لزوم ما لا يلزم

04-11-2007

لزوم ما لا يلزم

ولّى زمن المسؤولين، ونحن اليوم نعيش عصر الموظفين الممسوحين، بعدما تقلص نفوذ الوزير إلى حجم مدير، وتضاءلت سطوة المدير إلى درجة أنه لا يمون على محاسب الدنانير (وهذه لضرورة القافية) حيث يقف لهم موظفو الرقابة بالمرصاد، سواء أصابوا أم أخطأوا في العمل والاجتهاد، لأن "هيئة الرقابة ومحاكم التفتيش" قد نصبت نفسها بديلاً للقضاء، وسيفاً مسلطاً على رقاب الفاسدين والشرفاء، حتى أربك وأحبط سائر المدراء والوزراء، واقتصرت نشاطاتهم الآمنة على الاستقبالات والتصريحات والكرنفالات التي تؤكد الولاءات... وهنا لا بد أن نسأل: طالما أننا لا نستورد المراقبين من الهند أو الصين، وبما أنهم جاؤوا من بين شرائح المواطنين، الأخيار والفاسدين، فما الذي يؤكد مناعة هؤلاء المفتشين طالما أنهم ليسوا من سلالة الأئمة المعصومين؟ والنون هنا لضرورة القافية ولزوم ما لا يلزم في النثر والشعر والسياسة والدين وارتفاع أسعار البنزين.. والله الله على المسؤولين، عندما كانت كلمتهم تشلفط أرواح المواطنين وتتركهم في أوكارهم خائفين قانعين إلى يوم الدين..


نبيل صالح

إلى الندوة

التعليقات

الرقابةوالتفتيش بحاجةلرقابة قضائية والأفضل ألا تكون لأنها حجر عثرة في وجه المبادرات الإيجابيةكماأنها أحد عوامل الإحباط والتثبيط من خلال قرارات مجحفة طالت الكثير من الشرفاء والناجحين

الحالة المثلى هي حكم ديمقراطي، صحافة حرة، وقضاء نزيه يضمنون جميعا سيادة القانون. ولكن (يوتوبيا) هذه، لم، ولا، ولن توجد إلا في أضغاث أحلام البشر، لأن الواقع شيء آخر. لأنه لا توجد أنظمة ديمقراطية 100%، ولا صحافة حرة 100%، ولا قضاء نزيه 100% لأن الكمال من صفات الرب، وليس من صفات المخلوق... والحالة المثلى على الأرض هي توليفة مما سبق في الحيز الذي نعيش فيه، وهو كالإناء ذي الحجم المحدد: إن زاد مقدار إحدى مكوناته، فسيكون على حساب المكونات الأخرى، فإما أن نصل إلى توازن مقبول فيما بين المكونات، أو نوسع الإناء الذي نعيش في حيزه. وخلاصة القول: لا يمكن التحدث عن أي تغيير أي (واقع) ما لم نتحدث عن تغيير جميع مكوناته؛ ثم نقرر ما يجب أن يتغير، وما يجب أن يبقى كما هو.

للسيد راوند.... لا أعتقد أن تشبيهك بمحله .. فالإناء سينفجر يوماً ما جراء ما ينفثون وجراء ما 0لا) يفعلون وليس جراء ازدياد حجم أحد ما او ما يفعله

«والله الله على المسؤولين، عندما كانت كلمتهم تشلفط أرواح المواطنين وتتركهم في أوكارهم خائفين قانعين إلى يوم الدين..» المشكلة أن المواطن كان غبي وخائف أكثر من اليوم في الماضي كان خائف من المسؤلين وسطوتهم أما اليوم فهو خائف على لقمة يومه

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...