دمشق: المصالحة تحتاج إلى اختبارات وحوار طويل

21-01-2009

دمشق: المصالحة تحتاج إلى اختبارات وحوار طويل

لا يزال العديد من الدول العربية المعنية بخطوة الملك السعودي عبد الله التصالحية، في موقع الترحيب الحذر، سواء كانت هذه الدول قريبة من المملكة، أو في »خصومة« معها. Image removed.
ووفقا لمصادر دبلوماسية عربية ومراقبين شاركوا في مجريات قمة الكويت، وصدموا إيجابيا بكلمة الملك عبد الله، فإن كلمة الملك لم تنجح في تغذية اجتماع المندوبين الذي تلاها بروحها التصالحية. ورأى هؤلاء أن ما افترض انه هواء عربي جديد، لم يدخل رئة المجتمعين أمس وأمس الأول، إذ بقيت الخلاقات الجوهرية ذاتها، ووصل الاشتــباك اللــفظي حدا دفع البعض لمغادرة قاعة الاجتماعات.
ويمكن الرجوع هنا بالذاكرة إلى قمة الرياض منذ عامين، والتي عقدت في أجواء شديدة التوتر، ولاسيما بين السعودية وسوريا، حول لبنان. وجرى في اليوم الذي سبق القمة اجتماع سوري سعودي على مستوى القمة، وقيل حينها، وخصوصا من الجانب السعودي، أن الجانبين توصلا إلى »تفاهم استراتيجي«، وأن هذا التفاهم سينعكس على علاقات البلدين وعلى لبنان والمنطقة عموما.
وشددت حينها المصادر السعودية على القول ان الماضي بات في حكم المنسي. وصح ما قالته المصادر السعودية من حيث انعكاس ما جرى على العلاقات الثنائية والميادين الإقليمية المختلفة، ولكن بطريقة معكوسة.
فسحب السفير السعودي من دمشق، وتحركت المواجهة في لبنان بين معسكرين، أحدهما قريب من المملكة والآخر من سوريا، وعملت الرياض بجهد لم يكن خفيا في تشديد الحصار على سوريا ومنع انفكاك عزلتها الدولية.
لذا لدى دمشق تجاه مبادرة الملك عبد الله، بعض التحفظ الضمني. إذ كان أول اختبار لها بنظر كثيرين اجتماع المندوبين، والذي بدا فيه وزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل وكأنه أتى بمفرده على حد تعبير أحد الحاضرين، حيث غابت كلمة الملك عن أجواء مناقشات المجلس الوزاري العربي. وفشل المجتمعون بالطبع في الاتفاق على شيء جوهري، حتى أن الجانبين المصري والسعودي رفضا بالمطلق أية إشارة لقمة الدوحة، كما اي تعليق على المبادرة العربية للسلام، حتى في إطار اعتبارها معلقة.
وترى مصادر سورية أن أجواء المصالحة لا زالت قائمة، ولكنها بعد فشل أمس، تحتاج الى حوار طويل إذا كان لها أن تتحقق فعليا، خصوصا وأن الجانبين السوري والقطري لمسا برودة مصرية تجاه خطوة الملك عبد الله. كما لم يبد أن الخطوة الملكية قد نوقشت في ديوان الملك أو كواليس الخارجية السعودية.
وإن كان الغرض من تسويات امس، والكلام للمصادر نفسها ، هو إخراج قمة الكويت بنجاح تقديرا لأمير الكويت وجهوده العربية، إلا ان المقلق هو أن تتحول المواجهة من قاعات اجتماعات الجامعة العربية إلى ميادين الواقع، خصوصا وأن الإشكالات لازالت قائمة في ملف غزة، والاصطفاف لا زال كما هو. كما أن مواجهة حتمية قادمة في لبنان إذا لم تتفق الكتلتان العربيتان على صيغة موحدة لتمرير الانتخابات من دون اشتباكات بين معسكري الحكم والمعارضة.
وحتى يتحقق ذلك، ترى هذه المصادر أن الدور التركي يبقى جوهريا في احتوائه لهذا الاختلاف العربي. كما يبقى التمسك بالمقاومة وحقوقها باعتبارها الممثل الحقيقي على الأرض الفلسطينية للشعب الفلسطيني، فيما من الضروري خوض حوار معمق حول المصالح العربية في إطارها القومي والإقليمي لوضع أطر للمصالحة العربية الشاملة، إذا كانت النوايا صادقة بالكامل.

زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...