صرخة استرحام إسرائيلية

20-11-2008

صرخة استرحام إسرائيلية

عزيزي اوباما ،أخبروني بأنك ستغير العالم.لذا قدم لي معروفا و تعال و غير حياتي الشخصية.
تعال إلى إسرائيل ,أمسك برقاب قادتها الأغبياء و انزع أقدامهم عن رقاب شعب آخر.تعال و أجبرنا على القيام بما هو واضح، مكتوب ، ملائم و ضروري . تعال و أخرجنا من الأراضي المحتلة ،و إذا كان من الضروري قم بذلك بابتسامة تكشف عن أسنان بمليون دولار. و إذا اقتضى الأمر كشر عن أسنانك و أجبرنا على القيام بذلك.
قم بذلك حتى لا أبقى مجبرة على الاستيقاظ في الصباح لأذهب إلى نقاط التفتيش فأرى و أبكي.قم بذلك حتى   لا ينبغي علي  رؤية أطفال  مخدوعين   في التاسعة عشر  يعتقدون  بأنهم يدافعون عن جبهة وطنهم  الأمامية بتصويبهم البنادق إلى  أطفال في الخامسة من عمرهم.
قم بذلك حتى لا أفكر عندما تستحم ابنتي بعائلة  إياد التي تضع الدلاء تحت أحواض الغسل لإعادة استخدام الماء  الذي هو أثمن من الذهب. فالمستوطنات تحتاج مياه الضفة الغربية أكثر مما يفعل الفلسطينيون.
قم بذلك حتى لا أفكر و أنا وسط   زحمة المرور بالأعداد الكبيرة من العربات  التي تقف عند مدخل طولكرم بينما تفتش كل واحدة  من قبل الجنود و الكلاب فهناك تحذير من أنهم على وشك تفجير طولكرم.
قم بذلك حتى لا أفكر عندما تندفع أختي إلى المشفى لتضع  مولودها   بالنساء اللواتي  يلدن و بمرضى القلب و بالجرحى الذين أوقفوا عند مدخل  نابلس لأن عرباتهم  لا تملك ترخيصات  بالدخول.
قم بذلك حتى لا أتساءل عندما أرى جنديا في لباسه الموحد  عما فعل في الليلة الماضية ،أي منزل دخل ،أي فتى أشبعه لكما في الأزقة لأنه ابتسم بطريقة غير صحيحة.
قم بذلك حتى لا أسمع في الصباح نبرة الرضا في صوت  مذيع الأخبار في الراديو و هو يقول بأن جيش الدفاع الإسرائيلي قتل ستة  إرهابيين.
أوباما عزيزي ، هذا الخريف لم أذهب لحصاد الزيتون . لم أعمل بجد . أرجوك تعال حتى لا أعاني من وخز الضمير لأنني لا أقوم بما يكفي.فأنا أعيش حياتي الجيدة و أتابع عملي بينما بالنسبة للشعب الآخر مجرد الوصول للمنزل بسلام هو بحد ذاته مهمة.
أرجوك حررني من هذا الألم العميق في جسدي .فحدته لا تقل  ,إنا لا أستطيع الاستمتاع بالحياة
بالأطفال بالأصدقاء أو بالعمل لأن ذهني تحتله صورة راع من بقعة يقف أمام بوابة مغلقة و يرتجف بردا لأن ذاك الذي يضع قبعة حمراء و يملك المفتاح لم يأت بعد ، تحتله صورة  صبي مقيد معصوب العينين  و فتاة في الثالثة من عمرها و قد تلقت ضربة على رأسها عند نقطة التفتيش، تحتله صورة حواجز القمامة و الأحجار التي تمنع  حياة الكثير من الناس من الانسياب  بسهولة.
تعال أوباما ، تعال و أنقذنا من أنفسنا .و اذا كان هذا ما قصدوه عندما قالوا بأنك لست صديقا لاسرائيل ، اذا لاتكون صديقا. لدينا أصدقاء يسلحونا و يبررون كل فظاعة نقوم بها و ينقذونا ن المحاكم الدولية. كن صديقا حقيقيا . أنقذنا من أنفسنا ، و لاتفعل ذلك لأجل العالم افعله لأجلي حتى أملك السلام .
• بقلم ناشطة السلام الإسرائيلية ايدنا كاريتي


ترجمة رنده القاسم
المصدر: الثورة


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...