جبهة علماء الأزهر ستحاكم شيخها بسبب فتاويه المثيرة

03-11-2007

جبهة علماء الأزهر ستحاكم شيخها بسبب فتاويه المثيرة

اعتاد المصريون أخبار الحرائق التي تنشب، بفعل فاعل، في مخازن الشركات والمصانع قبيل عمليات الجرد السنوي بهدف إخفاء المخالفات وعدم التعريض لخطر المساءلة. لكن لكل قاعدة استثناء إذ لا يتوقع أن تتعرض الفتاوى الصادرة عن شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي لمصير مشابه، قبيل جردها من قبل «جبهة علماء الأزهر». والأسباب كثيرة، فشيخ الأزهر فوق المساءلة من جهة، كما أنه لم ينف أياً من فتاويه أو يعلن صراحة تراجعه عنها، رغم الجدل الأقرب إلى اللغط الذي يشهده الشارع المصري هذه الأيام بسبب سلسلة من فتاويه.

وضخ طنطاوي مزيداً من دماء الحيوية إلى الساحة المصرية المشتعلة أصلاً بكم هائل من القضايا الساخنة حالياً. فمن إجازته فوائد البنوك التي سبق ان حرمها عندما كان مفتياً العام 1989، إلى فتواه بجلد الصحافي الذي ينشر خبراً غير صحيح ثم تأكيده أنه لم يقل هذا الكلام، إلى فتواه بأن التوريث أمر جائز من الأب إلى الإبن شرط أن يكون ذلك من خلال انتخابات حرة نزيهة.

وانتهزت جبهة علماء الأزهر، وهي جبهة مستقلة تضم عددا من علماء الأزهر يمارسون نشاطهم من بيوتهم بعد قرار إغلاق الجمعية، الفرصة. وشنت حرباً إلكترونية من خلال موقعها على طنطاوي، عارضة على موقعها العديد من الفتاوى التي أصدرها في سنوات سابقة عندما كان مفتياً للديار المصرية، وذلك قبل أن يصدر عكسها في الاعوام الأخيرة. وتأججت هذه الحرب بإعلان الجبهة البدء في جمع كل هذه الفتاوى، وإعداد قائمة بتلك التي يرون أنها «مخالفة لشرع الله» لمحاكمته فقهياً.

الجدل الدائر حالياً حول كلام شيخ الأزهر ليس الأول من نوعه، وفي الأغلب لن يكون الأخير، فقد أثارت كلماته ومواقفه خلال الاعوام الماضية موجات عاتية من الجدل، منها على سبيل المثال لا الحصر تأييده لحق فرنسا في تبني قانون يمنع الفتيات من ارتداء الحجاب في المدارس الفرنسية، واعتبار المرأة المسلمة التي تتقيد بهذا الحظر «مجبرة على ذلك من وجهة نظر الدين الإسلامي». كما أثار رده على الرسوم الدنماركية المسيئة بأنه يرفض «الإساءة إلى الأموات بصفة عامة سواء كانوا من الأنبياء أو المصلحين أو غيرهم الذين فارقوا الحياة الدنيا»، وأنه «يرفض الإساءة إلى الرسول (ص) لأنه فارق الحياة»، معتبراً «أن الأمم العاقلة الرشيدة تحترم الذين انتهت آجالهم وماتوا»، الكثير من الاستياء حتى بين صفوف علماء المسلمين أنفسهم، معتبرين أن الرد كان يجب أن يكون أقوى وأكثر عمقاً.

وهكذا فتح شيخ الأزهر مجدداً ملف الفتاوى الساخن الذي ما يلبث أن يهدأ قليلاً على شاشات الفضائيات المتناثرة هنا وهناك، حتى يتأجج بفعل أحد أساتذة الأزهر بضرورة قيام المرأة العاملة بإرضاع زميلها في العمل خمس رضعات لحل مشكلة الخلوة بينهما في العمل، ثم يصدر رأس المؤسسة الدينية فتاوى جدلية مصحوبة بتصريحات وتفسيرات لا تقل جدلية عنها، تجذب الأضواء من أبرز قضايا السياسة والاقتصاد وتسحب البساط من تحت أقدام نجوم الدولة والتلفزيون. وفي انتظار ما ستسفر عنه عملية الجرد المزمعة، يتوقع كثيرون أن يندلع العديد من الحرائق الكلامية، التي لا تقل ضراوة عن ألسنة اللهب وسحب الدخان الحقيقية.

أمينة خيري

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...