طلاب يترجمون علوم الصيدلة تطوعاً

23-01-2011

طلاب يترجمون علوم الصيدلة تطوعاً

أول مشروع ترجمة تطوعي جماعي في سورية، ويوفر ملايين الليرات ويحفز الصناعة الدوائية والعمل الصيدلاني في البلاد، وأول عمل تطوعي لترجمة موسوعة علمية تخصصية ضخمة، وأول عمل علمي يتم بناؤه على قواعد افتراضية ويكون التواصل فيه افتراضياً لدرجة تذهل المراقبين والرواد الجدد، وربما يكون أكثر الأعمال شفافية من بين تلك التي مرت وستمر على قائمة الأعمال العلمية أو الأدبية في سورية والعالم، فالمراسلات تنشر على منتدى الطلبة فوراً وكل يوم بيومه، وحتى الملاحظات السلبية على المشروع قبل الجيدة تنشر من مصادرها وتضاف التعليقات فوراً ودون تحفظ، والحال ذاته على ردود الأفعال وغيرها من الكتابات والمعلومات واللقاءات وآخر ما توصل إليه العمل والجهات الداعمة وجميعها تنشر على منتدى طلاب كلية الصيدلة في الصفحة الخاصة بالمشروع التي أصبحت اليوم مفكرة يومية يكتب فيها كل طالب مشارك أو باحث مشارك في العمل ما قام به وما تبقى وما يفكر فيه بخصوص هذا العمل ويعلق من طرحت عليه الفكرة رأيه على الصفحة ذاتها.
العمل التطوعي الذي سبق وصفه ليس إلا ترجمة «موسوعة التقنية الصيدلانية» في طبعتها الثالثة، لعام 2007، والمكونة من نحو 4372 صفحة ألفها 480 متخصصاً في الصيدلة من مختلف الاختصاصات وفيها نحو 291 فصلاً وتغطي مناحي الصناعات الدوائية كافة من البودرة إلى التركيبات الكيميائية الدوائية، وبحسب المشرف على عملية الترجمة والمتحدث باسم الطلبة المتطوعين والعاملين عليها «بشار الجمال» فإن عملية الترجمة الجماعية هذه نادرة في عالمنا كما هي حالة التأليف الجماعية التي شاهدناها في الموسوعة، ويتابع «الجمال»: «اليوم لدينا أول تجربة ترجمة جماعية لمثل هذا العمل وأول تجربة تستخدم التواصل الافتراضي عن طريق الإنترنت وعن طرق الموقع الإلكتروني للمجموعة العاملة على هذا المنتج ومجموعة بريدية إلكترونية وهذه الطريقة لا تستخدم عادة إلا من العاملين في مجال البرمجة فقط».
أول من فكّر بهذا العمل وطرحاه ولم يحصراه في شخصيهما بل عرضاه على جميع طلبة السنة الرابعة في كلية الصيدلة بجامعة دمشق وعلى عدد من الصيادلة والباحثين والمدرسين من دمشق وحلب وغيرها من المدن والمحافظات.
«زيد الهبري ومحمد القاضي» كانا طالبين في السنة الخامسة عندما عاد المشروع إلى العمل من جديد بعد توقف لعام من تاريخ اقتراح الفكرة ولكنه عادة بقوة أكبر وإصرار أكثر من السابق وانضم إليه كل من الصيدلاني «بشار الجمال» والطالبة «نور الراشد» والطالبة «نسرين حسون»، وحُفز المشروع وتلقى العاملون فيه مساعدات مادية ومعنوية كان آخرها نية نقابة صيادلة سورية طباعة الموسوعة على نفقتها بعد أن اكتفت ببعض الهدايا في بداية العمل، ولكن العمل يبقى مجانياً وهو مختلف عن المأجور الذي يكلف محلياً بحسب «الجمال» نحو 200 ليرة على الصفحة وتضربها 4372 صفحة وعلى القياس الدولي 20 دولاراً تكلفة ترجمة الصفحة الواحدة لتصبح تكلفة الموسوعة كلها نحو مليوني ليرة على السعر الدولي وهذا أمر مكلف جداً على الطلبة الذين يحتاجون إلى الموسوعة في السنة الرابعة كمرجع دراسي ويترجمون منها أقساماً تذهب إلى سلال النفايات مع نهاية الدراسة ولكن اليوم مع هذه الترجمة يصبح المرجع معرباً ومتوافراً للجميع.
راسل الطلبة عن طريق نقابة صيادلة العرب دار النشر صاحبة الامتياز وهي «إنفورما ورلد» الأميركية، وحصلوا منها الموافقة بعد قليل من المعوقات والتأخير ولكنهم في الختام نالوا ما سعوا إليه وهم اليوم في المراحل النهائية من العمل، وبحسب وعد نقيب صيادلة سورية السابق «فواز زند الحديد» الذي أكد  أن النقابة لن تتراجع عن قرارها بطباعة الموسوعة على نفقتها وستقدم للعاملين عليها كل الدعم المطلوب.
وبهذه الكلمات يأمل «بشار الجمال» والمتطوعون جميعاً ألا يذهب تعبهم وجهدهم في مهب الرياح فحواراتهم الأولى نتج عنها مشروع ترجمة تخصصي عمره اليوم عام ويزيد، حيث كانت البداية بحسب التسلسل الزمني في 17/1/2009 حيث طرحت الفكرة على منتدى كلية الصيدلة الإلكتروني وفي 29/1/2009 وضع «محمد القاضي» أول صفحة كتجربة عملية على المنتدى ليرفع أحد المشتركين مسودة أولى لترجمتها في اليوم التالي ثم رفع مشترك آخر ترجمة أكثر تنقيحاً وكانت البداية.
وفي الختام يتمنى الطلبة المتطوعون في مشروع ترجمة الموسوعة التكنولوجية الصيدلانية أن تصل الموسوعة العربية إلى كل من يحتاج إليها باللغة العربية ولم تبق أمنيتهم في محل الرجاء بل ذهبت إلى حدود طلبهم موافقة دار النشر الأميركية بأن يضعوا الترجمة العربية للموسوعة على أحد محركات البحث العالمية ولكن الدار رفضت.

جابر بكر

المصدر: الوطن

التعليقات

يعطيهم العافية بس يعني مافي داعي لترجمة مرجع من الـ 2007 وليشوف ناتج الترجمة النور بدها على الأقل سنتين زمان يعني بنكون صرنا بالـ 2013 على الأقل وبتصير المعلومات قديمة ... خلي العالم تقرا المرجع بلغتو الأصلية وهيك بتشجع اللي مابيعرف انكليزي انو يتعلم ويتطور ويبطل يكون اتكالي ومستسهل ... الترجمة للغة العربية كانت ثورة ايام زماااااااااااااااان كان بينكتب كتاب كل شي 50 سنة بس اليوم كل يوم في كلمة جديدة وبحث جديد واللي مابدو يتعلم انكليزي لا يروح جامعة ... يضل ببيتو أو يفتح دكان حاج ضحك على بعض ... قال مرجع مترجم قال.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...