مصر تعمل على صفقة «شاليط» عبر دمشق

15-10-2006

مصر تعمل على صفقة «شاليط» عبر دمشق

 وصل امس الى دمشق مدير جهاز الاستخبارات المصري الوزير عمر سليمان حيث التقى  الرئيس بشار الأسد وسلمه رسالة من الرئيس حسني مبارك، و اجتمع الوزير سليمان ايضاً مع رئيس المكتب السياسي لـ «حركة المقاومة الاسلامية» (حماس) خالد مشعل لمدة ساعتين، وتناول اللقاء«تشكيل حكومة وحدة وطنية واحتواء التأزم الداخلي الفلسطيني وأهمية معالجته، والدور المصري في موضوع الجندي الاسرائيلي الاسير غلعاد شاليت». وزاد المصدر ان سليمان «لم يحمل اي جديد في شأن الجندي، لكن اللقاء كان جيدا في سياق الدور المصري».

وأوضحت مصادر ديبلوماسية مصرية انها تتوقع ان تكون الزيارة تناولت أمرين: الاول، كسر الجليد بين دمشق والقاهرة واعادة العلاقات الى طبيعتها بعد برود شابها في الاسابيع الاخيرة، والثاني، رغبة مصر في لعب دور في الموضوع الفلسطيني بالتقريب بين «حماس» و «فتح» لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وفي القاهرة، قالت مصادر مطلعة ان زيارة سليمان جاءت في إطار التشاور مع القيادة السورية حول مسألتين هما إمكان استئناف مفاوضات السلام على المسار السوري والتأكيد على استقلالية القرار الفلسطيني في ضوء مطالبة حماس لمصر بإعادة احياء الجهود المصرية في قضية مبادلة الاسير الاسرائيلي غلعاد شاليت.

واضافت المصادر: «لقد اتصلوا بنا (حماس) وطلبوا منا ضرورة القيام بدور نشط لاحتواء الخلاف الفلسطيني - الفلسطيني واستئناف الجهود المصرية لمبادلة الاسير الاسرائيلي». وأعادت تأكيد أن صفقة الافراج عن شاليت كانت على وشك ان تبرم بوساطة مصرية لولا تدخل سورية بالضغط على قيادات «حماس» في الخارج، وعلى رأسها مشعل. لكن المصادر توقعت ان تتكلل الجهود المصرية بالنجاح وان يتم قريباً الاعلان عن لقاء قمة بين البلدين.

وفي الاطار نفسه، كرر وزير الخارجيةوليد المعلم خلال لقائه امس رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي (ابو اللطف)، ان سورية «تشجع الحوار بين الفصائل وتدعم حكومة الوحدة لتضم مختلف القوى الفلسطينية».

وتأتي زيارة اللواء سليمان في اطار سلسلة من الخطوات التطبيعية بين القاهرة ودمشق بعد جمود على خلفية خلاف في وجهتي النظر ازاء الحرب بين اسرائيل و «حزب الله». إذ نقل نائب وزير الخارجية فيصل المقداد الشهر الماضي رسالة من الاسد الى الرئيس حسني مبارك، ثم اعلن الرئيس المصري انه «نصح» في اجتماع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس مع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي ومصر والاردن قبل اسبوعين بـ «عدم ممارسة الضغوط على سورية واعطاء الاولوية للحوار» وان القاهرة «حريصة على سورية وعلى أمنها».

وقالت مصادر سورية إن السفير المصري حازم خيرت نقل بداية الاسبوع الماضي «رسالة شفوية» من وزير الخارجية احمد ابو الغيط الى المعلم تتضمن اطلاعه على نتائج اجتماع الدول الثماني.

وعلمت ان الانطباع السوري ان رايس دعت الى اجتماع القاهرة لـ «الاتفاق على استراتيجية حيال الوضع في المنطقة وانها طرحت في الاجتماعات الملف الايراني وخطره ليس على اسرائيل فحسب، بل على دول الخليج والدول العربية»، غير ان الاطراف العرب قالوا «اننا معنيون بالصراع العربي - الاسرائيلي. وهناك من قال من العرب ان غياب سورية عن الاجتماع خطأ لا يجوز». وقالت المصادر: «عندما جرى التركيز على الموضوع الفلسطيني، قال بعض العرب انه لا يجوز عزل سورية عن الموضوع لأنه لا سلام من دونها».

وكان الرئيس الأسد قال في تصريحات صحافية انه غير مقتنع بأن هذه الدول اجتمعت كي تقف في وجه سورية او التآمر عليها لأن دمشق تتوقع ان يقول العرب «ما يحقق مصلحة المنطقة في شكل طبيعي».

وأعربت المصادر عن الاعتقاد بـ «عدم وجود حلف ضد سورية» وان اجتماع دول مجلس التعاون مع مصر والاردن «هو قديم ظهر بعد حرب الخليج، لكن هناك مساعي لضم الاردن اليه بدلاً من سورية»، قبل ان تشير الى ان عددا من الدول العربية اوضح بعد الاجتماع ان هذه الدول «ليست في حلف ضد دمشق».

وكانت المصادر تشير الى زيارتي وزيري خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني والبحرين الشيخ خالد بن محمد آل خليفة، اضافة الى قول وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد صباح السالم الصباح ان «سورية رقم صعب في معادلة السلام». وقالت المصادر رفيعة المستوى ان المسؤولين العرب «ارادوا توضيح مواقفهم»، وان دمشق «مدركة حجم الضغوط الاميركية عليهم للمضي في تنفيذ المشروع الاميركي في المنطقة».

ابراهيم حميدي

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...