دمشق تستدعي سفيرها لـ«التشاور» بعد استدعاء واشنطن سفيرها «لدواع أمنية»

25-10-2011

دمشق تستدعي سفيرها لـ«التشاور» بعد استدعاء واشنطن سفيرها «لدواع أمنية»

ردت سورية على طلب الولايات المتحدة من سفيرها لدى دمشق مغادرتها «لدواع أمنية» باستدعاء سفيرها لدى واشنطن لـ«التشاور». وأعلنت الناطقة باسم السفارة السورية في واشنطن رؤى شربجي أن الحكومة السورية استدعت سفيرها لدى الولايات المتحدة للتشاور رداً على الخطوة الأميركية مضيفة أن السفير عماد مصطفى غادر واشنطن أمس وذلك بحسب موقع «بي.بي.سي» الإلكتروني.
وقبل ذلك قالت وزارة الخارجية الأميركية: إنها استدعت سفيرها لدى دمشق روبرت فورد إلى واشنطن بسبب تهديدات لأمنه الشخصي. في حين قالت مصادر رسمية في السفارة الأميركية بدمشق: إنه «تم استحضار السفير فورد إلى واشنطن في إجازة وذلك بعد تهديد حقيقي لسلامته ولا نستطيع في هذه اللحظة أن نحدد موعد عودته إذ إن ذلك يتعلق بظروف سلامته في دمشق».
وأكدت المصادر أنه «لا توجد أي خلفيات سياسية وراء الإجازة وإنما هي فقط لدواع أمنية وجاءت على خلفية زيادة حملة التحريض ضده في وسائل الإعلام المحلية».
وقللت المصادر من حساسية خبر مغادرة فورد لدمشق ونفت صحة أن تكون واشنطن قد سحبته كما نقلته وكالة «رويترز» عن مصادر دبلوماسية غربية، وقالت: إنه في إجازة لا أقل ولا أكثر، موضحة أن نائب السفير هاينز ماهوني الباقي في دمشق، سيقوم بمهام السفير إلى حين عودة فورد لعمله.
ونقل موقع «بي.بي.سي» الإلكتروني عن المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نيولاند قولها: إن واشنطن لم تسحب سفيرها لدى سورية وإنما استدعته للتشاور معه حول الأوضاع هناك وبسبب القلق من الحملات التحريضية التي يقودها النظام السوري في الإعلام الحكومي ضد فورد.
وأكدت نيولاند أن فورد سيعود إلى دمشق دون أن تحدد موعداً لذلك داعية الحكومة السورية إلى إنهاء حملة المضايقات التي ترعاها ضد فورد فوراً وتأمين الحماية له حين يعود وفقاً للمعاهدات الدولية.
كما قال نائب المتحدث باسم الخارجية مارك تونر في بيان نقلته وكالة الأنباء الفرنسية: إن فورد عاد إلى واشنطن بسبب «تهديدات موثوقة لأمنه الشخصي»، وأضاف: إنه «في هذه المرحلة لا نستطيع القول متى سيعود إلى سورية، وسيعتمد ذلك على تقييمنا للتحريض الذي يقوده النظام السوري والوضع الأمني على الأرض» كما قال.
وتتهم السلطات السورية فورد بالتدخل في الشؤون الداخلية وتجاوز التقاليد والأعراف الدبلوماسية وتحريض المتظاهرين.
وزار فورد بصحبة السفير الفرنسي اريك شوفالييه مدينة حماة مطلع تموز الماضي دون حصوله على الموافقات الرسمية، كما قالت دمشق، ثم قام بزيارة مشابهة إلى مدينة جاسم في محافظة درعا، كما زار منتصف الشهر الماضي مكتب المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سورية حسن عبد العظيم حيث تعرض موكبه للحصار والرشق بالبيض والبندورة، وأخيراً ظهر في منطقة الميدان بدمشق التي تشهد مظاهرات احتجاج.
وذكرت تقارير صحفية محلية الجمعة أن فورد تعرض للرشق بالبيض والبندورة أثناء تواجده أمام جامع الحسن في الميدان لكن مصادر السفارة الأميركية نفت صحة الخبر، وقالت: إن الكلام السابق غير صحيح ونحن نؤكد أن السفير فورد لم يتعرض لأي هجوم.
لكن المصادر لم تنف ولم تؤكد إن كان فورد قد زار منطقة الميدان بصحبة الملحق العسكري الياباني، وقالت: ربما زار المنطقة حتى يتناول وجبة غداء فيها، ونحن لا نستطيع أن نعلن أين يتناول السفير وجبات غدائه وعشائه، غير أن التقارير الإعلامية التي تحدثت عن تعرضه لهجوم غير صحيحة.
وبعد زيارته لمدينة حماة تعرضت السفارة الأميركية ومنزل السفير في حي الروضة بدمشق في تموز الماضي لمحاولة اقتحام، كما تحدثت أخبار غير مؤكدة عن طرده من إحدى كنائس دمشق.
وأعلنت واشنطن أن دمشق فرضت على فورد عملياً دون أن تعلن ذلك، منع التحرك خارج دائرة يصل قطرها إلى 25 كيلومتراً في دمشق، وهو الأمر الذي دفعها إلى فرض إجراء مماثل على السفير السوري في الولايات المتحدة عماد مصطفى.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع وزراء خارجية دول الألبا في أميركا اللاتينية فسر وزير الخارجية وليد المعلم في العاشر من الشهر الجاري عدم إقدام دمشق على أي إجراء ضد فورد رغم اتهامه بالتحريض والتدخل بالشؤون الداخلية السورية بالقول: «نحن بلد عمره 7000 سنة ولذلك قلبنا كبير وصبرنا أكبر. نحن دولة تثق بنفسها وبأبنائها، وإن تحرك (فورد) فتحركه فقط ليجعل من نفسه بطلاً في بلاده وليس هنا».
وعين الرئيس الأميركي باراك أوباما فورد نهاية العام الماضي كأول سفير للولايات المتحدة الأميركية لدى سورية منذ سحب واشنطن السفيرة السابقة مارغريت سكوبي في شباط عام 2005، وذلك خلال إجازة الكونغرس الذي كان يرفض حينها إرسال سفير أميركي إلى دمشق بحجة أن ذلك سيفسر على أنه تنازل من قبل الولايات المتحدة، لكن تحركات فورد على الساحة السورية دفعت بالكونغرس إلى الموافقة على تعيينه بالإجماع ودون أي اعتراض.
بدوره قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه: إن فرنسا لا تنوي سحب دبلوماسييها من سورية، وقال في مؤتمر صحفي نقلته وكالة الصحافة الفرنسية: «لقد اتخذنا احتياطات لتوفير أفضل وضع أمني لدبلوماسيينا ولا ننوي حتى اللحظة سحبهم من دمشق».

جانبلات شكاي

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...