روما تستضيف المعلّم وتعرض «الرعاية»

12-09-2008

روما تستضيف المعلّم وتعرض «الرعاية»

أعلن وزير الخارجية وليد المعلم، في روما أمس، أن المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل، التي بدأت في وقت سابق من هذا العام برعاية تركيا، »ترسم الآن خطوط مسيرة السلام قبل الانتقال إلى المحادثات المباشرة«، فيما أشار نظيره الايطالي فرانكو فراتيني إلى أن جولة مهمة من تلك المفاوضات ستعقد في غضون ايام، وقال ان روما تريد الحصول على دور عندما تصبح مباشرة.
ووقع فراتيني والمعلم على اتفاقيتين للتعاون الثقافي والتقني والمالي ومذكرة تفاهم حول »تبادل المشاورات السياسية الثنائية بشكل دائم« بين وزيري الخارجية. وبحثا »سبل تعزيز أوجه التعاون القائمة بين البلدين، والأوضاع في المنطقة، بما في ذلك لبنان والعراق وعملية السلام، وبخاصة المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل بوساطة تركية«.
ونوّه المعلم »بالدور الذي يمكن لايطاليا أن تقوم به في الشرق الأوسط«. وكرر أن »الانسحاب من الجولان لا ينبغي أن يكون موضع نقاش«، موضحا انه أمر لا بد منه لتحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط، ولإنجاح المفاوضات غير المباشرة برعاية تركيا.
وذكّر المعلم بجهود رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان التي استمرت عاماً كاملاً قبل الدخول في محادثات سلام غير مباشرة مع إسرائيل، و»التي ترسم الآن خطوط مسيرة السلام قبل الانتقال إلى المحادثات المباشرة«، مشددا على أن مصلحة سوريا »التوصل إلى سلام عادل وشامل«.
وفي الذكرى السابعة لهجمات ١١ أيلول، قال المعلم »كما قلنا للرئيس (جورج) بوش بعد قليل من الأحداث المأساوية في ١١ أيلول، فان الحرب ضد الإرهاب يجب أن تبدأ عند الجذور... عند سبب الإرهاب«. وأضاف »آخر شيء يجب أن نستخدمه، إذا فشل ذلك، هو القوة. للأسف أنهم جعلوا استخدام القوة البداية والنهاية للحرب ضد الإرهاب، وهكذا فالإرهاب اليوم أكثر انتشارا عما كان من قبل«.
وشدد المعلم على أن »حزب الله وحماس ليسا إرهابيين... إنها حركات مقاومة وطنية ضد الاحتلال«، موضحا »طالما هناك احتلال ستكون هناك حركات مقاومة وطنية«. وتابع »ينبغي أن نميز بين الإرهاب والكفاح المشروع ضد الاحتلال«.
وقال فراتيني، من جهته، إن »ايطاليا تقدر الدور الذي تقوم به سوريا في الشرق الأوسط، وتأمل تعاونا اكبر من جانب دمشق في الحوار والسعي إلى السلام في المنطقة بأسرها«.
وأكد فراتيني أن دمشق وروما »تلاقتا في وجهات النظر« حول مواضيع عدة. وأضاف »بين ايطاليا وسوريا علاقات ثنائية قوية، نريد تعزيزها أكثر. نحن في المركز الأول على صعيد التبادلات التجارية مع سوريا ونريد تحقيق المزيد، سواء على صعيد الحوار الثنائي أم التعاون الثقافي والاقتصادي«.
ووعد فراتيني ببذل الجهود لتذليل »العقبات التي تقف في وجه توقيع سوريا على اتفاقية الشراكة الأوروبية«. وقال »نأمل في المقابل أن تبذل دمشق جهدا إيجابيا في الحوار والمصالح من اجل الإسهام بحق في بسط السلم عالميا وفي الشرق الأوسط«.
وحول لبنان، وصف فراتيني اللقاء بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان ونظيره السوري بشار الأسد في دمشق مؤخرا بالمهم، مشيرا إلى النتائج البارزة في ما يتعلق بتطوير وتعزيز العلاقات بين سوريا ولبنان. وأعلن أن الرئيس اللبناني »سيقوم بزيارة رسمية إلى إيطاليا في تشرين الأول«. ونقل عن المعلم تأكيده »مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، واحترام قرارات وخيارات المؤسسات والشعب اللبناني مع تقديم الدعم للرئيس اللبناني الضامن لحكومة الوطنية«.
وقال الوزير الايطالي »سنجدد الدعم للرئيس سليمان على أساس المبادئ التي أسس عليها ولايته، أي المصالحة بين جميع الأطراف، وتدعيم المؤسسات الدستورية وتعزيز الوحدة الوطنية وتقوية المؤسسة العسكرية حتى تبسط سيطرتها الكاملة على الأراضي اللبنانية«.
واعتبر فراتيني أن بدء المحادثات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل يعد من »علامات النشاط الايجابي التي سجلناها في الأشهر الماضية، واستقطبت اهتمام السياسة والدبلوماسية والمراقبين الدوليين«. وقال »حين تنضج الأوضاع لبدء المحادثات المباشرة فإن إيطاليا تود أن تؤدي دورا فيها، من أجل تشجيع ودعم هذا الحوار، الذي يتطلب برأيي تدخل بعض اللاعبين الدوليين، الذين يتوجب عليهم التدليل بأن حوارا سوريا إسرائيليا سيكون الأساس لاستقرار وسلام عادل يشمل كافة الأطراف« في المنطقة.
وأشار فراتيني إلى أن المعلم أطلعه على تطورات المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل، موضحا »في غضون أيام ستجري الجولة الخامسة، والتي تتسم بأهمية بالغة، لأنها ستشكل الأساس للانطلاق إلى المفاوضات المباشرة«. وقال إن »ايطاليا عاقدة العزم على المساهمة بشكل أكبر في المناقشات المتعلقة بقضايا الشرق الأوسط، وذلك من خلال التعاون الوثيق مع الجهات المعنية في المنطقة«.
وأدان المعلم وفراتيني اغتيال القيادي في »الحزب الديموقراطي اللبناني« صالح العريضي. وقال الوزير الايطالي إنه »عمل إرهابي لن يسهم في مسيرة الحوار بين الأطراف اللبنانية المتنازعة أو في عملية المصالحة الوطنية«. وأضاف »أعود في الذكرى السابعة لهجمات ١١ أيلول، للتأكيد بشكل أكبر على أن الإرهاب عدو لكل أنواع الحوار والمصالحة السلمية«.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...