ملاحظات حول «بعث السينما السورية..»

02-10-2006

ملاحظات حول «بعث السينما السورية..»

الجمل ـ بشار إبراهيم:لعلها من المرات النادرة التي يمكن للمرء فيها أن يقع على دراسة «أو تحقيق كما تسميه كاتبته تهامة الجندي» يتعلَّق بسينما القطاع الخاص في سوريا، ويأتي على هذا القدر من الجدية والاهتمام، وإدراك أهمية تناول هذا النسق من الفن السينمائي المتحقق في سوريا، بعيداً عن الرجم والشتم، أو التبرؤ..
ويزيد من سعادتي بهذه الدراسة أنني إطَّلعت عليها الآن، وقبيل مرور شهر واحد على قيامي بتسليم مخطوطة جاهزة للطباعة من كتاب عن «سينما القطاع الخاص في سورية»، على أن يصدر عن المؤسسة العامة للسينما، ومن المنتظر أن يصدر قريباً في قرابة 525 صفحة من القطع الكبير.
وبمقدار إدراكي لأهمية هذه الدراسة وجديتها، مما ينمُّ عن جدية الباحثة تهامة الجندي ودأبها، وحسن إطِّلاعها، فإنني أجد نفسي مدفوعاً، وبالكثير من الاحترام والتقدير، إلى إبداء مجموعة من الملاحظات، مانحاً نفسي فرصة الاستفادة من هذا الحوار العلني، بتصحيح ما يمكن أن يكون ملتبساً لديّ، وراجياً في الوقت نفسه، أن يتسع صدر الباحثة لذلك.
1- تقول الباحثة: «أنتج القطاع الخاص منها مئة وخمسة أفلام»: في حين استطعت شخصياً أن إنشئ فيلموغرافيا لسينما القطاع الخاص في سورية تتضمن أسماء 128 فيلماً.
2- تذكر الباحثة «أفلام محمد زرزور» ضمن شركات الإنتاج السينمائي الخاصة في سوريا: والصحيح أن اثنين من عائلة «الزوزو» ساهما في الإنتاج: أولهما «مصطفى سليم الزوزو» صاحب شركة «أفلام الساحل السوري»، والثاني هو «محمد الزوزو» الذي ورد في بعض أفلامه باسم «محمد مصطفى الزوزو».
3- تذكر الباحثة شركة إنتاج بعنوان «أفلام محمد فاروق»: أعتقد أن المقصود شركة «أفلام الاتحاد» وصاحبها «محمود قاووق». وربما يكون الأمر خطأ طباعياً، لدى الباحثة.
4- تقول الباحثة: «وقد بلغ عدد ما أنتجته هذه الشركات مجتمعة ما بين الأعوام (1964-1977) ستة وسبعين فيلماً»: في حين إن ما استطعت شخصياً رصده من أفلام سورية خاصة في هذه الفترة بلغ 84 فيلماً.
5- تقول الباحثة: «كانت شركتا «القوادري» و«الزرزر» من أغزر الشركات المذكورة إنتاجاً, حيث أنتجتا حوالي خمسين فيلماً»: ونحن نرى أنه إضافة إلى الخطأ الطباعي الوارد في اسم شركة «الزوزو»، فالحكم على إطلاقه غير صحيح تماماً، إذ أنتج القوادري: 18 فيلماً وحده، و3 أفلام بالاشتراك، أي ما مجموعه 21 فيلماً. بينما أنتج الزوزو 10 أفلام. ويبقى أن الغانم هو الأكثر إنتاجاً، فقد أنتج 21 فيلماً وحده، وفيلماً واحداً بالاشتراك، أي ما مجموعه 22 فيلماً.
6- تذكر الباحثة أن معدل إنتاج القطاع الخاص في سورية ارتفع في «العام 1974 إلى ستة عشر فيلماً»: بينما وجدنا، مع الانتباه إلى التداخل والالتباس فيما بين تاريخ الدخول في التصوير، وتاريخ الإنتاج، وتاريخ العرض، أن معدل الإنتاج الخاص في سورية بلغ في العام 1974 ما مقداره 14 فيلماً.
7- تذكر الباحثة أن فيلم «غوار جيمس بوند» إخراج نبيل المالح وإنتاج القوادري: ولكن الصحيح طبعاً أن فيلم «غوار جيمس بوند» هو من إنتاج محمد مصطفى الزوزو.
8- تذكر الباحثة أن فيلم «امرأة من نار» إنتاج كيلاوي زلط: والصحيح أنه من إنتاج «قبلاوي وزلط». والأمر يبدو خطأ طباعياً.
9- ورد لدى الباحثة أن فيلم «بنات للحب» من إنتاج العام 1974: وثمة مصادر تذكر أنه من إنتاج 1972.
