فلسطينيو سوريا يحملون مفاتيح حيفا.. واليرموك

15-05-2015

فلسطينيو سوريا يحملون مفاتيح حيفا.. واليرموك

يحمل الفلسطيني في الذكرى الـ67 للنكبة مفاتيح أجداده في الأراضي المحتلة، ويحمل معه مفاتيح آبائه في مخيمات اللجوء في سوريا. وبين النكبة والأزمة، تغيّرت الصفات من نازح إلى لاجئ، ودخلت معظم الفصائل في نار المعارك، لتصبح القضية الفلسطينية في وضع يهدّد حقها وعدالتها.
سنة 1948 هجّر إلى سوريا حوالي 85 ألف فلسطيني، أكثريتهم من منطقة الجليل، لتستمر عملية التهجير لسنوات متتالية من فلسطين ودول عربية عدّة بسبب ظروف مختلفة، مثل الحرب الأهلية في لبنان، والمواجهة بين الأردن والمنظمات الفلسطينية.فلسطينيون ينتظرون للحصول على مساعدات من "الأونروا" في مخيم اليرموك (ا ف ب)
وأعلنت وكالة «الاونروا» في كانون الثاني العام 2012، أن عدد اللاجئين المسجّلين لديها يبلغ حوالي 510 آلاف فلسطيني في سوريا، وهو عدد غير نهائي، فهناك أشخاص غير مسجلين لدى الوكالة، ليقدر العدد الحقيقي بحوالي 600 ألف لاجئ، موزعين على مختلف المحافظات السورية، حيث تعتبر دمشق وريفها الأكثر تجمّعاً للاجئين الذي يتجاوز نصف عددهم الإجمالي.
وفي سوريا 13 مخيماً تتبع للهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب، و14 تجمّعاً تسهر البلديات على شؤونها. ويتوزّع اللاجئون في دمشق على أحياء عدة، مثل ركن الدين والقابون وبرزة وحي الأمين، بالإضافة إلى تواجدهم في ريف العاصمة مثل دوما وجوبر وزملكا.
والعلاقة الإدارية للفلسطينيين في سوريا تكون ضمن جهتين، الأولى هي الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب التابعة إلى رئاسة الحكومة السورية عبر وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، والثانية هي الأمم المتحدة عبر «الاونروا».
وأصبح اللاجئ الفلسطيني جزءاً من الحرب السورية، بإرادته أو رغماً عنه، فبدأت عملية نزوح من المناطق الساخنة التي تتواجد فيها مخيمات وتجمّعات فلسطينية، إن كان نحو المدن السورية، أو خارج البلاد، حيث كانت الوجهة الأساسية إلى لبنان والأردن، أو ضمن تسهيلات للهجرة إلى أوروبا.
وأدّت الحرب إلى تغيير ديموغرافي، فهناك مخيمات نزح جميع سكانها، مثل درعا والغوطة الشرقية وسبينة، ومخيمات نزح جزء من سكانها مثل اليرموك والسيدة زينب، وأخرى تحافظ على استقرار نسبي مثل جرمانا وخان دنون.
وبحسب أرقام وكالة «الأونروا»، فإن عدد النازحين داخل سوريا يقارب الـ 270 ألف لاجئ، موزعين على مدن مختلفة مثل دمشق وحماه واللاذقية. أما خارج سوريا فتقدر الأرقام بأن عددهم في الأردن 10 آلاف لاجئ، وفي لبنان أكثر من 50 ألف لاجئ.
ويعبر مصدر فلسطيني عن تخوّفه من عملية توطين للفلسطينيين خارج سوريا، فيشير إلى أن مخيم اليرموك يمثّل عاصمة الشتات الفلسطيني، وأي دولة في العالم، عندما تهدّد عاصمتها، يتهدّد وجودها، والمخيم يمثل هذه الرمزية بالنسبة إلى الفلسطينيين.
ويعتبر أن التخوّف من عملية التوطين يشمل السوريين والفلسطينيين الذي خرجوا من سوريا نتيجة الأزمة. وقال إن «الدول المانحة تقدم الدعم المالي الكبير للمنظمات التي تهتم بشؤون اللاجئين السوريين، مثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، في حين يتمّ التغاضي عن حاجات الاونروا، وهو ما يعطي تفسيراً سياسياً بأنهم يعملون على تمكين السوريين للبقاء خارج أراضيهم».
وانقسمت الفصائل الفلسطينية بشأن الأزمة السورية، حيث أعلنت الجبهة الشعبية – القيادة العامة وحركة فتح الانتفاضة تأييدهما للحكومة السورية، وحماس أعلنت معارضتها للنظام وسحبت قيادتها خارج سوريا، فيما التزمت حركة الجهاد الإسلامي الحياد.
وعلى المستوى العسكري، قاتلت الجبهة الشعبية إلى جانب الجيش السوري في مخيم اليرموك، وقد أعلنت، منذ سنتين، تشكيل لجان لحماية المخيم من المجموعات المسلحة المتواجدة في المناطق المتاخمة له مثل الحجر الأسود. كما قاتلت مجموعة «لواء القدس - فدائيو الجيش السوري» في حلب، وغالبية عناصرها من مخيم النيرب.
وعلى الطرف المقابل كانت مجموعة «أكناف بيت المقدس» في الطرف المعارض، وهي تعتبر من الأجنحة العسكرية التابعة لحركة حماس، التي ظهرت في أحداث المخيم الأخيرة، حين أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» - «داعش» دخوله المخيم. وقد اتهمت الحركة بدعم المجموعات المسلحة، تدريباً وعتاداً، وكان آخرها التقرير التلفزيوني على قناة «أورينت» المعارضة، حين تحدّث، بحسب التقرير، أحد المسلحين في ريف إدلب عن استعانتهم في حفر الأنفاق بخبرة ما أسماهم «مجاهدي غزة» عن طريق مراسلتهم بمقاطع فيديو حول كيفية المحافظة على منع تصدّع الأنفاق.
ويشير مصدر فلسطيني إلى أن الأسماء تختلف من «جبهة النصرة» أو «داعش» ولكن الهدف واحد، فدخول «داعش» كان من جهة مستشفى فلسطين وشارع الـ15، بتسهيل من عناصر «النصرة». ويعتبر أن الأسماء تعبر عن ارتباط هذه المجموعات بمموّلها الإقليمي، مثل قطر والسعودية، كما أن تبدّل الأسماء لا يعني تبدّل الأشخاص، فمن كان في «جبهة النصرة» هو ذاته في «داعش»، موضحاً أن المعارك الأساسية والاغتيالات كانت بين «أكناف بيت المقدس» و «داعش» هي كانت الشرارة الأساسية لتدهور الأوضاع الأخيرة.
«كبرنا. كم كبرنا، والطريق إلى السماء طويلة». بهذه الكلمات يكتب الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش عن نكبة فلسطين، كأن نزوح اللاجئين يجعل طريق القدس أطول مما كانت عليه، لتصبح طرقات العودة لدى الفلسطيني متعددة من مخيم اليرموك والنيرب إلى حيفا وصفد.

وسام عبد الله

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...