سيناريوهات السياسة الخارجية الأمريكية الشرق أوسطية

15-08-2009

سيناريوهات السياسة الخارجية الأمريكية الشرق أوسطية

الجمل: يعتبر منتدى السياسة الإسرائيلية من مراكز الدراسات الأمريكية الناشطة في مجال الصراع العربي – الإسرائيلي وعلى وجه الخصوص لجهة الربط بين توجهات الإدارات الأمريكية والحكومة الإسرائيلية إزاء ملفات الصراع. هذا وقد نشر الموقع الإلكتروني الخاص بالمنتدى العديد من الأوراق البحثية التي ركزت على توجهات سياسة أوباما الشرق أوسطية محاولاً رسم الخطوط العامة لشكل السيناريوهات المحتملة في الفترة القادمة.
* سيناريو السياسة الخارجية الأمريكية الجارية حالياً:
أشارت إحدى أوراق منتدى السياسة الإسرائيلية إلى أن الرئيس أوباما رسم من خلال خطابه في القاهرة سياق العمل الجاري لسياسة الإدارة الأمريكية الديمقراطية وأضافت الورقة أن استراتيجية الإدارة الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط تتطلب المزيد من الجهود الإقليمية إضافة إلى إعداد المزيد من السياسات الفرعية التي ستساعد في إنفاذها خلال الفترة المقبلة وأضافت الورقة أن سياسة الإدارة الأمريكية الشرق أوسطية الحالية تسعى باتجاه معالجة ملفين رئيسيين هما:
• ملف الأزمة الإيرانية: حددت إدارة أوباما خطوتين إزاء معالجة الأزمة الإيرانية وهما:
- الحوار والتفاوض مع إيران لإقناعها بالتخلي عن برنامجها النووي مقابل تقديم المزيد من الحوافز الأمريكية والأوروبية الغربية وقد حددت الإدارة الأمريكية تشرين الأول القادم حداً فاصلاً لإكمال هذه الخطوة.
- الدخول في المواجهة مع إيران وبحسب المؤشرات المتاحة فإن خيار تشديد العقوبات الدولية المتعددة الأطراف هو الأكثر احتمالاً وقد حددت الإدارة الأمريكية تشرين الأول المقبل نقطة للبدء باتخاذ هذا الإجراء في حال فشل الخطوة الأولى.
• ملف أزمة الصراع العربي – الإسرائيلي: يتكون هذا الملف من عنقود من الأزمات الفرعية فهناك الصراع السوري – الإسرائيلي حول الجولان، والصراع الفلسطيني – الإسرائيلي حول الدولة الفلسطينية، إضافة إلى صراع حزب الله مع إسرائيل وصراع حركة حماس مع إسرائيل. وحددت الإدارة الأمريكية ضرورة الاستمرار في المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية ولكن الإدارة الأمريكية كما أشارت ورقة المنتدى أصبحت غارقة في التفاصيل، وبكلمات أخرى لم تستطع الإدارة الأمريكية اتخاذ خطوات واضحة محددة كالجدولة الزمنية وما شابه ذلك إضافة إلى عدم وضوح رؤية الإدارة الأمريكية الرسمية إزاء ملفات الصراع الفرعية الأخرى.
* ترسيمات خارطة الطريق الدبلوماسية الأمريكية الشرق أوسطية:
حددت ورقة منتدى السياسة الإسرائيلية النقاط العامة التي يمكن أن تشكل معالم خارطة طريق دبلوماسية الإدارة الأمريكية إزاء الشرق الأوسط في الفترة القادمة ومن أبرز هذه النقاط والمعالم:
• الاستمرار في التفاهم والحوار مع إيران مع ضرورة الالتزام بالسرية المطلقة في الحوار معها إضافة إلى التركيز على اعتماد نقاط التماس الخاصة مع الأطراف الإيرانية المعنية بالحوار.
• القيام بعمليات التخمين وإعادة التخمين لكل خطوة من خطوات الحوار والتفاهم مع إيران.
• المضي قدماً بقدر الإمكان باتجاه امفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية مع ضرورة الاهتمام بالقضايا الأولية كالمستوطنات وما شابهها.
• الأخذ بعين الاعتبار الدور الذي تقوم به حركة حماس والموقف الإشكالي الذي أصبح يمثله قطاع غزة.
• تأمين ورعاية المسار الثاني المتعلق بإجراء الحوارات والنقاشات بين العرب والإسرائيليين فيما يتعلق بمبادرة السلام العربية والقضايا المحددة في الصراع مثل قضية القدس واللاجئين وما شابهها.