10- تقول الباحثة «أما في العام 1976 فقد انخفض العدد إلى ستة أفلام»: ولكننا وجدنا أن الأفلام المنتجة في ذاك العام هي 9 أفلام.
11- تقول الباحثة: «في السنوات الأخيرة من عقد السبعينيات, بدأ القطاع الخاص يهتم بنوعية ما ينتج, فكان أن ظهرت في العام 1977 مجموعة من الأفلام المهمة التي تولتها «شركة الغانم», وأحدثت بظهورها نقلة نوعية على المستويين الفكري والفني في نتاج هذا القطاع, وهي: «لا تقولي وداعاً للأمس» قصة وسيناريو وإخراج: محمد شاهين وتمثيل إغراء وأسماء خلقي وعمر خورشيد ونبيلة كرم, و«غابة الذئاب» إخراج محمد شاهين, وهذا الفيلم فضح رجال المقاولات الذين يضحون بكل ما هو إنساني من أجل الحصول على المزيد من المال والأرباح, وقد مثّل هذا الفيلم سوريا في مهرجان «موسكو» الدولي (العام 1977) ونال قبول الحضور, و«الطريق إلى السلام» إخراج أمين البني, وهو فيلم وثائقي طويل تناول القضية الفلسطينية منذ بداياتها وحتى اتفاقية كامب ديفيد»: هذه الفقرة الطويلة التي اضطررنا إلى إيرادها كاملة تتضمن مجموعة من الملابسات التي لا بد من فضها: أولاً: إن شركة «الغانم» لم تقدِّم في العام 1977 سوى فيلمين هما: «وداعاً للأمس» و«الصحفية الحسناء»، لا يمكن اعتبارهما من الأفلام الهامة أبداً. ثانياً: إن فيلم «غابة الذئاب» هو من إنتاج «دمشق للسينما» التي كان من المأمول أن تقدم نقلة نوعية في سينما القطاع الخاص. ثالثاً: إن فيلم «الطريق إلى السلام» هو من إنتاج القطاع العام، وليس القطاع الخاص.
12- تقول الباحثة: «خلال الأعوام (1977-1987) لم يقدم القطاع الخاص غير ستة عشر فيلماً»: بينما وجدنا أن معدل الإنتاج بلغ 31 فيلماً، موزعة على النحو التالي: (1977: 11 فيلماً. 1978: 2 فيلم. 1980: ا فيلم. 1982: 3 أفلام. 1983: 2 فيلم. 1984: 5 أفلام. 1985: 3 أفلام. 1986: 2 فيلم. 1987: 2 فيلم).
13- ترى الباحثة أن «من الأفلام المهمة التي أنتجها القطاع الخاص حتى هذا التاريخ «عائد إلى حيفا» إخراج قاسم حول (العام 1981)»: والصحيح أن هذا الفيلم من إنتاج فلسطيني (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين)، وبالتالي فهو لا ينتمي إلى القطاع الخاص في سورية.
14- تذكر الباحثة أن فيلم «امبراطورية غوار» (1982) إخراج مروان عكاري: والاسم الصحيح طبعاً هو مروان عكاوي.
15- تذكر الباحثة أن فيلم «الحدود» (1983) إنتاج محمد الرواس سيناريو محمد الماغوط: ولكن بعض المصادر تذكر أنه من إنتاج العام 1984، كما أنه عن سيناريو مشترك بين محمد الماغوط ودريد لحام، ومن إنتاج مشترك بين نادر الأتاسي وسيريا فيلم (محمد الرواس).
16- ترى الباحثة أن فيلم «الكفرون» لدريد لحام, وهو فيلم روائي طويل للأطفال: وهذا إشكال نقدي يتعلق أولاً بمفهوم وسمات ما يمكن أن نسميه «فيلم الأطفال»، التي نرى أن فيلم «الكفرون» لا يمتلكها، وبالتالي فهو فيلم للعموم، ولهواة النوع. 
17- تقول الباحثة إنه في العام 2005, أنتجت شركة الشام فيلم «العشاق» من إخراج حاتم علي وسيناريو أمل حنا، وهو أول إنتاج سوري خاص يستثمر تقنيات «الديجيتال» لمصلحة السينما: ونحن نسألها أين تذهب بفيلم «غراميات نجلاء» لنبيل المالح 2002، وفيلم «البشرة المالحة» لنضال حسن 2003، وفيلم «باب المقام» لمحمد ملص 2004، وهي أفلام سورية روائية طويلة استثمرت تقنيات الديجيتال؟..
وفي الختام، يهمني قول إن هذه الملاحظات لا تنتقص أبداً من أهمية الدراسة التي أنجزتها الباحثة تهامة الجندي.. 

 

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...