صراع باراك – ليفني على زعامة إسرائيل

22-09-2008

صراع باراك – ليفني على زعامة إسرائيل

الجمل: تناولت التقارير والتسريبات الصحفية الإسرائيلية المعلومات حول التفاهمات الجارية على خط ليفني – باراك وذلك على خلفية التوافق ومحاولة إعادة الحيوية لتحالف العمل – كاديما داخل الكنيست على النحو الذي يؤدي إلى إفساح المجال أمام تشكيل هذا الائتلاف الذي سيقود الحكومة الجديدة.
* تفاهمات خط ليفني – باراك: إلى أين؟
أكدت التسريبات الإسرائيلية بأن ليفني زعيمة كاديما قد عقدت اجتماعاً مع الجنرال باراك زعيم حزب العمل وتقول المعلومات بأن الاجتماع عقد في وقت متأخر من الليل واستغرق ساعة ونصف. كما تقول المعلومات بأن اجتماعاً آخر بينهما قد اتفق على عقده بعد أن يتم:
• إعلان الرئيس بيريز قبول استقالة أولمرت رئيس الوزراء الذي سلم استقالته مساء أمس للرئيس.
• قيام بيريز بتكليف  ليفني رسمياً بتشكيل الحكومة.
وأشارت المعلومات أن لقاء ليفني – باراك قد تضمن تقديم التنازلات والعروض الآنية من جانب ليفني لباراك:
• استمرار تحالف كاديما – العمل.
• التفاهم المشترك لجهة القيام بالآتي:
- جدول أعمالي السياسة الإسرائيلية إزاء الفترة القادمة وخاصة: المحادثات مع سوريا والمفاوضات مع الفلسطينيين وأزمة غزة وأزمة حزب الله والبرنامج النووي الإيراني.
- تشكيل الحكومة الائتلافية الجديدة.
- التفاهم مع الكتل السياسية الأخرى والتوافق على كيفية إشراكها في الائتلاف.
- إعطاء باراك وحزب العمل صفة الشريك الكامل في الحكومة الجديدة، بحيث لا يصبح العمل شريكاً أصغر لكاديما الذي يملك أكبر عدد من مقاعد الكنيست وإنما يصبح العمل وزعيمه ممثلاً على قدم المساواة مع كاديما وزعيمته، بحيث لا يحدث أي تحرك من جانب كاديما إلا بعد التفاهم مع حزب العمل وزعيمه.
وعلى هذه الخلفية نلاحظ أن أهم ما في عروض ليفني هو إعطاء حزب العمل صفة الشريك الكامل وهو أمر يشير إلى أن حزب العمل حتى لو فاز في الانتخابات القادمة فإنه سيحصل على نفس المزايا السياسية التي سيحصل عليها الآن، باستثناء تولي زعيمة كاديما رئاسة الوزراء، وبرغم ذلك فإن حصول باراك على صفة الشريك الكامل ستعطيه الحق في التدخل في قرارات رئاسة الوزراء وبكلمات أخرى، سيكون لباراك دور رئيس في صناعة قرار رئاسة الوزراء الإسرائيلي بحيث لن تستطيع ليفني التحرك كرئيسة وزراء باستقلال وبمعزل عن موافقة باراك.
* ماذا تقول خلفيات اجتماع ليفني – باراك؟
تم الاجتماع وسط المناورات التي تضمنت مختلف أنواع الضغوط الاتصالية وتمثلت هذه الضغوط في مختلف أنواع الترغيب والترهيب، وصولاً إلى ما يعرف بالسيطرة على السلوك السياسي للطرف الآخر، بما يؤدي إما إلى احتوائه أو ردعه. ويشير تحليل الأداء السلوكي لكلا الطرفين إلى الآتي:
• من جانب ليفني فقد صرحت قائلة بأن توتر علاقاتها خلال الفترات السابقة مع باراك سوف لن يمنعها من العمل من أجل التعاون معه في الفترة القادمة، وأكدت ليفني قائلة بإمكانية أن تضع هي وباراك خلافاتهما جانباً، والعمل سوياً من اجل مصلحة إسرائيل وأضافت أن باراك هو أولاً وقبل كل شيء شخص يهتم بمصلحة إسرائيل.
