زيارة الأسد لطهران :تجديد التحالف في مواجهة أمريكا

19-02-2007

زيارة الأسد لطهران :تجديد التحالف في مواجهة أمريكا

تعهد الرئيسان بشار الأسد و محمود أحمدي نجاد بالعمل معا لمواجهة المخططات الأميركية والإسرائيلية في منطقة الشرق الأوسط. وحذر الرئيسان خلال قمة جمعتهما في طهران السبت من مخاطر إثارة فتنة مذهبية بين السنة والشيعة خاصة في لبنان والعراق الذي جددا دعمهما للاستقرار فيه، كما رحبا باتفاق مكة المكرمة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية،وحث الأسد الدول الإسلامية على الحفاظ على وحدتها معتبرا أن السياسات الأميركية فشلت في المنطقة، ومشيرا إلى أن واشنطن تريد مواصلة أهدافها عبر خلق الانقسامات بين الشعوب الإسلامية.
كما نقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) عن الأسد قوله إن توسيع نطاق العلاقات بين طهران ودمشق سيساعد على حل مشاكل العالم الإسلامي، واتهم واشنطن بمحاولة حشد الرأي العام داخل هذا العالم عبر تقويض العلاقات الإيرانية السورية.
 أما الرئيس الإيراني فقد حذر من المخططات الأميركية الجديدة لإثارة الفرقة والفتنة بين القوميات والمذاهب الإسلامية. وقال "علينا أن نكون حذرين من مساعي أعدائنا لزرع الفرقة والنزاع بين المسلمين ونضمن أن لا يحققوا أهدافهم الشريرة".
وأشار إلى أن واشنطن تحاول الإيحاء من خلال مشاريعها بأنها حريصة على استقرار وأمن المنطقة، في حين تسعى عبر هذه المشاريع إلى "تقوية موقعهم وموقع الصهاينة في المنطقة وضرب الدول الإسلامية".
واعتبر أن الجهود الأميركية ترمي للتأخير في إرساء الأمن والاستقرار في العراق وعدم تقوية الحكومة العراقية "المنبثقة عن أصوات الشعب".
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن الرئيس الإيراني قوله إن على العالم الإسلامي عامة وإيران وسوريا بصفة خاصة التزام الحذر وتحييد المؤامرات التي تهدف إلى زرع الأحقاد والخلافات بين المسلمين.
قام  الرئيس بشار الاسد اليوم بزيارة المرشد الاعلى للثورة الاسلامية الايرانية اية الله على خامنئى.وقالت وكالة الأنباء سانا أنه جرى خلال اللقاء تبادل الاحاديث حول مجمل تطورات الاوضاع الاقليمية والدولية وتنسيق المواقف بين البلدين ازاءها وحول علاقات الصداقة القائمة بين سورية وايران. ثم عقد الرئيسان بشار الاسد و محمود احمدى نجاد اجتماعا ختاميا اجملا خلاله مباحثاتهما التى بدأت امس. بعد ذلك اجاب الرئيسان الاسد واحمدى نجاد عن اسئلة الصحفيين بعد قراءة البيان المشترك الصادر فى ختام الزيارة حيث قال الرئيس الاسد ردا على سؤال.. أستطيع ان اقيم هذه الزيارة من خلال التوقيت والمضمون طبعا بالتوقيت تأتى فى وقت تفشل فيه المشاريع الخارجية ومحاولة فرضها على المنطقة خلال الاعوام الماضية وفى وقت تثبت فيه صحة وجهة نظر طروحات سورية او ايران فى نفس تلك المرحلة الماضية لاشك ان السنوات الماضية كانت سنوات مهمة وخطيرة مازلنا فى نفس هذا الاطار ولكن ربما تكون المرحلة المقبلة اكثر خطورة ان لم نتنبه للنتائج التى افرزتها السنوات الماضية وللمخططات المحضرة من قبل الخارج فى السنوات المقبلة.
