خطة أمريكية لإقامة قواعد عسكرية على الحدود الإيرانية والسورية

20-11-2006

خطة أمريكية لإقامة قواعد عسكرية على الحدود الإيرانية والسورية

أعلن الصحافي الاميركي المعروف سيمور هيرش أن وكالة الاستخبارات الاميركية (سي أي ايه) لم تعثر على أي دليل مقنع على وجود برنامج إيراني سري لصنع أسلحة نووية. وكشف أن البنتاغون يعمل على خطة لسحب القوات الاميركية من المدن الرئيسية داخل العراق الى قواعد محصنة على الحدود السورية والإيرانية.
وكتب هيرش، في مقال بعنوان الحلقة المقبلة، ينشر اليوم في مجلة نيو يوركر، أن صقور الإدارة الاميركية لا يزالون مستعدين لتنفيذ هجوم على إيران، حتى إن اقتضى الأمر تجاوز موافقة الكونغرس الذي أصبح يهيمن عليه الديمقراطيون.
وأصدر البيت الأبيض بيانا من فيتنام، أمس، نفى فيه ما ورد في مقالة هيرش. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو ان المقال مليء بالمعلومات غير الدقيقة. ونددت بالصحافي الذي سعى مرة أخرى إلى اختلاق قصة لإرضاء أفكاره المتطرفة.
وأشار هيرش إلى ان نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني شارك قبل شهر من الانتخابات البرلمانية الاخيرة في السابع من تشرين الثاني، مع مسؤولين عن الامن القومي في اجتماع خصص لملف ايران. ونقل هيرش عن تشيني قوله ان فوز الديموقراطيين لن يوقف الإدارة عن سلوك الخيار العسكري ضد إيران.
كما نقل هيرش عن نائب وزير الخارجية السابق ريتشارد ارميتاج انه يعتقد ان فوز الديموقراطيين وصرف وزير الدفاع دونالد رامسفيلد يعني أن الإدارة تراجعت عن سرعتها لإعداد الحملة العسكرية ضد ايران.
وقال مستشار حكومي، مقرب من القيادة المدنية في البنتاغون، إن اسرائيل والولايات المتحدة عملتا معا، خلال الأشهر الستة الماضية، لدعم حركة تحرير كردستان على شن غزوات داخل إيران كجزء من الجهود لاستكشاف طرق بديلة للضغط على إيران. وأوضح أن إسرائيل تقدم أسلحة وتدرب المجموعة الكردية، فيما قدمت واشنطن للمجموعة لائحة أهداف تهتم بها داخل إيران.
وأشار هيرش إلى أن مثل هذه العمليات، إذا كانت تعتبر عسكرية لا استخباراتية، لا تتطلب موافقة من الكونغرس.
وأوضح هيرش ان خطط الادارة الاميركية لضرب ايران تعقدت، هذا الخريف، بعد أن وضعت السي أي ايه تقريرا سريا تحدت فيه ادعاءات البيت الأبيض حول قرب ايران من صنع قنبلة نووية. ان وكالة الاستخبارات لم تجد أي دليل مقنع، حتى الآن، عن وجود برنامج إيراني سري لصنع اسلحة نووية يسير بالتزامن مع العمليات المدنية التي أعلنت عنها ايران للوكالة الدولية للطاقة الذرية. (رفضت السي أي ايه التعليق على القصة).
وارتكز تحليل وكالة الاستخبارات المركزية، الذي تم تسريبه لأجهزة أخرى لإبداء الرأي، على مساعدة تقنية أمنتها الأقمار الصناعية، ووسائل تجريبية أخرى، منها قياس نسبة الإشعاع ودراسة عينات من المياه والدخان المتصاعد من مراكز توليد الطاقة، فضلاً عن تقارير من مخبرين أميركيين وإسرائيليين قريبين من المواقع النووية الإيرانية المشتبه فيها. من خلال هذه المصادر، لم يتم العثور على أي إشعاعات ذات أهمية، وهو الأمر الذي رفضه البيت الأبيض ووزارة الدفاع.
في المقابل، حذر تقرير السي أي أيه من أنّ عدم نجاح التحقيق في التوصل الى معلومات حول وجود أسلحة نووية سرية، لا يعني بالضرورة أن الإيرانيين نجحوا في إخفائها، مضيفاً أنّ البعض في البيت الأبيض، لا سيما في مكتب تشيني، يعتبرون أنّ النقص في الأدلة يعني ضرورة أن يكونوا حاصلين عليها.
