دينيس روس ينتقد سياسة كوندوليزا رايس في الملف الفلسطيني

23-05-2007

دينيس روس ينتقد سياسة كوندوليزا رايس في الملف الفلسطيني

الجمل:     نشرت صحيفة نيوريبابليك اون لاين، ومعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى التابع للوبي الإسرائيلي يوم 21 (مايو) أيار 2007 مقالاً حمل عنوان (تفاصيل فارغة لا معنى لها)، هاجم فيه المخطط الذي قدمته كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية، كمقترح تفصيلي أمريكي يهدف لإحراز التقدم في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
يقول دينس روس في مقاله: لقد استحسنت انهماك كوندوليزا رايس في عملية إعادة تجديد النشاط في الدبلوماسية الإسرائيلية- العربية، وقد تخوفت من أن يكون تركيزها على النهاية السياسية للعبة هو أمر في غير محله، وعلى وجه الخصوص على خلفية الوقائع الميدانية الجارية التي تميل إلى التهديد بعدم إمكانية القيام بأي عملية سياسية. وبالتالي، نظرياً على الأقل، نجد أن قرارها بتقديم خطة عرض مفصل للإسرائيليين والفلسطينيين يمكن أن يكون أمراً جيداً. وفي هذا العرض المفصل، أن يقوم الإسرائيليون بالتخلي عن نقاط تفتيشهم القائمة في بيت عيبا هوارا, عاوارتا، شيف شومرون، وبيت فوريك، وأن يسمحوا بحركة السكان والسلع داخل وبين غزة والضفة الغربية، وبالذات في بيت لحم تجمع 1 إلى 2، حيبرون تجمع 1 إلى 8، ونابلس تجمع 1 إلى 4، ومن جانب السلطة الفلسطينية، أن تقوم بنشر القوات من أجل منع إطلاق صواريخ القسام وتهريب الأسلحة.
البعض، بلا شك، سوف يقوم بانتقاد هذه الخطة على أساس اعتبارات انها سوف تضع إدارة بوش في موقع القيام بالإدارة الدقيقة لتفاصيل الأمن الإسرائيلي الخاصة، وآخرون من المحتمل أن يقوموا أيضاً بانتقاد الخطة باعتبارها غير متماثلة من جراء وضعها لالتزامات محددة على عاتق الجانب الإسرائيلي من جهة، ومن الجهة الأخرى مجرد عموميات على الجانب الفلسطيني. والمشكلة بحسب وجهة نظري تتمثل في أن الخطة مع كل ذلك سوف يتم فهمها وتطبيقها على النحو الذي يضمن موتها منذ لحظة البداية.
منذ بدء قرار وزيرة الخارجية الأمريكية رايس بتتبع أفق الحل السياسي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، كان رأيي بأنه لا عملية سياسية يمكن أن تكون متميزة بالموثوقية أو قابلية الاستمرار إذا كانت متباعدة ومجافية لوقائع حياة الإسرائيليين والفلسطينيين اليومية. فالفلسطينيون يريدون التحقق من رؤية توقف الإهانات التي يعانون منها، وان أوضاعهم الاقتصادية الكارثية سوف تتحسن، والإسرائيليون يريدون التحقق من رؤية ان الفلسطينيين سوف يوقفون نيران صواريخهم، وتهريب أسلحتهم، وخططهم الجارية حالياً من أجل القيام بتنفيذ التفجيرات الانتحارية داخل إسرائيل.
