قبضايات يفتحون استثمارات في شوارع المدينة ليلاً

17-12-2009

قبضايات يفتحون استثمارات في شوارع المدينة ليلاً

«نريد الأمان والقليل من الحماية، فالسرقات كثيرة والشبان المشاغبون ينتشرون في الشوارع دون رقيب أو حسيب»، هذا ما أكده سكان حي غزال الواقع في السبينة، متناسين المشاكل العديدة التي تعانيها منطقتهم من سوء في الطرقات وقلة في المياه ووضع بائس لتبدو هذه المشكلات جانبية وبسيطة أمام عدم إحساسهم بالأمان وخوفهم على بناتهم ليلاً وعلى أبنائهم من دخولهم في أي مشاحنة. 
 حي غزال يضم حالياً خليطاً من مختلف أبناء سورية ومن مختلف المناطق السورية ويضم في إطار ما يضم أعداداً كثيرة من «النور» ممن استقروا في المنطقة وأقلقوا راحة الجوار لاعتماد أغلبيتهم على الشحادة ودخولهم بمشاحنات ومشاجرات مع سكان الحي لدرجة دفعت البعض منهم للتفكير بالانتقال والبحث عن سكن جديد ليس لسوء الخدمات الموجودة في الحي ولا لتبلله يومياً بحفر الوحل والماء المنتشرة في كل جنبات الحي، وإنما لخوفهم من التعرض لشاب معاكس يحمل موساً أو سكينا مستفيداً من بعد المخفر عن الحي وعدم وجود دوريات تزوره بشكل مستمر وتنشر فيه الأمان والحماية حسب قول السكان.

بزيارة لهذا الحي الفقير سيكون القاسم المشترك في كل أحيائه الأوساخ المتجمعة سواء أمام الأبواب أم في الطرقات بشكل عام والسبب كما أكدت إحدى السيدات مرور عامل النظافة على الحي مرة فقط أو مرتين أسبوعيا في أحسن حال لجمع النفايات الأمر الذي يدفع السكان لتجميع الأوساخ في منازلهم عدة أيام متحملين روائحها الكريهة أو لوضعها أمام باب بيتهم بانتظار الفرج و«تحنن» عامل التنظيفات عليهم لينظف الحي، والأسوأ من هذا ما يتبع ذاك من محاولة البعض إبعاد هذه النفايات عن منازلهم ووضعها قرب بيوت غيرهم ليعاني الحي بشكل دائم من تراكم الأوساخ وانتشار الحشرات فضلاً عن قيام البعض الآخر بنبشها لاستخراج القطع البلاستيكية والمعادن وبيعها ما يؤدي إلى زيادة المنظر سوءاً، وتضيف: ربما السبب لا يقع على البلدية وحدها فهي لا تملك إلا «تركتورين» عليهما تخديم منطقة بأكملها تضم 75 ألف نسمة، وتقول: «في المقابل يوجد حلول بسيطة يمكن تنفيذها كوضع الحاويات في المنطقة لأننا حاولنا وضع برميل للنفايات فسرق في اليوم الثاني».

