ما الذي حصلت عليه قوى 14 آذار مقابل خدماتها لأمريكا

11-08-2007

ما الذي حصلت عليه قوى 14 آذار مقابل خدماتها لأمريكا

الجمل:     التدخل الأمريكي في الشأن اللبناني لم يعد سراً، كما كان في الماضي، وأصبحت المعلومات تؤكد وتنقل بوضوح وعلانية تامة لقاءات المسؤولين الأمركيين مع زعماء قوى 14 آذار، ومسؤولي حكومة السنيورة.
• قوى 14 آذار وإشكالية سوء الإدراك والقراءة الخاطئة:
تحالف الكيانات الدولية الصغيرة الهشة مثل لبنان مع الكيانات الدولية الكبيرة مثل أمريكا، لا يمكن اعتباره ظاهرة جديدة وأمراً مستغرباً في البيئة الدولية المعاصرة، فقد شهدت كل الانظمة الدولية القديمة والحديثة مثل هذا النوع من التحالفات، وحالياً توجد الكثير من الدول والكيانات السياسية الصغيرة (المجهرية) التي يتعذر إظهارها على خارطة العالم، بأكثر من نقطة، مثل جمهورية (ماكرونيزيا) الموجودة في المحيط الباسفيكي، ترتبط بتحالفات استراتيجية في غاية الأهمية مع أمريكا وفرنسا، وتخضع تحالفات هذه الدول إلى المعايير المتعارف عليها في علم العلاقات الدولية والسياسة الخارجية، ومن أبرز هذه المعايير: معيار المصلحة المشتركة وتبادل المنافع، وغير ذلك..
التحالف اللبناني- الأمريكي، بين قوى 14 آذار وحكومة السنيورة مع الولايات المتحدة (علناً) ومع إسرائيل (سراً وإن كان معروفاً) لا يخضع كما هو واضح لأي معيار من المعايير الدولية المتعارف عليها.
وتأكيداً لذلك، نطرح التساؤلات الآتية حول هذا التحالف حتى الآن بلا إجابة: ما هي الفائدة التي سوف يحصل عليها لبنان بشكل مباشر أو غير مباشرة من هذا التحالف؟ وما هي الفوائد المباشرة التي سوف تحصل عليها أمريكا من تحالفها مع لنبان؟.. وكما هو معروف فإن أمريكا تقوم بالتحالف مع الكويت والإمارات وقطر والبحرين على سبيل المثال لا الحصر وفقاً لمعادلة النفط مقابل الأمن والحماية، وتتحالف أمريكا أيضاً مع جمهورية (ماكرونيزيا) المجرية المنعزلة في أقاصي المحيط الباسفيكي النائية والتي لا تتجاوز مساحة رقعتها الوطنية 25 كيلومتراً وفقاً لمعادلة الحماية والدعم الاقتصادي لماكرونيزيا مقابل تواجد الغواصات النووية واستقبلا السفن والطائرات الحربية الأمريكية في رحلاتها الطويلة العابرة للمحيط الباسفيكي بين شرق آسيا وغرب الولايات المتحدة.
• محور السنيورة- 14 آذار وسوء القراءة لواقع المنطقة:
هناك العديد من المبادئ التي يمكن على أساسها تحليل العلاقات و(الروابط) الأمريكية- اللبنانية، منها: توازن (الدور) و(المكانة)، وعوامل (القوة) و(الضعف)، وتحليل (الفرصة) و(المخاطرة).. وغيرها من ثنائيات المفاضلة والمعايرة التي يدرسها طلاب الصف الأول والثاني بقسم العلوم السياسية في جامعة بيروت العربية وغيرها من الجامعات.
