فشل الاتفاق الخامس لوقف اطلاق النار بين حماس وفتح

20-05-2007

فشل الاتفاق الخامس لوقف اطلاق النار بين حماس وفتح

توصلت حركتا فتح وحماس أمس وبرعاية مصرية، الى اتفاق لوقف اطلاق النار هو الخامس بينهما منذ انفجار الوضع في غزة في الأسبوع الماضي. ويفترض أن يكون الاتفاق قد دخل حيز التنفيذ في الثالثة بعد ظهر أمس السبت لكن ما كاد حبر الاتفاق يجف، حتى تفجرت اشتباكات عنيفة بين مسلحين من الحركتين قرب منزل ماهر مقداد الناطق باسم فتح في غزة، في منطقة أبراج المقوسي شمال غرب مدينة غزة. وقالت مصادر فلسطينية إن إطلاق نار كثيفا وانفجارات عنيفة سمعت في محيط المنزل. وتعرض العميد محمد المصري (ابو وسيم) مسير أعمال جهاز المخابرات الفلسطينية العامة لمحاولة اغتيال، أثناء توجهه لمقر عمله على طريق رئيسي شمال غزة. وقال ماهر مقداد المتحدث باسم فتح لوكالة الصحافة الفرنسية، ان مسلحين نصبوا كمينا للعميد المصري، واطلقوا النار على موكبه. واضاف ان المرافقين الشخصيين وافرادا من كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح «صدوا الهجوم». وانتقل العميد المصري الذي لم يصب بأذى، الى منزل مقداد القريب من المكان.غير أن حماس قالت إن الاشتباك وقع بين مرافقي العميد المصري، وحراس منزل مقداد.
وجاء الإعلان عن هذا الاتفاق، عقب لقاء جمع ممثلين عن حماس وفتح في مقر الممثلية المصرية في غزة، قبل ظهر امس. وقال ايمن طه ممثل حماس في غرفة العمليات المشتركة، إن الاتفاق سرى منذ الساعة 3 بعد ظهر أمس بتوقيت غزة، ويقضي بسحب المسلحين من الشوارع وانهاء جميع المظاهر المسلحة، حيث ستقوم اللجنة المشتركة بمراقبة عملية تطبيق الاتفاق.
وقال القيادي في حركة فتح عبد الحكيم عوض، إن الاتفاق يقضي أيضاً بإخلاء الأبراج السكنية من المسلحين، وبعد ساعة على بدء سريان الاتفاق، سيتم العمل على تبادل المختطفين من الحركتين في السفارة المصرية. وجرى التوافق على هذه القضايا بمشاركة اللواء برهان حماد رئيس الوفد الأمني المصري في الأراضي الفلسطينية.
الى ذلك كشف مصدر في الجهاد الاسلامي، ان قيادة حركة الجهاد في دمشق وغزة، بذلت جهداً في التوصل لهذا الاتفاق. وحسب المصدر فقد مهد لإعلان وقف اطلاق النار عبر لقاء جمع ماجد أبو شمالة من فتح وخليل الحية من حماس، ومشاركة جميل عليان وخضر حبيب وخالد البطش من قادة الجهاد الإسلامي، بالتنسيق مع الوفد الأمني المصري. وكان الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، قد أكد أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، اتفق مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في اتصال هاتفي اول مساء، على ترتيب اجتماعات بين الحركتين في غزة، لتثبيت التهدئة ووقف إطلاق النار. وأضاف «جرى التأكيد خلال الاتصال على ضرورة استمرار الجهود، لتثبيت وقف إطلاق النار وسحب المسلحين من الشارع».
من ناحيتها، اتهمت حركة حماس عناصر من حركة فتح والأمن الوطني بإقامة الحواجز على طرقات مختلفة بقطاع، مما أدى لاختطاف الكثير من المواطنين ومنع آخرين من الوصول لأماكن عملهم. وقالت حماس إن عناصر الأمن الوطني يستخدمون حواسيب محمولة للتدقيق هوية المسافرين، وتختطف كل من تشتبه في انتمائه لحركة حماس.
وطالب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني المختطف الدكتور عزيز الدويك «فرقاء الصراع» بالتوقف الفوري عن سفك الدماء وإزهاق الأرواح في قطاع غزة، وتفويت الفرصة على المتربصين من الاحتلال الإسرائيلي. وحمل الدويك محامية جمعية نفحة للدفاع عن حقوق الإنسان سناء الدويك التي زارته، وعدد من قيادات المعتقلين في سجن مجدو، رسالة جاء فيها «أن ما يجري على الساحة في قطاع غزة، سبب القلق والغضب الشديدين للأسرى الذين فوجئوا من سرعة تدهور الأوضاع وإراقة الدماء». وشدد الدويك على أن ما جرى «أعادنا خطوات إلى الوراء»، مناشداً جميع الشرفاء إلى التوحد ونبذ الخلافات وتفويت الفرصة على الاحتلال لذي يواصل احتلال الأرض وسلب كل شيء».
يشار إلى أن الدويك، الذي يعاني من ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض أخرى، يعتقل مع 42 من أعضاء التشريعي أبرزهم أمين سر المجلس محمود الرمحي ومروان البرغوثي القيادي البارز بحركة فتح وأحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية.
وأعلنت ألوية الناصر صلاح الدين الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية وقوفها الى جانب كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس. وقال أبو عبير الناطق باسمها أن الألوية تقف بكل قوتها مع كتائب القسام، موضحا أن الهجمة التي تتعرض لها كتائب القسام تستهدف مشروع المقاومة ككل. وأضاف أن ألوية الناصر «لن تقف مكتوفة الأيدي، إزاء ما يتعرض له إخوانها المجاهدون من كتائب القسام والقوة التنفيذية»، مبيناً أن الألوية «ستتخندق مع القسام والشرفاء المقاومين في خندق الجهاد للذود عن فلسطين».
وتطرق أبو عبير إلى تهديد اسرائيل لمنزل قائد كتائب عز الدين القسام أحمد الجعبري في منطقة الشجاعية، شرق مدنية غزة بالقصف، مطالباً كافة الجماهير الفلسطينية بالتوجه لحماية المنزل الذي أثرى المقاومة الفلسطينية ببطولاته. وبين أبو عبير أن الجعبري أحد أبرز مؤسسي أجهزة المقاومة الفلسطينية، لا سيما كتائب القسام، سبق أن تعرض لمحاولات اغتيال واعتقال «وقدم خلالها الكثير من أقاربه وإخوته على مذبح الشهادة والجهاد، مؤكداً ضرورة العمل على حماية ذاك المجاهد».

المصدر: الشرق الأوسط

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...