جهود رايس الأخيرة يمكن أن يكون لها مغزى وفائدة إذا استطاعت أن تبعث وتولد الأمن في جانب الزعماء العرب من أجل القبول بالمساومات المدرجة في لعبة النهاية السياسية لحل الصراع، وباستعدادهم وجاهزيتهم لتحمل عبء تبرير منطق التسوية الجديدة، فإن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سوف يجد الغطاء السياسي اللازم من أجل أن يعمل، ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت سوف يكون متاحاً أمامه تبريراً آخر بخلاف حاجته للبقاء والاستمرار السياسي لكي يبرر التحرك الإسرائيلي من أجل السلام. فاليوم لا يوجد أحد في إسرائيل يأخذ بكلمة أولمرت حول مدى أهمية تقديم المساومات الإسرائيلية الممكنة، إضافة إلى وجود البعض الذين سوف يقاومون الاستجابة إلى المبادرة العربية الدراماتيكية.
وقد أوضحت وأظهرت الجامعة العربية بأن أعضاءها جاهزين لخلق الغطاء اللازم من أجل بدء المفاوضات، ولكن ليس من أجل الالتزام بالتوصل إلى شيء محدد. وإذا لم يحدث شيء ما، فإن هذه الأحاديث والتصريحات حول القيام بتطوير عملية سياسية لن تكون سوى محاولة للتعامل مع التصعيد اليومي للصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
مهنة تصريف شؤون الدولة، ترتبط بالمفاهيم والتنفيذ، والاعتراف بما هو مطلوب ولازم وتطوير وتجديد الخطط التي يمكن القيام بتنفيذها فعلاً.. وأنا متخوف من أن تكون خطة العرض –التي تم تصميمها للتأثير في الوقائع اليومية الكالحة ومحفزاتها التي تبعث على التصعيد- هي خطة تعاني مما تعودنا عادة أن نراه في إدارة بوش: محاولة الحصول على الشيء بالطريقة الرخيصة والمتعجلة. وبدلاً من تركيز العمل والجهد في التوافقات المحددة لكلا الطرفين إزاء ما الذي يتوجب القيام به؟ وبواسطة من؟ ومتى؟ وما هي التبعات التي سوف تترتب في حالة عدم القيام به؟ فإن الإدارة الأمريكية قامت بكل بساطة بإنتاج وإصدار خارطة طريق جديدة.
مثل الكثير الذي فعلته إدارة بوش مع خارطة الطريق للسلام (الصادرة في عام 2000)، فقد قامت إدارة بوش بإعطاء الطرفين قائمة من المعالم الخطابية الكلامية، وليس أهدافاً عملية إجرائية، فلا فهم، ولا إدراك، ولا التزامات متفق عليها، ولا حاجة للاستجابة، وكما قال توم كيسي الناطق الرسمي باسم الإدارة الأمريكية (هذه هي الاقتراحات والأفكار التي قمنا بتوزيعها وتعميمها، فهي لا تمثل أي نوع من الاتفاق الرسمي، ولا شيئاً يمكن أن يكون ملزماً لأي شخص). فهل هذا ما يحتاج إليه الطرفان الآن وفي هذا الوقت؟ إن الحقيقة تتمثل في أننا لا نحتاج إلى التفاصيل التي يمكن تجاهلها لأنه لا أحد لديه رهان حولها، ولا توجد أي عواقب أو تبعات تترتب على عدم القيام بها.
وبدلاً عن ذلك، فإن الخيار المتاح الآن للتأثير في الوقائع الميدانية اليومية الجارية على الأرض، هو أن يتفق الجانبان على الوقف الدائم المكثف لإطلاق النار. وعلى محمود عباس أن يهتم بشكل واضح ونهائي حول هذا الأمر مع حماس. فهل حماس جاهزة ومستعدة لعملية وقف إطلاق نار تتحمل فيها القيام ببعض المسؤوليات والواجبات والالتزام بتنفيذ ذلك فعلاً؟ وهل فتح وحماس قادرتان على الوصول إلى هدنة وقف إطلاق نار بينهما؟
الإجابة على كلا السؤالين ماتزال غير واضحة، فقد أشار محمود عباس مراراً وتكراراً بأنه يرغب بتجنب المواجهة والحرب الأهلية مهما كلف ذلك.

الجمل: قسم الترجمة والدراسات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...