دمشق: التسليح سيؤدي إلى نتائج كارثية في المنطقة وبوتين ينتقد التأجيج الغربي

03-03-2012

دمشق: التسليح سيؤدي إلى نتائج كارثية في المنطقة وبوتين ينتقد التأجيج الغربي

حذرت دمشق، أمس، في رسالة وجهتها الى الأمم المتحدة، بعض دول الجوار، محددة السعودية وقطر بالإسم، من ان تسهيلها تسليح «الإرهابيين وتدريبهم سيقود إلى نتائج كارثية على المنطقة»، فيما أعلن رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين أن موسكو «لا ترتبط بأي علاقة مميزة مع سوريا»، مبررا استخدام موسكو حق النقض (الفيتو) لمنع تبني قرار ضد دمشق في مجلس الأمن الدولي بأنه موقف «مبدئي في مواجهة وضع حرب أهلية»، واتهم الغرب بتأجيج الوضع عبر تسليح المعارضين وهو أمر سيؤدي إلى رفض المعارضة الجلوس حول طاولة الحوار.
وكرر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن أيام الرئيس السوري بشار الأسد «باتت معدودة»، مضيفا أن واشنطن تعمل على تسريع الانتقال الديموقراطي في سوريا، فيما صعد القادة الأوروبيون لهجتهم عبر تهديد النظام بملاحقات أمام القضاء الدولي بسبب «الفظائع» التي ارتكبت، واعترفوا بالمجلس الوطني السوري «كممثل شرعي للسوريين»، بينما قررت باريس إغلاق سفارتها في دمشق.
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه جرى منع وفدها من دخول حي بابا عمرو في حمص، فيما نقل عاملون في المجال الإنساني عن عسكريين أن أسبابا أمنية حالت دون ادخال القافلة الى الحي، مشيرين «الى ضرورة إزالة الألغام التي تركها المتمردون قبل رحيلهم».
وأكدت سوريا، في رسالتين متطابقتين وجهتهما وزارة الخارجية والمغتربين، إلى كل من رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة «وجود مجموعات مسلحة منذ بداية الأحداث تمارس قتل المواطنين الأبرياء بهدف تأجيج مشاعر المواطنين، وتحقيق كسب رخيص على المستويين الإقليمي والدولي».

