعتبارات تبني مصر والأردن للعداء ضد إيران، ولكنه من الناحية الأخرى سوف يؤدي إلى أضرار جسيمة بالنظام المصري والأردني، وذلك لأن الرأي العام في هذه الدول ظل يتحمل على مضض الارتباطات والعلاقات السياسية لحكومة بلدانه مع إسرائيل، ولكنه لن يستطيع تحمل انخراط حكوماته في حلف عسكري مع إسرائيل، خاصة وأن إسرائيل تخطط وتسعى لشن الحرب ضد حزب الله وسوريا وتنفيذ المزيد من عمليات الاقتحام ضد المناطق الفلسطينية، إضافة إلى احتمال تورطها في العمليات العسكرية الأمريكية المحتملة ضد إيران.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...