دمشق أحبطت تصوير إيران كعدو للعرب والأسد إلـى طهران الأربعاء

17-08-2009

دمشق أحبطت تصوير إيران كعدو للعرب والأسد إلـى طهران الأربعاء

رجحت مصادر متطابقة، أمس، أن يقوم الرئيس بشار الأسد بزيارة قصيرة إلى إيران بعد غد الأربعاء، يهنئ فيها نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد بانتخابه لولاية ثانية، في الوقت الذي أكدت فيه المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان تمسك دمشق بعلاقاتها الوثيقة مع طهران.
وكانت مصادر سورية وإيرانية صححت الأخبار التي توقعت أن تتم الزيارة أمس الأول، بالرغم من عدم اتفاق الطرفين تماماً على الموعد. ولاحقا أعلن مصدر مسؤول في مكتب نجاد إرجاء زيارة الأسد لطهران لأيام.
ووفقاً لمصادر متطابقة فإن الزيارة قصيرة، وتستند لرغبة الأسد، الذي يرافقه وزير الخارجية وليد المعلم، في تهنئة نجاد بانتخابه لولاية رئاسية ثانية، وتأكيد الدعم الذي تحظى به العلاقات الثنائية. وسيبحث الجانبان ما وصلت إليه هذه العلاقات على المستويين الثنائي والإقليمي. وتعود آخر زيارة قام بها الاسد لطهران الى آب عام 2008.
وسبق لنجاد أن زار دمشق في أيار الماضي، واعتبر زيارته تتويجاً «لانتصار البلدين على القوى الاستعمارية»، مشدداً على «أن القوى التي كانت تضغط على سوريا وإيران باتت في موقع من يطلب المساعدة»، في إشارة إلى
سياسة واشنطن المنفتحة على دمشق وطهران خصوصاً بشأن العراق.
كما تأتي زيارة الأسد إلى طهران بعد أيام على إعلان الاليزيه أن سوريا قدمت المساعدة لفرنسا بشأن إطلاق مواطنتها المحتجزة في إيران على خلفية المشاركة في التظاهرات ضد نتائج الانتخابات الرئاسية.
يذكر أن الجانبين اتفقا مؤخراً على توسيع علاقاتهما التجارية والاستثمارية. ورافقت زيارة نجاد اجتماعات للجنة السورية الإيرانية العليا، وتم التركيز على تقوية علاقة التعاون بين سوريا والعراق وإيران. وستأتي زيارة الأسد إلى طهران بعد يوم واحد على بدء الزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى دمشق الثلاثاء.
من جهتها، أكدت شعبان، في محاضرة في مكتبة الأسد في دمشق أمس الأول بعنوان «دور سوريا الإقليمي والدولي في ظل قيادة بشار الأسد»، أن «تمسك سوريا بعلاقات الصداقة مع إيران، رغم كل الضغوط والأكاذيب، أحبط المحاولات الإسرائيلية والغربية الرامية إلى تصوير إيران كعدو للعرب».
ولفتت إلى أن أطرافاً إقليمية ودولية قالت إن إحلال السلام سيكون على حساب العلاقات السورية الإيرانية «لكن موقف سوريا كان دوماً أنها تقرر إقامة العلاقات وهي تعرف أين تقف». ورأت أن أسباب الحوار القائم حالياً بين الغرب وسوريا يعود إلى تمسك الأسد «بنهج المقاومة»، معتبرة أن المعيار الأساسي لدمشق في مقاربة العلاقات الأميركية السورية بعد التحسن الأخير هو «مصلحة الوطن والشعب والأمة».
وأضافت أن سياسة الأسد ورؤيته «تشكلان رداً حاسماً وحقيقياً على مقاربة إسرائيل لاستحقاق السلام في المنطقة وسعيها لتفتيت مواقف العرب، والحصول منهم على تطبيع مجاني في العلاقة معها من دون إعادة الحقوق لأصحابها الشرعيين».
وأكدت شعبان أن دمشق لا زالت تعمل من أجل تكريس التضامن العربي، و«المضي قدماً في سياساتها المنفتحة على العالم ودول المنطقة على قاعدة الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وتوفير متطلبات الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط»، موضحة أن «سوريا رسمت وعززت نهجاً عربياً حقيقياً يخشاه الأعداء، ويتعاون معه الأصدقاء وبهذا النهج ستغير الخريطة التي حاول الأعداء رسمها». وشددت على أن «سوريا لا تخضع للتهديد والوعيد، وهي متمسكة بنهجها ومصالح شعبها وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة». ووصفت التهديدات الإسرائيلية للبنان بأنها «دليل ضعف».

زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...