من شخص يود كتمان هويته: جثة على الطريق العام

08-09-2009

من شخص يود كتمان هويته: جثة على الطريق العام

أبلغ قسم الشرطة الشرقي عن وجود جثة شخص مرمية على الطريق العام في حي الحمام باللاذقية، حيث حضرت هيئة الكشف والتحقيق القضائي وتبين بالكشف الطبي على الجثة إصابتها بطلق ناري وشوهد بمدخل أحد الأبنية آثار تناثر بسيط للدماء، حتى باب الشقة الكائنة في الطابق الأرضي العائدة لامرأة تدعى -سميعة - وشوهدت نقطة دماء على الباب الخارجي لهذه الشقة كما شوهد على الجدار خلف الباب (هباب فحم) وأيضا وجدت بقعة دماء على باب غرفة نوم صاحبة الشقة من الخارج في حين شوهدت بقعة دماء كبيرة على أرضية الغرفة الشرقية للشقة.‏‏

ولفت نظر هيئة الكشف على مسرح الجريمة وجود أريكة بعثرت وسائدها ضمن الأثاث وقد وضعت الاسفنجة العائدة لها بجانبها، وبرفع تلك الاسفنجة وجد لوح خشب (لاتيه) عليه بقعة دماء (بقطر 8سم) ولدى رفع اللوح شوهدفي الأريكة طلقة عيار 12مم عائدة لبارودة صيد (بمبكشن) وبتحري غرفة نوم صاحبة المنزل تبين أنها ممددة على السرير إثر عمل جراحي (ديسك) في ظهرها كما شوهدت اثار دماء على الشرشف الذي كانت تغطي به نفسها ولم تشاهد اثار دماء على الأرض التي بدت (مشطوفة حديثا) وإنما وجدت فقط علبة منظف كلور على إحدى طاولات الصالون ....‏‏

وبالتحقيق مع صاحبة المنزل افادت بأنها تعرف المغدور وهو سائق لديها منذ حوالي ستة اشهر ومنذ يومين فقط من تاريخ وقوع الحادثة كان قد اخلي سبيله من سجن عدرا في دمشق من جرم شراء مال مسروق وقد حضر اليها في حوالى الساعة التاسعة والنصف صباحا من اجل العمل على السيارة العائدة لها مجدداً وجلس مع ابنها الذي يكون صديقه في المنزل حتى الساعة الحادية عشرة صباحا ثم تركه ابنها في المنزل لوحده كونه اعتاد على الخدمة والنوم فيه وذهب ابنها الى العمل ثم عاد ابنها عند العاشرة مساء وكان معه بارودة صيد بمبكشن حاول اخفاءها عنها واخبرها انه قايض جارهم بالكمبيوتر عليها وسلم على المغدور الذي دفعه فضوله لمعرفة مابيده وعندما علم انها بندقية طلب منه ان يمسكها فرفض ابنها اعطاءه البندقية واكتفى بالقول «بسمعك صوتها ولكن المغدور اصر على ان يعلمه عليها فقام بتوجيه البارودة إلى ارض الغرفة واجرى عليها عدة حركات بقصد تفريغها من الطلقات فخرجت منها طلقة او استقرت في رقبة المغدور.‏‏

من جهته أكد صهر الجاني في محضر استجوابه أمام قاضي التحقيق مشاهدة المغدور بوضعية جلوس وظهره على الخزانة على اسفنجة ممدودة بالارض وقال إنه كان ينزف من رقبته بغزارة وهو يشهق فسحبه باتجاه باب المنزل محاولا إسعافه بسيارة سوزوكي تعود لجاره الذي ولى الأدبار عند مشاهدة الاثنين ما اضطره إلى وضعه عند مدخل البناء بعد أن فارق الحياة..‏‏