كان من حسن حظنا أو ربما سوء حظنا أننا حين وصلنا حي غزال رأيناه على حقيقته وهو مغسول بماء المطر وينتشر فيه الأطيان والأوحال ليتاح لنا فرصة لمس معاناة هؤلاء السكان بأنفسنا فطبيعة الحي الترابية والذي لم يعرف الزفت إلا في مناطق قليلة منه جعلت الأرصفة والشوارع مصبوغة بلون واحد بني إضافة إلى الحفر المملوءة بالأطيان التي اختلف اتساعها حسب حظ السكان.
وربما المنظر الذي شاهدناه كان كافياً لتكوين صورة حول الوضع الخدمي لنجد أنه من غير المنطقي سؤال السكان عن الشوارع والزفت، وليكون سؤالنا عن الكهرباء بعدما رأينا خرائط عجيبة من الشرائط التي لم نعرف بدايتها ونهايتها ولم نعرف كيف يمكن للسكان تمييز شرائطهم عن غيرها.
ويقول نوروز آدم بأن الأيام القادمة في الشتاء ستشهد الكثير من الانقطاعات الكهربائية واضعاً السبب على السكان أنفسهم وتعمد بعضهم سرقة الكهرباء معتبراً أن هذا الوضع يحتاج لحل ومعاقبة من قبل الجهات المعنية لأن مخالفة البعض تسبب الأضرار على الجميع، وأكد نوروز أن انقطاع الكهرباء يزيد من سوء المنطقة حيث تزداد حالات السرقات ويكثر الشبان البلطجيون أصحاب الأمواس والذين يتعرضون للسكان في بعض الأحيان أو يدخلون في مشاجرات لا ينفع معها الاتصال بالمخفر الواقع في السبينة بسبب بعد المسافة مؤكداً أنه من الضروري إيجاد مخفر في المنطقة أو دوريات دائمة تضع الحد لهؤلاء المشاغبين وتمنح الآمان لباقي السكان.

التفكير بالخروج أو الدخول إلى حي غزال هو مشكلة بحد ذاتها فرغم وجود عدد من الميكروباصات التي تخدم الحي لكنها لم تشكل الحل بالنسبة للسكن، وتوضح السيدة أم علي أن عليها اجتياز مسافة عشر دقائق مشياً من الشارع العام- حيث ينزلها الميكرو- للوصول إلى منزلها، ومؤكدة أن وضعها أفضل من غيرها ممن يقيمون في مناطق أبعد إذ إنهم يحتاجون لحوالي نصف الساعة للوصول إلى منزلهم، وأوضحت أن استئجار (تكسي) هو مشكلة أيضاً «لأننا غالباً ما نخضع لاستغلال هؤلاء السائقين ممن يطلبون أسعاراً خيالية وزيادة كبيرة على العدد وهو أمر لا يمكن لمعظم سكان الحي القيام به لأنهم من الفقراء وأغلبيتهم عمال يمضون الكثير من أيام السنة من دون عمل، البقية منهم موظفون أو أصحاب محلات في الحي».

عماد بكور أحد الباعة في حي غزال أكد أن الوضع سيئ بالمجمل في الحي والسرقات كثيرة وقد تعرض لسرقة موبايله في وسط محله ولم يلق القبض على الفاعل، وأضاف إن المياه في المنطقة تعتبر من أبرز المشكلات فهي قليلة جداً وتأتي عند البعض كل مرة واحدة خلال أربعة أيام لذلك يضطر جميع السكان لشراء مياه الشرب إضافة إلى شراء بعضهم لمياه الاستعمال المنزلي.

الواقع الصحي والتعليمي في المنطقة ليس أفضل حالاً فالحي لا يضم إلا عدداً قليلاً جداً من الأطباء وفي حال تعرض أي فرد من الحي لمشكلة صحية عليه قطع مسافات كبيرة للوصول إلى مركز مختص يتناسب مع دخله وهنا يمكننا تذكر قضية المواصلات وما ستسببه من تأخر الوصول، وبالنسبة للمدارس فالسكان أشاروا إلى أنها رغم التحسينات الأخيرة لكنها مازالت دون المستوى المطلوب ولاسيما من ناحية النظافة.

في حال اعتبر أي أحد أن السطور السابقة تحمل شيئاً من المبالغة فيمكن التأكيد له بأن زيارة قصيرة للمنطقة في المساء ستدفعه لإضافة المزيد على ما ذكرنا، وللأسف هي مشكلات تحتاج للقليل من الإصرار على التحسين، ولزيارة من المعنيين لرؤية منطقة تشبه واحدة من كثيرات منتشرة في دمشق وريفها.

مودة بحاح

المصدر: الوطن السورية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...