وأوضحت أنه «عندما أثبتت بعثة مراقبي الجامعة العربية (إلى سوريا) وجود هذه المجموعات المسلحة وعدم التزام هذه المجموعات بخطة العمل العربية قامت الجامعة بسحب هؤلاء المراقبين بهدف إخفاء الحقيقة والالتفاف على قرارات الجامعة نفسها». وأكدت أن «عدم تقديم نسخة رسمية من هذا التقرير إلى مجلس الأمن حتى الآن هو أكبر دليل على تنكر الجامعة العربية لقراراتها ولمصداقيتها، ولم تفاجأ سوريا بالتصريحات العلنية التي أطلقها وزير خارجية السعودية ورئيس وزراء ووزير خارجية قطر أثناء وبعد انتهاء أعمال ما سماه شعب سوريا مؤتمر أعداء سوريا الذي عقد في تونس عندما دعوَا إلى تسليح المعارضة السورية، وانضم إليهما عدد من ممثلي الدول الغربية».
وأضافت أن «عملية تسليح المعارضة من قبل هذه الدول قد بدأت منذ وقت طويل والقرارات التي اتخذت في الجامعة العربية والجمعية العامة بضغط من هذه الأطراف نفسها هي ستار دخاني للتعبير عن هذا الدعم غير المشروع والذي يخالف ميثاق الأمم المتحدة والعلاقات بين الدول العربية والقانون الدولي، متسائلة منذ متى كان الإرهاب وحمل السلاح جزءاً لا يتجزأ من المعارضة».
وقالت إن «قيام بعض دول الجوار بتسهيل حصول المجموعات الإرهابية على الأسلحة واستضافة وتدريب الإرهابيين على أرضها يخالف علاقات حسن الجوار، وسيقود لاحقا إلى نتائج كارثية على المنطقة ودفع ثمن غال نتيجة هذه السياسات العمياء، كما أن استحداث مجلس اسطنبول  لمكتب عسكري لإدارة عملياته العسكرية ضد سوريا انطلاقا من بلد جار هو دليل آخر على الطبيعة الإرهابية لهذه المعارضة».
وفي كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال جلسة لمناقشة الوضع في سوريا، قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون إن عسكرة الوضع في سوريا ليست هي الحل للأزمة السورية، معتبراً أن الانقسام الدولي حول الوضع السوري يزيد الوضع تدهوراً. ولفت إلى أن الأوضاع الإنسانية في سوريا متدهورة جداً، مطالباً الحكومة السورية بالسماح لمسؤولة العلاقات الإنسانية في الأمم المتحدة بالدخول إلى سوريا، ومشيراً إلى أن الحكومة السورية قد فشلت في الوفاء بوعودها وبحماية المدنيين. واعتبر بان أن قوة المعارضة تعد ضعيفة مقارنة مع قوة الجيش النظامي، لافتاً إلى أن الإفراط في استخدام القوة دمّر كل الجهود.
من جهته، شدد المندوب المصري هشام بدر على ضرورة «الوقف الفوري لكل الأعمال العدائية من جميع الأطراف على الأرض من دون شروط، سواء من الحكومة أو أي جماعات مسلحة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية». ولفت إلى أن «المطلوب هو بدء حوار فاعل يقود إلى تسوية سياسية بمفاوضات بين الحكومة والمعارضة في الداخل والخارج»، محذراً من أن «تزويد أي من الأطراف بالسلاح سيساهم بزيادة الأزمة».
أما المندوب السعودي عبد الله المعلمي فأشار إلى أن «النظام السوري يتصرف كأنه يخوض سباقاً مع الزمن لإنهاء مهمته»، معتبراً أن «المجتمع الدولي سقط في اختبار الضمير الحي عبر هجوم النظام على بابا عمرو». وشدد على أن «دول مجلس التعاون الخليجي على أتم استعداد لتكون في طليعة أي جهد مشترك يهدف لإنقاذ الشعب السوري من سلطة فقدت شرعيتها».
في المقابل قال المندوب السوري بشار الجعفري إن «من واجب كل حكومة أن تحمي شعبها من الإجرام والإخلال بالأمن، وهذا ما قامت به سوريا»، مشيراً إلى أن تقرير بان كي مون «يتناقض في محتواه مع حقيقة الوضع في سوريا ويساهم في الأزمة». ورأى الجعفري «أن هناك تجاوزات في الأمم المتحدة تظهر التآمر الدولي على سوريا في ظل صمت وصمم مريبين»، معتبراً «أن الهدف من الضغط على سوريا سياسي بامتياز يأتي ضمن أجندات تستخدم الأمم المتحدة منصة لها». 

وقال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، في مقابلة مع صحف أجنبية نشرها موقع الحكومة على شبكة الانترنت، «ليس لدينا أي علاقة خاصة مع سوريا. لدينا موقف مبدئي حول طريقة تسوية هذا النوع من النزاعات ولا نؤيد هذا الطرف أو ذاك». وأضاف إن «المبدأ هو الامتناع عن تشجيع نزاع مسلح وحمل الأطراف على الجلوس إلى طاولة المفاوضات والاتفاق على شروط وقف لإطلاق النار والحد من الخسائر البشرية». وتابع إن «ما يجري هناك هو حرب أهلية. هدفنا هو إيجاد حل بين السوريين».
واتهم الغرب بتأجيج الأزمة عبر المساعدة على تسليح المتمردين وممارسة ضغوط على الأسد. وقال «إذا كنتم ستزيدون كمية الأسلحة (للمتمردين) وتعززون الضغوط على الأسد، فإن المعارضة لن تجلس أبدا إلى طاولة المفاوضات».
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفتش، في بيان، «عدم وجود أي مشروع قرار محدد في مجلس الأمن حول الوضع الإنساني في سوريا». وأشار إلى أن «اتفاقية الصداقة والتعاون الموقعة بين الاتحاد السوفياتي وسوريا لا زالت سارية المفعول، ولكنها لا تتضمن تقديم مساعدة عسكرية». 

وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما، في مقابلة مع مجلة «ذا اتلانتك» نشرت أمس، «تقديراتنا تشير إلى أن أيام الأسد معدودة. ولم يعد الأمر يتعلق بإذا ولكن بمتى» سيسقط النظام. وأضاف «الآن، هل نستطيع تسريع ذلك؟ نحن نعمل مع المجتمع الدولي لمحاولة القيام بذلك».
وأقر أوباما أن سوريا «أكبر وأكثر تعقيدا من ليبيا، فمثلا المعارضة ممزقة بشكل كبير، بالإضافة إلى أنه لا يوجد وحدة بين الدول العربية حاليا، ودوليا، فإن دولا كروسيا لا تزال تعرقل اتخاذ أي عمل أو قرار في الأمم المتحدة».
وأضاف أوباما «ما نحاول القيام به حاليا، وقد عادت وزيرة الخارجية (هيلاري كلينتون) من اجتماع لمجموعة أصدقاء سوريا في تونس، هو وضع عدد من الاستراتيجيات لتأمين المساعدات الإنسانية. لكن باستطاعتهم كذلك تسريع الانتقال إلى حكومة سورية سلمية ومستقرة وممثلة للسوريين. إذا حدث ذلك، فإن هذه ستكون خسارة كبيرة لإيران».
وأعلنت واشنطن أن تحسنا بسيطا طرأ على الموقف الروسي من الأزمة في سوريا، وحثت موسكو على الضغط على النظام السوري للتمكن من إيصال المساعدات الإنسانية إلى مناطق الأزمة في سوريا. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند «نواصل الحوار على كل المستويات مع الروس، أكان في موسكو أو في نيويورك. أما بشأن المساعدات الإنسانية فقد حصل تحسن خلال الساعات الـ24 الأخيرة في تصريحات وزارة الخارجية الروسية». 