 واضاف الرئيس الاسد :المشاريع الخارجية فشلت على المستوى السياسى فى القضايا والمواضيع التى تم ذكرها فى البيان الان ولكن نعتقد بان الورقة الاخيرة التى تلعب الان هى ورقة اللعب على الشارع العربى والاسلامى هذه الورقة ان فشلت ستفشل كل مشاريعهم فى المنطقة وهذا يتطلب وعيا كبيرا من قبل المواطنين فى العالم العربى والاسلامى وانا اقصد تحديدا محاولات تحويلنا من دول وشعوب لها تاريخ وثقافة وفيها التعددية بكل ما تعنى التعددية من معنى الى دويلات طائفية متناحرة تؤدى الى انقسام العالم الاسلامى وبالتالى نجاح المشاريع التى خطط لها سابقا وفشلت فى محاولاتهم السابقة. وقال الرئيس الاسد:ان تقييمى لهذه الزيارة انها من اهم وانجح الزيارات بين الجانبين السورى والايرانى خلال السنوات الماضية وتم وضع نقاط تنفيذية لما ورد فى البيان لكى يتم العمل عليها خلال الاشهر المقبلة او على الاقل خلال هذا العام. بدوره رحب الرئيس احمدى نجاد بالرئيس الاسد واعضاء الوفد المرافق له وقال.. كما تعلمون فان العلاقات القائمة بين البلدين هى فى منتهى المتانة والتطور وتسير بشكل أخوى وتنمو يوما بعد يوم. واضاف الرئيس احمدى نجاد: منذ حوالى ثلاثة عقود والبلدان والشعبان يسيران فى خندق واحد وفى جبهة واحدة فيما يتعلق بالعديد من القضايا التى تشهدها الساحة الدولية والاقليمية وهناك تشاطر فى وجهات النظر بين البلدين قائم على قدم وساق ونحن دوما فى تشاور فيما بيننا حول القضايا التى تحدث فى المنطقة والعالم الاسلامى والدولى وهناك دعم يقدمه كل بلد للبلد الاخر فى مثل هذه القضايا مشيرا الى أن الزيارة التى يقوم بها الرئيس الاسد الى طهران تتبلور فى ظروف خاصة تعيشها المنطقة.وأشار الرئيس احمدى نجاد الى ان أعداء شعوب المنطقة والامة الاسلامية والبلدان العربية والذين أصابهم اليأس من فرض هيمنتهم على بلداننا تزحف جيوشهم اليوم نحو منطقتنا من أجل تمرير مشاريعهم الزائفة الى بلداننا. وقال : ان ما يحدث فى كل من فلسطين ولبنان وأفغانستان والعراق يستدعى ضرورة التشاور فيما بيننا أكثر من ذى قبل موضحا أن التنسيق من أجل مواجهة مخططات الاعداء يعتبر بحد ذاته من الدواعى الاخرى التى تعزز ضرورة مثل هذه الزيارة. وأضاف..ان زيارة الرئيس بشار الاسد مع أنها كانت زيارة قصيرة الا أنها كانت زيارة مفعمة بالنشاط والايجابية وكان لها نتائج جيدة جدا ومعطاءة للغاية حيث اطلعنا على أجزاء مهمة من نتائج هذه الزيارة فى البيان الثنائى. وقال الرئيس أحمدى نجاد لقد أكدنا مرة أخرى على وحدة الشعب العراقى ووحدة تراب هذا البلد واستقلاله ودعمنا استقلالية الحكومة العراقية وكان هناك تطابق فى وجهات النظر حول ضرورة تعزيز وتقوية الحكومة العراقية الشرعية والمنبثقة من أبناء الشعب العراقى من أجل تسوية المشاكل القائمة اليوم فى العراق. وأضاف.. اننا ندعم بشكل كامل مساعى الفصائل الفلسطينية وحكومة فلسطين من أجل تطوير وتوسيع رقعة الوحدة الوطنية وديمومة المقاومة هناك حتى تحقيق الاهداف كما ندعم بشكل كامل حق الشعب اللبنانى والمقاومة فى هذا البلد من أجل اقامة حكومته المنشودة والتصدى لمؤامرات الاعداء. وقال..اننا نلفت انتباه جميع الحكومات والشعوب الاسلامية للفتنة التى يدبرها الاعداء من أجل بث الفتنة والشقاق بين مختلف الطوائف والمجموعات فى بلداننا. وأكد الرئيس أحمدى نجاد أن ايران وسورية بلدان قويان يؤثران بشكل ملفت فى كل المعادلات القائمة فى المنطقة كما أن تنسيقنا وتضافر جهودنا فيما يخص شؤون المنطقة هو الضامن لصون مصالح الشعوب ومواجهة الفتن التى يريد الاعداء تمريرها. وقال ان تعاوننا يصب لصالح ارساء دعم السلام والامن فى المنطقة ويعود بالنفع لصالح شعوب المنطقة بأسرها ونحن ندعو كل شعوب وحكومات المنطقة الى الوحدة والتاخى والوقوف ضد كل المخططات الشيطانية التى تحاك ضدنا. واكد الرئيس احمدى نجاد فى ختام المؤتمر أن زيارة الرئيس الاسد الى طهران كانت زيارة ناجحة جدا وباذن الله سوف نتلمس نتائج وثمار هذه الزيارة وسوف تتحسسها شعوب المنطقة وشعوب البلدين. وكان الرئيس الاسد قد التقى فى مقر اقامته فى طهران صباح اليوم السيد على لاريجانى أمين المجلس الاعلى للامن القومى الايرانى بحضور الوفد الرسمى المرافق للسيد الرئيس.

