لاجئون سوريون يطورون تطبيقاً للتغلب على البيروقراطية الألمانية

16-08-2016

لاجئون سوريون يطورون تطبيقاً للتغلب على البيروقراطية الألمانية

طور ستة لاجئين سوريين تطبيقاً يحمل اسم «بوروكرايزي» في محاولة للتغلب على البيروقراطية الألمانية التي قد تثبط عزيمة أي وافد جديد إلى البلاد مع طوابير طويلة، ووثائق غير مفهومة وتعابير لا يمكن نطقها.

ويتوقع أن ينجز التطبيق في كانون الثاني (يناير) المقبل، والذي يهدف إلى توفير الوثائق المختلفة والعناوين، بالإضافة إلى شرح الإجراءات المعقدة أحياناً للحصول على مسكن وتغطية صحية أو فتح حساب مصرفي.

ويقول عمر الشافعي (30 عاما)، وهو أحد مطوري التطبيق، انه «لدى وصولي (إلى ألمانيا) اضطررت إلى الانتظار أسبوعين للحصول على وثيقة تسمى كوستن أوبرنامه (تغطية المصاريف)، تسمح بالإقامة في شقة أو فندق» على حساب الدولة.

ويضيف الشاب الذي وصل من دمشق في نيسان (أبريل) 2015: «وقعت الوثيقة بالألمانية ولم يكن لدي أي فكرة عن محتواها».

وتلقى الشافعي تدريباً في معهد «ريدي سكول أوف ديجيتال إنتيغريشن» في برلين الذي يعلم اللاجئين الترميز المعلوماتي وريادة الأعمال وتطوير المشاريع.

وأطلق مشروع هذا المعهد الذي لا يهدف إلى الربح في خريف العام 2015، بعد وصول مئات الآلاف من اللاجئين إلى ألمانيا. وبدأت طلائع الطلاب دراستهم في شباط (فبراير) الماضي، وكان عددهم 42 أنهى 35 منهم الدورة التدريبية منذ أربعة أشهر.

ويقول غيث زمريك (19 عاماً) الذي إلى برلين آتياً من دمشق في مطلع العام الحالي، انه انضم إلى برنامج المعهد في شباط (فبراير). ويضيف أنه منذ الحصة الأولى بدأ الوافدون الجدد مناقشة «الصعوبات التي يواجهونها وكيف يمكن التكنولوجيا أن تحل هذه الصعوبات». ويتابع: «كنا نواجه مشكلتين: مشكلة اللغة أولاً والبيروقراطية ثانياً، لأننا لم نكن نفهم كيفية سير الأمور هنا».

ولا تزال صعوبات لفظ المفردات الألمانية تشكل المشكلة الرئيسة للوافدين الجدد.

وأتت قضية سائح صيني علق 12 يوماً في مركز للاجئين لأنه ملأ من دون أن يفهم طلب لجوء بُعيد وصوله إلى ألمانيا، لتسلط الضوء على ثقل هذه البيروقراطية ليس على اللاجئين فقط.

ويأمل زمريك الذي يشارك في تطوير التطبيق «مساعدة كل المهاجرين أو أي وافد جديد إلى ألمانيا»، شأنه في ذلك شأن بقية أفراد فريق «بوروكرايزي» الذين لم يكن لديهم أي خبرة في المعلوماتية. لكن الشاب السوري عازم على إثبات أن اللاجئين قادرون على المساهمة في الاقتصاد.

وترى مديرة معهد «ريدي» وإحدى مؤسسيه آن كيير ريشيرت أن طالبي اللجوء يشكلون خزاناً يمكن لألمانيا أن تنهل منه لتأمين 43 ألف وظيفة شاغرة في مجال التكنولوجيا. وتوضح ريشيرت أنه على رغم افتقارهم إلى أي تدريب إلا أنهم «مستخدمون كبار للتكنولوجيا على أجهزة نقالة، لأن الهاتف الذكي حيوي» في منفاهم كوسيلة للتنقل وكرابط مع عائلاتهم وأقاربهم.

وتؤكد ريشيرت أن معهد «ريدي» بات يعمل مع شركات ألمانية كبيرة مثل «مرسيديس» لتوظيف طالبي لجوء في أقسام الابتكار «وهو أمر إيجابي للجميع على المدى الطويل» بدلاً من وضعهم في سلاسل التجميع فقط.

وفي العام 2014 كانت الشركات التي أسسها مهاجرون توظف 1.3 مليون شخص في ألمانيا بارتفاع إلى أكثر من الثلث مقارنة مع العام 2005، في حين أن عدد المقاولين من أصل أجنبي ارتفع إلى الربع أيضاً (709 آلاف)، بحسب ما أظهرت دراسة حديثة لمعهد «برتيلسمان».

ولفت المشروع  انتباه وسائل الإعلام الألمانية في ظل أجواء القلق المتزايد من اللاجئين، بعد سلسلة من الهجمات التي ارتكبها طالبو لجوء في تموز (يوليو) جنوب البلاد، من بينها هجومان أعلن «تنظيم الدولة الإسلامية» (داعش) مسؤوليته عنهما.

ويروي غيث زمريك أنه اطمأن بعد هذه الاعتداءات إلى اللهجة التي اعتمدتها المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، وتفاؤلها المعلن حول فرص استيعاب 1.1 مليون لاجىء وصلوا العام الماضي إلى ألمانيا.

ووجه فريق «بوروكرايزي» الذي كشف عن نسخة أولية للتطبيق في حزيران (يونيو) خلال معرض للشركات الناشئة، نداء لجمع الأموال عبر موقع الكتروني خاص، لمواصلة تطوير المشروع.

المصدر: أ ف  ب

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...