وأعلن قادة دول الاتحاد الأوروبي، في ختام قمتهم في بروكسل، أنهم يريدون العمل «على محاسبة المسؤولين عن الفظائع في سوريا على أعمالهم»، بحسب ما صرح رئيس الاتحاد الأوروبي هرمان فان رومبوي إثر القمة.
وأكد الاتحاد الأوروبي انه «يعترف بالمجلس الوطني السوري، كممثل شرعي للسوريين». وقال، في بيان، إن «الاتحاد الأوروبي يدعم المعارضة السورية في نضالها من أجل الحرية والكرامة والديموقراطية، ويعترف بالمجلس الوطني السوري (بزعامة برهان غليون) كممثل شرعي للسوريين، ويدعو كل أعضاء المعارضة السورية للاتحاد بنضالها السلمي من أجل سوريا جديدة حيث يتمتع كل المواطنين بحقوق متساوية».
وقال قادة الاتحاد، في البيان، إن «الاتحاد الأوروبي يدعو كل الأطراف للتشجيع على عملية تهدف إلى حل سلمي». وجدد القادة «التزامهم بزيادة الضغط على النظام السوري مع تواصل العنف وانتهاكات حقوق الإنسان»، ودعوا إلى «إعداد مزيد من الإجراءات التقييدية الهادفة ضد النظام». وكرروا «مطالبتهم الأسد بالتنحي لفتح المجال أمام انتقال سلمي للسلطة من أجل مصلحة البلاد».
وأعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إغلاق السفارة الفرنسية في دمشق، ودعا الى محاسبة السلطات السورية أمام محاكم دولية، لدى استقباله الصحافيين الفرنسيين اديت بوفييه ووليام دانيلز في مطار فيلاكوبليه العسكري قرب باريس، بعد نقلهما من لبنان إثر فرارهما من حمص. 
وحول احتمال تزويد المعارضة بالسلاح، أبدى ساركوزي «تأييده التقدم درجة إضافية تتعلق بمساعدة الديموقراطيين في سوريا» شرط ان يضع مجلس الأمن الدولي إطارا قضائيا يسمح بذلك. وتابع «أؤيد إقامة مناطق إنسانية على الحدود السورية على الأقل للسماح باستقبال الهاربين من اضطهاد النظام السوري الذي لا بد أن يرحل».
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون «سنعمل بما يؤدي إلى ان تكون هناك محاسبة في يوم ما كما فعلنا في صربيا»، في إشارة الى محاكمة مسؤولين عسكريين وسياسيين سابقين في بلغراد أمام القضاء الدولي على أعمالهم ابان حروب يوغوسلافيا السابقة. وقال دبلوماسي إن بريطانيا تستعد بالفعل لإرسال مهمة إلى منطقة الحدود السورية لجمع أدلة.
ودعا رئيس «المجلس الوطني السوري» برهان غليون، في مقابلة مع صحيفة «ديلي تلغراف» نشرت أمس، الدول الأجنبية إلى تسليح المعارضة، وأعرب عن إحباطه من تعامل بريطانيا الحذر مع الأزمة السورية. واعتبر أن إعلان «المجلس الوطني السوري» إنشاء مكتب استشاري عسكري «يهدف إلى توحيد الكفاح المسلح داخل سوريا لكي لا نواجه حالة من الفوضى تفتقد إلى سلسلة القيادة السليمة ويغيب فيها الانضباط بعد انهيار النظام السوري». وأضاف «أن كميات صغيرة من الأسلحة جرى تهريبها إلى سوريا». 

اعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان، أنها تسلمت من السلطات السورية جثتي الصحافيين الأميركية ماري كولفين والمصور الفرنسي ريمي اوشليك، وأنها تنقلهما بسيارة إسعاف من حمص الى دمشق.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون السلطات السورية الى السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا «من دون شروط مسبقة» معتبرا ان الوضع في هذا البلد «غير مقبول ولا يمكن التساهل معه».
وأعلن ان الامم المتحدة تعمل جاهدة على تنظيم زيارة مسؤولة العمليات الانسانية فاليري اموس الى سوريا «في أقرب وقت ممكن»، لكي تجري تقييما للوضع الانساني، معتبرا ان تصريحات المسؤولين السوريين الاخيرة «تشير على ما يبدو الى انهم يرغبون في استقبال اموس».
وفي جنيف، أدان رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرغر عدم تمكين قافلة اللجنة من دخول حي بابا عمرو في حمص. وقال «نكرر الدعوة التي أطلقناها قبل أيام لإقرار هدنة انسانية من ساعتين لإفساح المجال أمام إدخال المساعدات»، معتبرا ان «الوضع الإنساني أصلا كان صعبا جدا وهو أصبح الآن أصعب».
من جهة ثانية، اعلنت اللجنة الدولية أن عائلات عدة تمكنت من الفرار من حي بابا عمرو، وأن اللجنة ستبذل كل ما هو ممكن «لتقديم المساعدة لها في اقرب فرصة ممكنة».
وقال عاملون في المجال الإنساني في حمص إن العسكريين يقولون إن أسبابا أمنية حالت دون إدخال القافلة الى حي بابا عمرو، مشيرين خصوصا «الى ضرورة إزالة الألغام التي تركها المتمردون قبل رحيلهم».
                                                                                                                              

                                                                                                                              المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...