لماذا يحجم شبان أمريكا عن الانخراط في الجيش

25-02-2007

لماذا يحجم شبان أمريكا عن الانخراط في الجيش

تتوالى التحقيقات والمحاكمات للمزيد من الجنود الامريكيين المتورطين في جرائم اغتصاب وقتل متعمد بحق مدنيين عراقيين، وفيما تواجه الادارة الامريكية صعوبات هائلة في اقناع الشباب الامريكي بالتطوع بدأت وزارة الدفاع تستدعي عددا متزايداً من المجرمين المحكومين لاملاء الشواغر في الجيش ولتلبية رغبات الرئيس الامريكي جورج بوش في نشر ما يدعوه بالديمقراطية والحرية في العراق.
وفي آخر ما تكشف جرائم الجنود الامريكيين في العراق اعتراف جنديين من خمسة بمشاركتهم في جريمة اغتصاب طفلة عراقية في الرابعة عشرة من عمرها وقتلها مع ثلاثة من افراد عائلتها بينهم طفلة في السادسة في مدينة المحمودية في اذار الماضي ورغم ان المحكمة اصدرت حكما بالسجن المؤبد بحقهما الا ان هناك امكانية للعفو عنهما خلال فترات غير طويلة نسبيا. فقد حكم بالسجن مئة عام على الجندي بول كورتيز لكنه يستطيع استعادة حريته خلال عشرة اعوام فقط اما الجندي الثاني جيمس باركر فقد حكم عليه بالسجن تسعين عاما الا انه يمكن الافراج عنه قبل ذلك بكثير. ويتوقع ان يمثل جنديان آخران ضالعان في قضية اقل خطورة امام المحكمة العسكرية نفسها في فورت كامبل بولاية كنتاكي كما يلاحق جندي خامس هو ستيفن غرين امام محكمة فيدرالية في كنتاكي علما انه مسرح حاليا من الجيش. وفي كامب بندلتون بكاليفورنيا يواجه ثمانية جنود تهما بالمشاركة في قتل مدني عراقي اعزل في نيسان الماضي في الحمدانية وهي جريمة حاولت البحرية الاميركية تمويهها بالادعاء بأن الضحية هو احد المسلحين.  ولا تتوقف سلسلة الجرائم عند هذا الحد حيث ينتظر ستة عناصر آخرين في مشاة البحرية محاكمتهم قريبا في كامب بندلتون بتهمة الاعتداء على مدنيين عراقيين في الحمدانية في اذار الماضي كما ستشهد القاعدة الكبرى لمشاة البحرية ايضا ملاحقة ثمانية من عناصرها إثر المجزرة التي ارتكبوها بدم بارد في مدينة الحديثة وراح ضحيتها 24 شخصا اغلبهم من النساء والاطفال العراقيين في تشرين الثاني من عام 2005.
الى ذلك ومع توجهات البنتاغون لتجنيد مجرمي أميركا ونقلهم الى العراق كشفت صحيفة الليبراسيون الفرنسية امس ان الادارة الامريكية تواجه صعوبات هائلة في اقناع الشباب الامريكي بالتطوع والانخراط في الجيش خوفا من أن يصار الى ارسالهم الى العراق.
وكشف مراسل الصحيفة في واشنطن ان وزارة الدفاع الامريكية بدأت تستدعي الى الخدمة عددا متزايدا من المجرمين المحكومين باقتراف أعمال مخالفة للقانون لاملاء الشواغر في الجيش وقد قبلت العام الماضي 8129 متطوعا لا تتطابق سيرة حياتهم مع شروط الانتساب الى الجيش مشيرا الى ازدياد عدد هؤلاء بمعدل 65 بالمئة مقارنة بعام 2003 أي عام غزو العراق.
 وقالت الصحيفة ان معظم المتطوعين الجدد متهمون بالسرقة أو الاختلاس والاغتصاب ويبلغ عدد المجرمين العاديين منهم 900 فقط. ونقلت الصحيفة عن افتتاحية صحيفة النيويورك تايمز الامريكية قولها لقد أغرقت حرب العراق الجيش الامريكي في حلقة مفرغة من التغاضي المخزي عن الشروط اللازمة للجندي الامريكي الرسمي وقد ولد هذا التغاضي نتائج مخزية طالت سمعة الجيش الامريكي.
يشار الى ان البنتاغون اعلن هذا الاسبوع انه سيستدعي 14 الفاً من الحرس الوطني الاضافي لدعم القوات المسلحة وكانت رئاسة الاركان الامريكية قد دعت نهاية العام الماضي الى التعبئة الاختيارية 2500 من قوات الاحتياط في سلاح مشاة البحرية ولكن عدد الذين لبوا هذه النداءات كان مخيبا للآمال.
كما ان وزارة الخارجية أعلنت بأنها بحاجة الى 350 وظيفة دبلوماسية جديدة في العراق الا ان عدد الذين تقدموا لاملاء الوظائف الشاغرة لم يتجاوز 200 رغم الاغراءات المادية التي أعلنت عنها الوزارة. وفي هذا الاطار جددت الحكومة الامريكية اتهاماتها لضابط في الجيش رفض الخدمة في العراق بعد ان انتهت اول محاكمة عسكرية له ببطلان الدعوى.
وقال محامي الضابط أهرين واتادا ان اعادة محاكمة موكله تندرج تحت مبدأ الخطر المزدوج الذي يمنع محاكمة متهم مرتين بالجريمة نفسها وانه سيسعى لالغاء هذه المحاكمة الا انه لم يتحدد موعد بعد لاعادة محاكمته.
ودفع فريق الدفاع بأنه نظرا لأن الحرب غير مشروعة فإن الامر بإرسال الجنود للعراق غير مشروع وسيجعل من واتادا طرفا في جرائم الحرب.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...