ونفى صهر الجاني وجود عداوة أوخلاف بين المغدور والجاني وبأنه لم يسمع صوت شجار قبل إطلاق النار وأكد أن المغدور كان يعمل سائقا وأحيانا كخادم عند والدة الجاني التي كانت تعمل سابقا (مطربة) وقد حضرت مع ابنها من دمشق إلى اللاذقية منذ عام ونصف حيث راح المغدور يتردد عليهما وأحيانا كان ينام عندهم لعدة أيام وبأن والدة الجاني كانت تعطيه لقاء ذلك مبالغ سخية...‏‏

تقدم والد المغدور بادعاء طلب فيه التحقيق بهذه الحادثة بعد أن شكك بصحة ماورد فيها من معلومات زاعما أن لابنه المغدور (ذمة مالية) حسب ماعلم من ابنه قبل السفر عند والدة الجاني وابنها الذي كان يعمل معه في مجال البناء ..‏‏

هذا وقد ثبت بالكشف على مكان الجريمة وقوع مطاردة وإطلاق نار في أكثر من مكان بالمنزل أكدها وجود طلقة تحت لوح الخشب (اللاتيه) العائدة لإحدى كنبات الصالون التي وجدت وسائده مبعثرة، كما وجدت آثار هباب فحم خلف الباب الخارجي الرئيسي إضافة إلى وجود اثار دماء على الجدران والشرشف الذي كانت والدة المدعى عليه تغطي به جسدها، يذكر أن قاضي الاحالة رأى في القول «أن الحادث قضاء وقدرا» فيه بعد كبير عن الواقع المؤيد بالقرائن القائمة في الدعوى خاصة أن أقوال المدعى عليه ووالدته أنه (أي المدعى عليه) دخل المنزل وهو يحمل بندقية يدحضه أقوال شاهد عيان أكد أن المدعى عليه نزل من سيارته وتوجه إلى منزله ولم يكن يحمل بيده أي بندقية وأنه سمع صوت الطلق الناري بعد أن سار بسيارته بحدود 20 مترا أي بمالايتجاوز دقائق معدودة وهو مايشير إلى أن المدعى عليه وبمجرد دخوله المنزل استخدم بندقية وأطلق النار على المدعى عليه..‏‏

كما وجد قاضي الاحالة أن إقدام أقارب المدعى عليه على إزالة اثار الدماء من المكان بحجة إصابة صاحبة المنزل بدوار من رائحة الدم وسحبهم الجثة إلى خارج المنزل ورميها على الرصيف ،وتناقض أقوالهم حول تواجدهم في مسرح الجريمة وزمانه دليل على اتفاقهم على تغطية الواقعة الحقيقية خاصة بعد أن أكد شاهد عيان وجود المغدور في منزل الجاني منذ اليوم السابق لقتله وليس في ذات يوم وقوع الحادثة..‏‏

من جهته نفى المدعى عليه في محضر استجوابه أمام قاضي التحقيق وجود أي علاقة بين المغدور ووالدته التي أكد أنها مقعدة وعاجزة وأنه لم يشاهد مايريب بينهما أبدا وأن معرفته بالمغدور تعود لأكثر من 12 عاما وليس بينهما أي خلاف أو عداوة أو أحقاد أو ضغائن سابقة وأن إصابته بالطلق الناري كان بطريق الخطأ وعن غير قصد ظنا منه أنه لايوجد طلقات بداخلها.. وطلب المدعى عليه الشفقة والرحمة متحملا كامل المسؤوليات من جراء هذا الخطأ غير المقصود ودفع كل مايترتب عليه كتعويض لأضرار المادية والمعنوية لذوي المغدور...‏‏

وبناء عليه صدر مؤخرا قرار قاضي الاحالة باللاذقية رقم 446 في الدعوى أساس/ 209/لعام 2009 المتضمن : اتهام المدعى عليه في هذه القضية مواليد 1984 بجناية القتل قصدا وإحالته إلى محكمة الجنايات باللاذقية لمحاكمته أصولا.

ملك خدام

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...