عودة الأمن والطمأنينة إلى بلدة يلدا بريف دمشق

14-09-2012

عودة الأمن والطمأنينة إلى بلدة يلدا بريف دمشق

لم تصمد المجموعات الإرهابية المسلحة التي توارت وراء جدران منازل أحياء بلدة يلدا في ريف دمشق معتمدة أسلوب القنص أكثر من ست ساعات كانت كافية لوحدات من قواتنا الباسلة لتطهير البلدة بالكامل من مئات الإرهابيين المزودين بشتى أنواع الأسلحة الحديثة ليفروا مندحرين إلى البساتين الممتدة باتجاهات مختلفة بعد مقتل العدد الأكبر منهم.

 وأشار مصدر عسكري مسؤول إلى أن الإرهابيين استخدموا في استهدافهم لعناصر الجيش أسلحة شتى من قواذف الـ "آر بي جي" ورشاشات البي كي سي والكلاشنكوف إضافة إلى القنابل والعبوات الناسفة وصواريخ اللاو مستغلين منازل المواطنين والقنص بشكل كثيف.

وبين أنه تم التعرف على إرهابيين من جنسيات عربية مشيراً إلى مقتل وجرح عدد كبير من الإرهابيين بينما الباقون فروا باتجاهات عدة إذ أن الإرهابيين يتجنبون المواجهة الحقيقية وسرعان ما يفرون عندما يستشعرون الخطر إلى أماكن أخرى آمنة يحتمون بالمنازل بعد تهجير الأهالي منها.

ولفت إلى أن أكثر ما يعرقل تقدم عناصر الجيش في تطهير البلدات والأحياء من الإرهابيين الكم الكبير من العبوات الناسفة التي يزرعونها في الشوارع وأمام المباني الحكومية والجوامع مؤكداً مواصلة قوات الجيش مهمتها الوطنية بملاحقة المجموعات الإرهابية حتى تطهير كامل الأرض السورية منهم.

وخلال جولة على أحياء بلدة يلدا عثرت عناصر من وحدات الهندسة على عدة عبوات ناسفة إحداها بزنة 40 كغ لفت بلحاف إلى جوار كشك وسط الشارع بالقرب من حمام يلدا الأثري.

وليس العبوات الناسفة الشيء الوحيد الذي تركه الإرهابيون خلفهم قبل أن يفروا هاربين أمام عناصر الجيش بل منازل ومحلات تجارية خلعت أبوابها وسرقت محتوياتها كما أن مشفى الحريري الخاص تم حرقه ونهبه ولم يكن جامع الغزالي المطل على ساحة العيد الذهبي وسط البلدة بمنأى عن إجرامهم حيث انتهك الإرهابيون حرمته وخلعوا النوافذ والستائر وتناثرت شظايا الزجاج على الأثاث الذي تبعثر في كل مكان وفي الشوارع الأساسية للبلدة أعمدة كهربائية ملقاة على الأرض وأنابيب المياه عطلت في تخريب متعمد لشبكتي الكهرباء والماء.

العديد من الأهالي جاؤوا من الصباح الباكر لتفقد ممتلكاتهم ورؤية ما حل بالبلدة الجميلة الوادعة مؤمنين أنه بوجود الجيش وعزيمة أبنائها ستعود أفضل مما كانت عليه.

وأشار عدنان دوفش خياط وصاحب منشأة صناعية في يلدا إلى أن أهم ما يميز أهل بلدة يلدا هو التعاطف بين الجميع والطيبة والمودة في التعامل لذلك كان أمراً مستهجناً ما رأوه من أفعال المسلحين الذين كانوا من خارج البلدة ملثمين وهو ما أثار الرعب بين الأسر والخوف على أبنائها ولذلك سارع الجميع إلى المغادرة مشيراً إلى أنه شعر بالاطمئنان لدى رؤيته عناصر الجيش.

ولفت إلى أن التخريب الذي تعرضت له يلدا هو ناجم عن أفعال المجموعات الإرهابية المسلحة التي لم توفر أحداً ولا مصدر رزق كبيراً كان أو صغيراً فيما أشار ابنه بلال إلى أن الجميع انتابهم الخوف عندما دخل المسلحون إلى يلدا لافتاً إلى أن الإرهابيين اعتدوا على بيوت وممتلكات الأهالي وانتهكوا حرمة الجوامع وقال "لو كان هناك كنيسة لما ترددوا في تدنيسها فمن خرب المشفى الذي يتداوى به الناس لا يوفر شيئا" وذلك لتحقيق هدف واحد وهو زعزعة أمن الوطن قبل المواطن الذي يمكن أن يتحمل ويصبر على البلوى.

وأضاف: قتلوا براءة الأطفال الذين صاروا يرددون أسماء لأنواع من الأسلحة معرباً عن أمله بفتح المدارس في يلدا وعودة الأطفال إلى مقاعد الدراسة الحصن الكفيل بحمايتهم من كل هذه الأفكار الهدامة للمجتمع.

 وأشار محمد أورفلي صاحب ورشة خياطة إلى أنه عدا عن الأضرار الكبيرة التي تسبب بها الإرهابيون في البلدة سلبوا نعمة الآمان التي كان يعيش بها الناس وقال "كنا نخرج الساعة الثالثة والرابعة بعد منتصف الليل حيثما نشأ بينما لم نعد نجرؤ تجاوز المنزل بأمتار داعياً المسلحين إلى رمي سلاحهم لأن العنف لا يولد إلا العنف فيما لفت عامر الطحان سائق تكسي إلى أن وجود المسلحين منذ شهر ونصف في يلدا أدى إلى تخريب كبير طال منازل الأهالي ومنشآت البلدة الخدمية مشيراً إلى أن قسماً كبيراً من المسلحين الذين أثاروا الرعب بين الناس ودفعوا بهم إلى ترك منازلهم ليسوا سوريين وبعضهم كان واضحاً أنهم ليبيون.

ويلدا أول بلدة في الغوطة الشرقية يصل عدد سكانها إلى نحو 200 ألف نسمة تتمتع بطبيعة جميلة تسورها البساتين والمزارع.

شهيدي عجيب

المصدر: سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...