• دفع الأطراف باتجاه الانتقال المباشر من مرحلة خارطة الطريق الأولى إلى مرحلة خارطة الطريق الثالثة دون المرور بمرحلة خارطة الطريق الثانية طالما أن المرحلة الثانية المتعلقة بالتفاوض حول الدولة سوف لن يترتب عليها سوى الخلافات وضياع الوقت.
• فتح قناة المسار السوري – الإسرائيلي بشكل متزامن مع المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية مع ضرورة تشجيع الدور التركي الراعي.
• الاستمرار في عملية تثبيت استقرار العراق حتى لو بدأ تنفيذ الانسحاب الأمريكي مع ملاحظة أن حدوث أي ضعف أمريكي سيترتب عليه تدهور الوضع العراقي الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى إضعاف كامل للسياسة الأمريكية الشرق أوسطية.
• الوضع في الاعتبار أن مضي كوريا الشمالية في برنامجها النووي سيترتب عليه المزيد من التأثير على الشرق الأوسط لأن لكوريا الشمالية المزيد من الروابط والعلاقات مع دول الشرق الأوسط وخاصة إيران.
نلاحظ أن معالم خارطة طريق السياسة الخارجية الأمريكية التي وضعها المنتدى قد سعت إلى توضيح تفاصيل الخطوات الدبلوماسية الأمريكية وما هو لافت للنظر في هذه المعالم يتمثل في الآتي:
• التشديد على ضرورة الالتزام بالسرية الشديدة في الحوار والتفاهم الأمريكي – الإيراني وما يمكن استنتاجه هنا يتمثل في الرغبة لجهة إخفاء النوايا الأمريكية الساعية لعقد صفقة أمريكية – إيرانية تتعلق بمستقبل العراق والأوضاع في الشرق الأوسط.
• الإشارة إلى ضرورة التركيز على القضايا الأولية في المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية مثل المستوطنات واللاجئين كما هو واضح فإن التركيز على القضايا الأولية بهذه الطريقة معناه إدخال المفاوضات في نفق التفاصيل طالما أن هذه المفاوضات تتم بدون جدولة زمنية واضحة تحدد مراحلها.
• التذرع الشكلي بالمطالبة بالانتقال من مرحلة خارطة الطريق الأولى إلى خارطة الطريق الثالثة علماً أن المرحلة الثانية هي الأكثر أهمية خاصة وأن إسرائيل ظلت طوال الفترة الماضية تستخدم بنود هذه المرحلة كمحفزات للانقلاب على عملية السلام مع الفلسطينيين وسوف لن يجدي نفعاً الانتقال إلى المرحلة الثالثة طالما أن ما هو مطلوب وبشكل ملح هو تحديد مسؤولية إسرائيل التقصيرية إزاء تنفيذ كافة التزاماتها في هذه المرحلة.
• الربط غير المنطقي بين متغير استمرار الدور الأمريكي في العراق ومتغير نجاح السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وفقاً لفرضية مسبقة خاطئة زعم أن المزيد من التدخل الأمريكي في العراق معناه المزيد من نجاح السياسة الخارجية الأمريكية الشرق أوسطية.
• المطالبة بفتح المسار السوري – الإسرائيلي بشكل متزامن مع المسار الفلسطيني – الإسرائيلي ولكن مع تجاهل ذكر الأسباب المتعلقة بـ"لماذا" يجب فتح هذا المسار بالتزامن مع المسار الآخر ولماذا ليس قبله؟
• الربط بين توجهات كوريا الشمالية وتوجهات خصوم إسرائيل في المنطقة وفقاً لفرضية إدارة بوش ذاتها التي ظلت تسعى للتفاهم مع كوريا الشمالية وإغراءها لتقديم إفادات كاذبة بأنها سعت لدعم القدرات النووية لبعض بلدان الشرق الأوسط.
نلاحظ أن الخطوات التي طالبت ورقة المنتدى إدارة أوباما باعتمادها وإن كانت من الناحية المعلنة تنسجم مع توجهات رموز الإدارة الأمريكية، فإنها من الناحية غير المعلنة توجهات تسعى لتمهيد المسرح من أجل إتاحة السبيل أمام بنيامين نتينياهو لإدخال أوراقه عبر الشباك بعد أن فشل في إدخالها عبر الباب عند زيارته للبيت الأبيض!


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...