• من جانب باراك حاول أن يقلل من إظهار اهتمامه بالاستمرار في التحالف مع كاديما في الحكومة المقبلة، وإضافة لذلك أكد بأنه يفضل السعي من أجل إجراء انتخابات نيابية مبكرة وحاول توجيه المزيد من الانتقادات لأداء كاديما في الحكومة السابقة إضافة إلى الانتقاص من قدرات ليفني في القيام بمهام منصب رئيس الوزراء.
• من جانب الأطراف الثالثة يمكن الإشارة إلى الآتي:
- بنيامين نتينياهو هو زعيم الليكود طالب بضرورة العمل من أجل إجراء انتخابات نيابية مبكرة طالما أن الشعب الإسرائيلي هو الذي يجب أن يتم الرجوع إليه لاختيار رئيس وزرائه المقبل.
- إيلي ييشاي زعيم حزب شاس طالب كاديما بضرورة الالتزام بشروط الحزب المسبقة إن أرادت ليفني موافقة الحزب على المشاركة في الحكومة.
- الصحافة الإسرائيلية بمختلف اتجاهاتها ركزت على خلافات ليفني – باراك خاصة من جانب باراك الذي أكدت جميع الصحف انه ظل شديد العداء والكراهية لها.
* هل سيقبل باراك التحالف والائتلاف؟
أشارت التسريبات الإسرائيلية الواردة من داخل حزب كاديما أن زعيمته ليفني قد أجرت مشاوراتها مع بعض مساعديها وتوصلت إلى استنتاج مفاده أنه من السابق لأوانه القول أو التأكيد بأن باراك سيوافق على التحالف ودخول الحكومة تحت قيادة ليفني ولكن، برغم ذلك، فإن باراك رغم تصريحاته فإنه لن يتهور في المضي قدماً لجهة إجراء جولة انتخابية مبكرة وذلك لأن باراك يدرك جيداً بأنه وحزبه سيكونان الخاسر الأكبر في هذه الانتخابات. وتقول التسريبات بأن باراك سيوافق على التحالف والدخول مع ليفني في الحكومة الائتلافية وممانعة باراك الحالية هي لمجرد المناورة من أجل:
• الضغط على ليفني لجهة القبول بتقديم التنازلات.
• الظهور أمام الرأي العام الإسرائيلي بمظهر الجنرال القوي بما يعيد لجنرالات المؤسسة العسكرية قوتهم الرمزية في المجتمع الإسرائيلي خاصة وأن فوز ليفني بزعامة كاديما من جهة قد ترتب عليه إهانة لأحد أبرز وجوه المؤسسة العسكرية وهو رئيس الأركان شاؤول موفاز.
• المطالبة بالمزيد من الحقائب الوزارية وبما في ذلك إعطاء حزب العمل بعض الحقائب الهامة كالخارجية مثلاً.
• الضغط على كاديما للدفع باتجاه تحويل جدول أعمال الحكومة الائتلافية القادمة من حكومة يمين الوسط إلى حكومة وسط بما يقرب جدول أعمال بالحكومة من جدول أعمال حزب العمل الذي يقف إلى يسار الوسط.
• الضغط على كاديما للتحالف مع الأطراف الأخرى كحزب ميريت اليساري بما يؤدي إلى الضغط على حزبي شاس وإسرائيل بيتنا والابتعاد عن الليكود إذا أراد الدخول في الحكومة الائتلافية.
وعلى هذه الخلفية يمكن التكهن بأن هدف باراك غير المعلن الذي أصبح شبه معلن هو استغلال الظروف السياسية الحرجة الحالية بحيث تتم عملية تشكيل حكومة إسرائيلية يكون رئيس وزرائها الصوري المعلن هو تسيبي ليفني ورئيس وزرائها الحقيقي غير المعلن هو الجنرال إيهود باراك.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...