في ختام زيارة الرئيس الاسد لايران صدر بيان مشترك جاء فيه:

فى اطار العمل على تعزيز وتطوير العلاقات الاخوية القائمة بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والجمهورية العربية السورية وتلبية لدعوة رسمية من قبل السيد محمود احمدى نجاد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية قام السيد الرئيس بشار الاسد رئيس الجمهورية العربية السورية بزيارة رسمية للجمهورية الاسلامية الايرانية على رأس وفد رفيع المستوى وذلك فى الفترة من 28 الى 29 شهر بهمن لعام /1385/ ه ش الموافق ل/17/ الى 18 شباط 2007 وخلال هذه الزيارة جرت مباحثات حول العلاقات الثنائية والتطورات الاقليمية وتم تبادل الاراء بشأنها حيث أكد الجانبان فى اطار العلاقات الثنائية على ان اللقاءات جرت فى جو مفعم بمشاعر الود والتعاون البناء تناول العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بين البلدين وقد ابدى الجانبان ارتياحهما للمستوى الرفيع الذى وصلت اليه علاقاتهما السياسية مؤكدين على اهمية تعزيز وتعميق وتطوير العلاقات الودية الاخوية القائمة بين البلدين فى جميع المجالات.
واكد الجانبان ضرورة قيام جميع الاجهزة والموءسسات فى كلا البلدين بالعمل على انجاح اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة العليا بين البلدين والمزمع عقدها بطهران.
واعرب الجانبان عن ارتياحهما للتطور الذى شهده التعاون الاقتصادى والفنى بينهما وطالبا بالمزيد من التعميق والتطوير لهذا التعاون مؤكدين ضرورة الاستخدام الامثل للطاقات المتاحة فى كلا البلدين.
وحول قضية الشرق الاوسط ادان الجانبان استمرار سياسات الاحتلال والعدوان الاسرائيلى وعبرت ايران عن تأييدها لحق الشعب السورى فى استعادة اراضيه فى الجولان المحتل حتى خط 4 حزيران 1967.
وفى الشأن الفلسطينى رحب الجانبان بالاتفاق الذى تم التوصل اليه فى مكة المكرمة بين الفلسطينيين لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية واعربا عن حرصهما على وحدة الشعب الفلسطينى ودعمهما لحقه فى العودة واقامة دولته المستقلة على ترابه الفلسطينى.
وادان الجانبان الاجراءات الاسرائيلية المتمثلة فى انتهاك حرمة المسجد الاقصى ومحاولة تقويضه وهدم اجزاء منه فى محاولة لطمس هويته الاسلامية والتاريخية.
ودعيا الاوساط الدولية ولاسيما منظمة الموءتمر الاسلامى الى التحرك الجدى لوقف هذه الاعمال العدوانية والانتهاكات للاماكن المقدسة.

وحول الوضع فى العراق عبر الجانبان عن دعمهما للحكومة العراقية ولوحدة العراق ارضا وشعبا ولسيادته ولاستقلاله بما يضمن خروج قوات الاحتلال منه وكذلك الحفاظ على هوية العراق العربية والاسلامية.
كما اعربا عن دعمهما لجهود الحكومة العراقية والجهود الاخرى الهادفة لتحقيق المصالحة الوطنية ونبذ الفتنة الطائفية ومواجهة المؤامرات التى تحاك فى هذا المجال وناشدا الشعب العراقى التمسك بوحدته الوطنية.
وناشد الجانبان القادة فى العالم الاسلامى فى هذه الظروف الخطيرة ودعوهم للوقوف بوجه كل محاولات اثارة الفتنة التى تستهدف المسلمين جميعا وان يوحدوا جهودهم لمواجهة الاخطار المحدقة بالعالم الاسلامى.
وحول لبنان قال البيان المشترك.. ان البلدين اذ يوءكدان ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية والوفاق الوطنى يدعمان كل ما يتفق عليه اللبنانيون جميعا بما يضمن امنه واستقراره وسلامة اراضيه.
كما اكد الجانبان دعمهما لحق الشعب اللبنانى فى مقاومة الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة ضد السيادة اللبنانية واستعادة ما تبقى من اراضيه المحتلة وطالبا المجتمع الدولى بوضع حد لهذه الانتهاكات.
وفى موضوع نزع السلاح والملف النووى الايرانى اكد الجانبان الحق الثابت للدول الاعضاء فى معاهدة حظر الانتشار النووى فى الاستخدام السلمى للطاقة النووية معلنين ان اى تمييز فيما يتعلق بممارسة الدول النامية لهذا الحق هو امر لا يمكن القبول به ومن ثم لابد من احترام قرارات وسياسات الدول الاعضاء فى هذه المعاهدة بما فيها الجمهورية الاسلامية الايرانية فيما يخص امتلاك دورة انتاج الوقود النووى.
واعرب الجانبان عن قناعتهما الراسخة بأن ملف الانشطة النووية السلمية الايرانية يجب تداوله فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهما على قناعة بضرورة معالجة هذا الموضوع عبر الطرق الدبلوماسية ومن خلال الحوار ودون شروط مسبقة.
كما اعرب الجانبان عن قناعتهما الراسخة فى ضرورة جعل الشرق الاوسط منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل وانهما اذ يسترعيان انتباه المجتمع الدولى الى ما تنطوى عليه الاسلحة النووية الموجودة لدى الكيان الاسرائيلى من تهديد للسلام والامن الاقليميين والدوليين يؤكدان ضرورة قيام المؤسسات الدولية المسوءولة باتخاذ خطوة سريعة لمواجهة هذا التهديد.

 

سانا+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...