ضحايا الاغتصاب «غير قابلات للكسر»

23-09-2013

ضحايا الاغتصاب «غير قابلات للكسر»

في فيديو من 3 دقائق (319 ألف مشاهدة)، تُعرّفنا غرايس براون عن نفسها. هي مصورة أميركيّة شابّة، مُدمنة على مشاهدة التلفزيون، تنهض بمشروع «غير قابل للكسر» المخصص لمحاربة الاغتصاب والتحرّش الجنسي، من خلال الصورة الفوتوغرافيّة. انطلق المشروع في العام 2011، لكنّه عاد ليشغل مواقع التواصل خلال الأيّام الماضية، بعد نشر مواقع إخباريّة صوراً لناجيات من جرائم تحرّش واغتصاب، وقفن أمام عدسة براون. صوّرت هذه الأخيرة كلّ واحدة منهنّ وهي تحمل لافتة، كتبت عليها عبارات التعنيف اللفظي التي سمعتها من المعتدي. كلّ تلك العبارات وضعت بين مزدوجين، ومن دون توقيع. تسرد الصور المؤلمة قصصاً لضحايا من أعمار مختلفة، معظمهنّ يخجل إظهار وجهه أمام الكاميرا. ومن أبرز الجمل التي كرّرها المعتدون، بحسب ما كتب على اللافتات، «أعلم أنّك تريدين هذا»، و«أنت لا شيء!»، و«والداك ذهبا إلى العشاء. لا تقلقي.. سأعتني بك»، و«كلانا يعلم أنك لا تمانعين.. سننتهي أسرع لو توقفت عن المقاومة»، و«في اللحظة التي أنتهي فيها، لن يرغب فيك أحد».«أحاول أن أثبت لك كم أحبّك» (إحدى الناجيات عن «تمبلر»)
منذ انطلاقة مشروع «غير قابل للكسر Unbreakable» قبل عامين، جمعت براون ألفي قصة مختلفة عن ناجيات، صوّرتهنّ، ونشرت الصور عبر موقع خاص بها على الإنترنت، إلى جانب مدوّنة يتمّ تحديثها بشكل شبه يومي على «تمبلر». مشروع «غير قابل للكسر» محصور حتى الآن في الولايات المتحدة وبعض دول أوروبا، إلا أن براون قالت عبر حسابها على «تويتر» أنّها مستعدّة لتوسيع رقعة تجربتها جغرافياً. وهذا ما يحققه لها بشكل أو بآخر، حضور المشروع على مواقع التواصل الاجتماعي، والتفاعل الذي يبديه روّادها مع قصص الناجيات.
وقد تفشّى الحديث عن المشروع من جديد على الشبكة خلال الأسبوع الماضي، بفضل نشر موقع «باز فيد» لبعض صور براون في 18 أيلول الحالي. حظي الخبر بأكثر من مليون و300 ألف مشاهدة، بالإضافة إلى مئات التعليقات والمشاركات على موقع «فايسبوك». كما تناقله روّاد مواقع التواصل في لبنان بكثافة.
تخبرنا براون أنّها ما زالت تتلقّى مئات الرسائل من ضحايا الاغتصاب، يطلبن منها تصويرهنّ في إطار ما يسمّى «فن الشفاء».. وهو الفنّ الذي اختارته المصوّرة شعاراً لمشروعها. صحف عديدة تناولت التجربة، منها «غارديان» البريطانيّة، و«هافينغتون بوست» الأميركيّة، إلى جانب مجلّة «تايم». واستشهدت كلّ واحدة منها، بصور للناجيات وهنّ يحملن لافتات صادمة، للتأكيد على أنّ استعادة كلمات المعتدي قد تساعد على التطهّر والشفاء.
أصداء التجربة التي تحاول غرايس براون إرساءها، بدأت تتردّد في أكثر من مكان حول العالم. وبالرغم من أنّ الحديث حول جرائم الاغتصاب والتحرّش بات منتشراً في الإعلام، إلا أنّه لا يزال يندرج في إطار الـ «تابو»، «فما حدث قد حدث.. لا تقولي شيئاً». لهذا، يمكن مشروع براون أن يساعد النساء والفتيات اللواتي يتعرّضن للاعتداء الجنسي، من خلال إيصال أصواتهنّ، والقول أنّهنّ «غير قابلات للكسر».

ملاك حمود

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...