حسد و"ضيقة عين"

25-11-2006

حسد و"ضيقة عين"

عبد الرحمن سلام :لو أحصينا عدد المهرجانات الفنية التي تقام سنوياً محلياً, عربياً, ودولياً لوجدناها بالمئات, وفيها كلها يتم اختيار المكرمين والفائزين باستفتاءات شعبية وبالتالي تمنح لهؤلاء الجوائز التي قد تكون معنوية €دروع أو كؤوس أو ميداليات€ أو مادية.
ولا أذكر أني قرأت في يوم من الأيام, اتهاماً موجهاً لأي من الفنانين الأجانب المشاركين في هذه المهرجانات الى جانب زملائهم العرب بأنهم «اشتروا» الفوز أو أن الجائزة التي حصلوا عليها كانت مهيأة سلفاً...
حتى في المسابقات العالمية التي تضم فروعاً تنافسية ويشارك فيها نجوم عرب, لم اسمع او أقرأ ولو لمرة واحدة ما يطاول سمعة أي من الفنانين الأجانب, والذي يحدث هو العكس تماماً, حيث يسارع زملاء الفنان المكرم أو الفائز الى تهنئته, فيما تعمل وكالات الأنباء ووسائل الاعلام الغربية على الاشادة بأعماله وبالمجهود الكبير الذي بذله على مدار العام حتى استطاع انتزاع جائزته عن جدارة واستحقاق...
إلا في وطننا العربي...
وتحديداً في لبنان...
فما من جائزة يفوز بها أي فنان لبناني أو عربي, وفي أي مجال من مجالات الفن إلا وتتطاير على الفور الاتهامات التي تتحدث عن «بازار» تم في الخفاء, وعن «أموال» دفعت بالسر, وعن «كومبينات» تم تطبيقها خلف الكواليس, بين الشركة المنتجة لأعمال الفنان الفائز من جهة, واللجنة المنظمة للمهرجان والمشرفة على اختيار الفائزين من جهة ثانية!
لن أعود الى الماضي البعيد وإنما الى الماضي القريب, والقريب جداً.
فمنذ ثلاثة أعوام فازت الفنانة التونسية لطيفة بجائزة «world music awards» من مهرجان فني عالمي... وقبل صياح ديك فجر اليوم التالي كانت بعض الصحف والمجلات الفنية والعربية تنشر آراء لبعض الفنانين والفنانات تتهم اللجنة المنظمة للمهرجان المذكور بالتزوير, وبـ«بيع الجائزة» للفنانة لطيفة!!
وفي السنة الماضية فازت الفنانة اللبنانية أليسا, ومن المهرجان نفسه, بجائزة عن الفرع ذاته الذي سبق ان فازت عنه لطيفة €الفنانة الأكثر انتشاراً ومبيعاً في الشرق الأوسط والمغرب العربي€... وعلى الفور راجت الاتهامات ذاتها.
ومنذ أيام, حملت وكالات الأنباء نبأ فوز الفنانة اليسا, وللسنة الثانية على التوالي بالجائزة عينها, فتكررت بالتالي الاتهامات: «جائزة مدفوعة الثمن من قبل الشركة المنتجة لأعمال أليسا!؟».
أمر عجيب وغريب بالفعل..؟!
وأمر مضحك مبك في آن.
فقط, الجائزة التي يفوز بها الفنان العربي في المهرجانات الدولية هي المدفوعة الثمن...
فقط, نجاح أي فنان عربي على المستوى العالمي هو الذي يتعرض الى الهجوم وكأنه ممنوع على فنانينا النجاح؟
أوليس مستغرباً, والأصح أن نقول عيباً, أن تطاول سهام الحاسدين نجاح أي فنان عربي؟
وإذا كانت هذه الجوائز مدفوعة الثمن كما يدعون, فماذا ينتظرون؟ ولماذا لا يقدمون هم وشركات الانتاج التي تتولى إدارة أعمالهم على خوض «البزار»؟! ويكشفون بالتالي كيف تتم العملية بالدليل والبرهان؟!
في الحقيقة أن لا بيع هناك ولا شراء وكل الحكاية أن نجوماً يجتهدون ويعملون ويحققون النجاح, في مقابل آخرين €أو أخريات€ قتل الحسد طموحهم وكبّل خطواتهم فباتوا كما الثعلب الذي جاءت روايته في كتاب «الخرافات»: رأى الثعلب عنقوداً من العنب الشهي المتدلّي, فلما عجز عن الوصول إليه: قال: «هذا حصرم رأيته في حلب».


 
المصدر: الكفاح العربي


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...