ما هي الاعتبارات الأمريكية في عملية المصالحة العراقية

03-04-2007

ما هي الاعتبارات الأمريكية في عملية المصالحة العراقية

الجمل:    تحقيق التكامل الوطني، يقوم على المصالحة الوطنية، والمصالحة الوطنية تقوم على الحوار الجاد الشامل حول البنود والأجندة الوطنية العامة والخاصة.
تحاول الإدارة الأمريكية تبني عملية إنجاز المصالحة الوطنية العراقية، ولكن على أساس الاعتبارات الآتية:
- استمرار الاحتلال الأمريكي.
- عزل العراق عن بيئته الإقليمية العربية والإسلامية.
- فرض صيغة سياسية (أنجلوساكسونية) لحكم العراق.
- دعم بعض الأطراف العراقية ضد الأطراف الأخرى.
- استخدام العراق كقاعدة لاستهداف دول الجوار الإقليمي.
- السيطرة على نفط العراق.
ويجمع الخبراء والمحللون على أن وجود أي واحد من هذه الاعتبارات يمكن أن يكون كافياً لإفشال مشروع أي مصالحة وطنية، في أي دولة كانت، وبالتالي فإن وجود هذه العناصر مجتمعة سوف يجعل من مشروع الإدارة الأمريكية وهماً مستحيل التحقق والحدوث.
العقبات التي تقف حالياً أمام تحقيق التسوية والمصالحة الوطنية العراقية تتمثل في الآتي:
• العنف المتصاعد: توجد في العراق عشرات الميليشيات والفصائل المسلحة، والتي يمكن تصنيفها جهوياً على أساس الانتماءات الجغرافية الآتية:
- جنوب العراق: توجد ثلاثة ميليشيات شيعية أبرزها: جيش المهدي، وفيلق بدر.
- وسط العراق: توجد عشرات الميليشيات السنية المتطرفة، أبرزها: قاعدة بلاد الرافدين، وجيش محمد.
- شمال العراق: توجد العديد من الفصائل والميليشيات الكردية المسلحة، أبرزها: المؤتمر الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني، إضافة إلى ميليشيا حزب العمال الكردستاني، وميليشيا الأكراد الإيرانيين.
• التيارات السياسية المتناحرة: توجد في العراق العديد من التيارات السياسية المتناحرة، بعضها يغلب عليه الطابع الديني الطائفي مثل التيار الصدري، والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية، والحزب الإسلامي، وغيره من الحركات الإسلامية السنية السياسية الموجودة في وسط العراق.. كذلك توجد أيضاً الحركات السياسية ذات الطابع العرقي الاثني، وتتمثل في الأحزاب الكردية، وإضافة لذلك توجد أحزاب عراقية ذات الطابع الوطني أو القومي العربي، مثل الحزب الشيوعي العراقي، وحزب البعث العربي الاشتراكي بمختلف أجنحته، إضافة إلى بعض الأحزاب ذات الطابع العراقي الوطني الاجتماعي.
• الاستقطاب الجهوي: ويتمثل في النتائج والمضاعفات التي ترتبت على تصاعد أعمال العنف السياسي الهيكلي والرمزي في العراق، والتي أدت مجتمعة إلى الآتي:
- في المنطقة الشمالية: قام الأكراد بإرهاب العرب، وإجبارهم على الرحيل والمغادرة بحيث يتوجه العرب السنة إلى وسط العراق، والعرب الشيعة إلى جنوب العراق.
- في المنطقة الوسطى: قام العرب السنة بإرهاب العراقيين الشيعة والأكراد، وإجبارهم على الرحيل والمغادرة بحيث يتوجه الأكراد إلى الشمال، والشيعة إلى الجنوب.
- في المنطقة الجنوبية: قام العرب الشيعة بإرهاب العراقيين السنة والأكراد، وإجبارهم على الرحيل والمغادرة بحيث يتوجه الأكراد إلى الشمال والسنة إلى الوسط.
• اختلال توازنات المصالح: تقوم حكومة نوري المالكي العراقية الحالية، المدعومة أمريكياً بدور كبير في توسيع فجوة الخلافات العراقية- العراقية، والعراقية- الإقليمية، وذلك عن طريق تبني وانتهاج السياسات التي صممتها الإدارة الأمريكية بإشراف جماعة المحافظين الجدد والسفير الأمريكي في بغداد زلماي خليل زاده.. وقد أدت هذه التوجهات إلى تزايد حدة الخلافات والعداوات بين العراقيين، وإلى تفاقم مشاعر الظلم من جراء إحساس أغلبية العراقيين بتحيز قرارات حكومة نوري المالكي، على النحو الذي أضر بحقوقهم ومصالحهم.
