كذبة مشبوهة عن منحة تجمع النساء أمام بريد دمشق

01-03-2011

كذبة مشبوهة عن منحة تجمع النساء أمام بريد دمشق

أشيع أمس في مناطق مختلفة من دمشق عن توزيع منحة (عيدية بمناسبة عيد الأم).
حيث تجمع عدد من النسوة لاستلام الهدايا من مراكز بريد الحجاز.
ولدى سؤالنا مصدراً مسؤولاً حول المسألة أكد أن النسوة اجتمعن بعد سماعهن شائعات وبعضهن تلقى هواتف عن (منحة حكومية) علماً أن الحكومة السورية لا تتردد في بث أي خبر يتعلق بمنحة في وسائل إعلامها الرسمية وغير الرسمية.
 وأضاف المصدر: إن التجمع انتهى بمجرد علم النسوة أنهن كنَّ ضحية إشاعة مفبركة مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة متابعة وسائل الإعلام قبل تصديق أي إشاعة.
وكانت قد انتشرت الإشاعة في بعض الأحياء حول دمشق أمس تقول: إن «مركز البريد في الحجاز يوزع خمسة آلاف ليرة، لكل أم وذلك بمناسبة عيد الأم».
وأدى ذلك بعشرات النسوة للتوجه إلى البريد المركزي في الحجاز، فـأثار وجودهن المارة في وسط المدينة وبدأ التساؤل، وأصبحت الإشاعة تتوسع، فالكل يتصل بمعارفه دون أي بادرة منه للتحقق من صدق ما يقال، وخصوصاً مع إغلاق البريد المركزي لأبوابه وقيام الشرطة الموجودة في المكان بحكم عملها باستلام الهويات للتخفيف من الازدحام الذي امتد إلى الشارع فأعاق حركة مرور المركبات ما أدى إلى اختناقات مرورية في المحاور المجاورة لهذا المحور.
الجواب على تساؤل معظم النسوة حول سبب تجمعهن وتصويرهن لبطاقة الهوية الشخصية، يأتيك ببساطة «هناك عيدية للأمهات بمناسبة عيد الأم» تقول أم أحمد، وتضيف أم علي: ليس خمسة آلاف فقط بل أيضاً ثلاثة حرامات.
جواب أم أحمد وأم علي وأم ياسين وغيرهن من النسوة على الكيفية التي علمن بها عن وجود مثل هذه العيدية يختلف باختلاف الظروف التي تعيشها كل منهن، فبينما تعيل أم أحمد خمسة أولاد، تؤكد أم علي أنها تعيل وحدها أولادها السبعة في ظل عجز الزوج عن السعي للقمة العيش، على حين تؤكد أم ياسين أن ما يحصله الزوج لا يكفي لسد احتياجات العائلة.
علمت أم أحمد بما يتناقله الناس عن صرف العيدية بمناسبة عيد الأم من اتصال هاتفي، لم تعلم صاحبه فتركت أولادها الصغار عند جارتها وهرولت إلى البريد المركزي في الحجاز ومعها بطاقتها الشخصية، التي صورتها وأعطتها لأول شرطي تجمعت حوله النسوة أمام البريد، ودون أن تتحقق مما يشاع، أو حتى دون أن تستمع لكلمات الشرطي الذي ينفي وجود هكذا عيدية وذلك بعد أن فشلت في الدخول إلى مركز البريد الذي لم يستطع موظفوه من دخوله، لكن وبالرغم من تسليمها للهوية وتأكيد الشرطة بأن الأمر ليس سوى إشاعة إلا أنها بقيت تنتظر خبراً يؤكد أملها في استلام خمسة آلاف ليرة تعينها على متاعب الحياة.
الأمر كان مختلفاً بالنسبة لأم علي التي تصادف مرورها بالمكان، فاتصلت بابنتها وطلبت منها أن تجلب الهوية فصورتها بجانب البريد، لكن الشرطة توقفوا عن استلام صور الهوية، ومن ثم لا تعلم لمن تعطي الهوية.
أما أم ياسين فتقف مترددة من تصدق هل تصدق ذلك الاتصال الذي جاءها من صديقتها، والذي يؤكده تجمع النسوة أمام البريد أم تصدق ضابطاً برتبة عميد في شرطة دمشق، الذي ينفي للنسوة وجود مثل هذا الخبر مبيناً أنه ليس إلا إشاعة. أم تصدق أصحاب المحال الذين وجدوا في الأمر فرصة سانحة فاختلفوا بين مؤكد وصامت ولا يعلم. حتى إن أحدهم أكد أنه صور خمسين بطاقة هوية خلال ساعة.
ضابطان في شرطة دمشق برتبة عميد كانا في موقع الحدث، وجدا نفسيهما محاطين بالنسوة، من كل جهة وكل منهن تناول صورة هويتها أو دفتر العائلة، الضابطان جمعا صور الهويات محاولين بهدوء الشرح للنسوة أن ما سمعنه لا يتعدى الإشاعة وعندما أنهك الرجلان تولت شرطة المرور التي كانت تحاول جاهدة إبقاء حركة السير في الشريان الرئيسي مستمرة فعملت على استلام جزء من صور الهويات من المتجمعات، في محاولة لإنهاء حالة الازدحام أمام البريد.
وعند الواحدة والنصف وأمام بقاء النسوة في تجمعهن انتقل رجال الشرطة من الإقناع بالحوار المباشر إلى الإعلان عبر مكبرات صوت سيارة الشرطة التي كانت توضح للنسوة أن الأمر ليس سوى إشاعة وإذا ما كان هناك شيء رسمي فستعلن عنه السلطات المختصة عبر وسائل الإعلام من إذاعة وتلفزيون.
وقبل الثانية ظهراً اقتنع معظم النساء المنتظرات أن الكذبة انطلت عليهن فتفرقن إلى بيوتهن.
ووفقاً لرواية أحد عمال البريد فإن تجمع النسوة أدى إلى إغلاق مركز البريد أمام المراجعين والعاملين على حد سواء، حتى إن من لديه عملاً في البريد لم يستطع القيام به، فلم يستطع أحد إرسال رسالة أو طرداً أو استلامهما.
كما أن البريد الذي يساعد في تقديم بعض الخدمات مثل ورقة غير موظف لم يستطع ذلك بسبب إغلاق مركز البريد.

 

عبد المنعم مسعود

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...