- توازن (الدور) و(المكانة): ليس لأمريكا (مكانة) في لبنان، فقد قاوم الشعب اللبناني سيطرتها وهيمنتها زمناً طويلاً ومازال، وبرغم ذلك تحاول حكومة السنيورة وقوى 14 آذار إعطاء نفسها (دورا) من أجل تعزيز (مكانة) أمريكا في لبنان والمنطقة، وفي هذا الخصوص يبدو واضحاً أن حكومة السنيورة وقوى 14 آذار، لا تفهم حقيقة (الدور) و(المكانة) الذي تحاول أمريكا القيام به في المنطقة، فأمريكا ليس لها لا مصالح نفطية، ولا مصالح اقتصادية ولا غير ذلك في لبنان، بل، وما هو مؤكد ومعروف أن أمريكا تسعى لبناء (المكانة) و(الدور) الإسرائيلي في لبنان والمنطقة.
- عوامل (القوة) و(الضعف): لا توجد عوامل قوة لحكومة السنيورة، أو لقوى 14 آذار في مواجهة دول المنطقة، والمعارضة اللبنانية.. وهي تعتبر ضعيفة بكافة المقاييس، وبالنسبة لأمريكا فهي ليست معنية بأي عوامل  (قوة) أو (ضعف) في لبنان، خاصة وأنها تتمتع بالكثير من الحلفاء الأقوياء في المنطقة، مثل: تركيا، مصر، وإسرائيل.. وغيرها، كذلك لن تسمح أمريكا ببناء عوامل (القوة) في لبنان، وذلك حفاظاً على مصلحة وأمن إسرائيل.
- تحليل (الفرصة و(المخاطرة): بافتراض حكومة السنيورة وقوى 14 آذار، تحاول الحصول على (الفرص) بأكبر ما يمكن وتقليل (المخاطر) بأدنى ما يمكن. يتبين لنا الآتي:
ان العداء لسورية لن يوفر (فرصة) بل سوف يزيد من حجم (المخاطر) لأن حكومة السنيورة وقوى 14 آذار سوف يكون لزاماً عليها وفقاً لهذا السيناريو المفاضلة بين البحر وإسرائيل، كما قال المرحوم رفيق الحريري.
كذلك فإن العداء للمقاومة اللبنانية لن يوفر (فرصة) بل سوف يزيد (المخاطر)، وذلك لأن الخلافات والصراعات سوف تتزايد داخل لبنان، مثلما يحدث الآن، وسوف تنخفض شعبية حكومة السنيورة وشعبية زعماء قوى 14 آذار، ومن أبرز الأدلة العملية على ذلك سقوط مرشح أمين الجميل في انتخابات دائرة المتن، وهو المرشح الذي دعمه آل الجميل ليحل محل ابنهم المرحوم الوزير بيير الجميل.
• ما هي حقيقة التدخل الأمريكي:
التدخل الأمريكي السياسي الحالي في لبنان يختلف كثيراً عن التدخلات الأمريكية الجارية حالياً في شتى بقاع العالم، والتي يترافق فيها التدخل السياسي مع التدخل الاقتصادي.. وبكلمات أخرى: هو تدخل يقوم على معادلة إعفاء المزايا السياسية والأمنية والعسكرية لأمريكا مقابل أخذ المزايا الاقتصادية منها، ولكن ما يجري حالياً يشير إلى أن قوى 14 آذار وحكومة السنيورة قد قدمت لأمريكا المزايا السياسية المتمثلة في: التخلي عن الحقوق السيادية اللبنانية مثل تسليم ملف المحكمة الدولية لمجلس الأمن، وخروج القوات السورية، وشن الحملات الإعلامية ضد سورية، وتصفية عناصر حركة فتح الإسلامي بعد استضافة عناصرها ثم التنكر لها، والسماح للسفير الأمريكي بالتدخل في الشأن السيادي اللبناني، وغير ذلك من المزايا.
ولكن بالمقابل: ما الذي حصلت عليه حكومة السنيورة وقوى 14 آذار مقابل خدمات (الخمس نجوم) التي قدمتها أمريكا.. والإجابة يعرفها الجميع، والسؤال المهم: لمصلحة من تعمل أمريكا في لبنان؟ هل لمصلحة قوى 14  آذار وحكومة السنيورة، أم لمصلحة إسرائيل.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...