وعموماً تحاول الإدارة الأمريكية حل الأزمة العراقية عن طريق الاستعانة بحلفائها في المنطقة، وذلك بشكل انتقائي يغلب عليه طابع التحيز السياسي، فمن بين جيران العراق الستة (سوريا، تركيا، السعودية، إيران، الكويت، الأردن) اختارت الإدارة الأمريكية التركيز على السعودية والأردن، مع إعطاء دور رمزي للكويت في حل الأزمة العراقية.
إن الاختيار السليم لدول الجوار الفاعلة في حل الأزمة العراقية لابدّ أن يقوم على أساس اعتبارات الأوزان الإقليمية لدول الجوار، ومدى قدرة وفعالية كل واحدة منها على التأثير في مسار الأزمة العراقية، وعلى سبيل المثال يمكن القول: إن هناك دول ذات تأثير رئيسي على التفاعلات السياسية والاقتصادية والمجتمعية الدائرة حالياً في العراق.
- إيران تؤثر على كامل منطقة جنوب العراق.
- تركيا تؤثر على كامل منطقة شمال العراق، وذلك على أساس اعتبارات أن هناك موقفاً تركياً يضع سقفاً محدداً لهامش حرية حركة الأكراد السياسية في شمال العراق.
- سوريا تؤثر على كامل الكتلة السكانية الموجودة، في العراق، وذلك انطلاقاً من وحدة التاريخ والجغرافيا والتوجهات العروبية التي ظلت تجمع الشعبين العراقي والسوري ضمن حيز جغرافي موحد.. إضافة إلى أن سوريا تمثل جيوبوليتيكاً منفذ العراق الأقرب إلى العالم، عبر ساحل البحر الأبيض المتوسط.. كذلك تنتمي معظم العشائر والطوائف والقبائل العراقية بعلاقات ترابط وقربى مع السوريين، فسكان غرب ووسط العراق يرتبطون بسكان شرق سوريا، وسكان شمال العراق الأكراد يرتبطون بالأكراد السوريين الموجودين في شمال سوريا، وأيضاً في بقية أرجاء سوريا، وأيضاً شيعة جنوب العراق يرتبطون كثيراً بالشيعة السوريين وأيضاً بالشيعة اللبنانيين الذين يشكلون امتداداً لشيعة سوريا.
- السعودية: ترتبط قبائل وعشائر غرب ووسط العراق بالعشائر السعودية، إضافة إلى ارتباط الحركات السنية العراقية بالحركة السنية الوهابية السعودية.
- الأردن والكويت: وتأثيرهما ضعيف للغاية على العراق والعراقيين، خاصة وأن الكثير من العراقيين أصبحوا ناقمين على السياسات الأردنية التي ظلت تنقلب وتتبدل بتبدل المواقف، ورمي الكرة باتجاه حركة الهواء، بحيث ظلت السلطات الأردنية تعطي الأولوية لارتباط مصالحها الضيقة بمصالح سلطات الاحتلال الأمريكي، ضاربة عرض الحائط بمصالح المواطن والوطنية العراقية.
أما الكويت فبسبب الدور الذي لعبته في استضافة القوات الأمريكية ودعم وتمويل الحرب الأولى والحصار والحرب الثانية وغزو واحتلال العراق، وذلك على النحو الذي لم يؤد لمعاقبة نظام الرئيس الراحل صدام حسين وحده، بل وإلى جعل الشعب العراقي البالغ تعداده 25 مليوناً يخضع لأكبر عملية عقاب جماعي في التاريخ المعاصر.
وعموماً فقد أصبح الكثير من خبراء النزاعات والصراعات في العالم يقولون بأن حل الأزمة العراقية، وإعادة الاستقرار في العراق هو حصراً بيد سوريا، إيران، تركيا، والسعودية فقط لاغير، وذلك لأن كل فصائل وشرائح الشعب العراقي تجد الكثير من المصداقية والاحترام في التعامل مع هذه الأطراف باعتبارها الأطراف الأكبر وزناً والأكثر تأثيراً في استقرار العراق، كذلك يذهب عدد كبير من الخبراء إلى أن انسحاب أمريكا من العراق مايزال يشكل الشرط الضروري الموضوعي لكي يستقر العراق.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...