وينقل هيرش عن دبلوماسي أوروبي قوله انّه ليس هناك أي دليل حول تخصيب لليورانيوم على نطاق كبير في إيران، ويضيف لكن الإيرانيين لم يضعوا أنفسهم في مواجهة خطرة مع الغرب على أساس برنامج تسليح لا يمكنهم مواصلته. ويتابع برنامج التخصيب لدى الإيرانيين يثير إحساساً بأنهم يريدون امتلاك اسلحة نووية، مشيراً إلى أنّه لا يمكن تصوّر أنّهم لا يخدعون بدرجة أو بأخرى.
في المقابل هناك أسباب عديدة للتعنت الإيراني، فالبرنامج النووي سواء كان سلمياً ام لا، هو مبعث فخر للإيرانيين، والدعم الذي وفره الرئيس أحمدي نجاد للبرنامج، ساهم في إعطاء المزيد من الدفع الشعبي.
وبحسب المسؤول في وكالة الاستخبارات المركزية، فإنّ التقرير أشار الى بعض المكاسب لإيران فيما لو شنت ضربة عسكرية محدودة، خاصة اذا لم تنجح في تدمير البرنامج النووي بشكل كامل، الأمر الذي من شأنه ان يقوي موقعها في العالم الإسلامي، مشيراً الى أنّهم تعلموا ذلك في العراق ثم في جنوب لبنان.
فالحرب الإسرائيلية على لبنان فشلت في تدمير كامل ترسانة حزب الله الصاروخية، وهي أدت الى رفع شعبية قائده حسن نصر الله. ويضيف مسؤول الاستخبارات الأميركية، أنّ التقرير زاد من احتمالات ان تدفع الحرب الأميركية على ايران في توحيد جماهير السنة والشيعة، ويتابع ان ضربة أميركية ستتخطى أي خلاف في العالم العربي، وبالتالي ستجد السوريين والإيرانيين وحماس وحزب الله يقاتلون ضدنا، بينما تصبح علاقة السعوديين والمصريين بالغرب موضع تساؤل. وهو كابوس قد يكون الأسوأ، حيث سيكون هناك عنصر توحيد في الشرق الأوسط للمرة الأولى منذ أيام الخلافة.
وبحسب مستشار في وزارة الدفاع الأميركية، فإنّ الجديد في تقرير، السي أي آيه هو أن جواسيس اسرائيليين داخل ايران، ادعوا ان طهران طورت وجربت جهاز تفجير لقنبلة نووية، لكن المشكلة ان أحدا لم يتمكن من تأكيد ذلك، ويضيف نحن لا نعلم ما هي مصادر الإسرائيليين لجهة تقديم الأدلة ومكان التجربة وحجم الرؤوس النووية... لكن هذه المعلومات يتم استخدامها من قبل البيت الأبيض لتأكيد نظريته حول ايران.
وحول العراق، قالت مصادر على معرفة وثيقة بإجراءات لجنة دراسة العراق ان اللجنة قررت، منتصف تشرين الثاني الحالي، استبعاد الدعوة الى انسحاب أميركي فوري وكامل، بل انها قد توصي بالتركيز على تحسين عملية تدريب القوات العراقية وإعادة نشر القوات الاميركية. ان أهم التوصيات، انه من المتوقع ان تحث اللجنة الرئيس الاميركي جورج بوش على القيام بما يرفضه: جذب سوريا وايران الى مؤتمر اقليمي للمساعدة في استقرار العراق.
وأشار المسؤول السابق الى ان رامسفيلد طلب من رئاسة الاركان تقديم خطط بديلة للعراق. وقال ان خيار الحل الاخير هو تحريك القوات الاميركية الى خارج المدن وإعادة التمركز على الحدود السورية والايرانية. وأضاف ان البيت الابيض يعتقد انه اذا بقيت القوات الاميركية في العراق لمدة كافية، مع قوات كافية، فإن الاشرار سيقتلون بعضهم البعض، والمدنيون العراقيون، الذين يتغذون على النزاعات الداخلية، سيخرجون بحل.
ونقل هيرش عن مسؤول سابق كبير في الادارة الاميركية قوله ان البنتاغون يعمل على خطة في العراق للانسحاب من المدن الرئيسية الى قواعد محصنة على الحدود. ان الافتراض هو انه بذهاب القوات الاميركية من المناطق الكثيفة بالسكان فإن العنف الطائفي سيشتعل. وأضاف ان البيت الابيض يقول انه سيستقر (الوضع)، إلا انه قد يستقر بطريقة خاطئة.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...