مهندس سوري يبتكر تقنيات رخيصة لتوليد الطاقة من الرياح

11-12-2011

مهندس سوري يبتكر تقنيات رخيصة لتوليد الطاقة من الرياح

ثمة ما يلفت في التحدث إلى المخترع المهندس هيثم علايا، فهذا الرجل الذي درس «الحوسبة» منذ دخولها الأول إلى المناهج الجامعية لكلية الهندسة المدنية في عام 1977، يعتقد أن المرحلة الذهبية للابتكار في سورية جاءت على خلفية الحصار الاقتصادي لسورية في ثمانينيات القرن الماضي.. في ذلك الوقت كان لمراكمة الخبرات في الإنشاء وصنع النماذج ودمج الحوسبة في الآلات بما يحقق الدقة والسرعة، دوراً كبيراً في تلافي منعكسات الحصار، والمضي بالقطاع الصناعي الوطني إلى الأمام.
 
المخترع علايا يحسب على جيل الأوائل من دمج الحوسبة في القطاع الإنتاجي ممن أتاحوا الاستعاضة عن استيراد الآلات الضخمة الخاصة بصناعة القوالب التي يحظر توريدها لدول العالم الثالث عموما، ولسورية خصوصا.
عمل المخترع علايا في مجموعة من شركات القطاع العام، لينتقل بعدها إلى القطاع الخاص، قبل أن يؤسس شركته الخاصة التي جمع فيها طاقما كبيراً من المهندسين والخبراء مدشنا عمله الجديد بتصميم وتصنيع «فارزات» عملاقة ومخارط وأذرع مبرمجة ومساطر إلكترونية وغيرها.. ليبدأ مسيرته الطويلة مع أتمتة مختلف أنواع الآلات، منها العملاق الذي يبلغ طوله أحياناً 30 مترا، والمبرمجة على حواسيب شخصية.

أتمتة الآلات الكلاسيكية
يتناول اختراع المهندس علايا مفاهيم أتمتة الآلات الكلاسيكية وبرمجتها، ولئن كان لهذا الأمر في الوقت الراهن الكثير من البدائل المستوردة، إلا أن اختراع علايا الذي سجله بداية تسعينيات القرن الماضي كان له قصب السبق في هذا الميدان على المستوى العربي.
يقول المخترع علايا: كانت الشركات الأجنبية التي تعمل في مجال الأتمتة الصناعية للفارزات والمخارط العملاقة تستخدم حواسيب خاصة غير متداولة أو تصنع لمصلحتها فقط، كشركة «هايندهاين» الألمانية أو «فانوك» اليابانية، في محاولة منها لإبقاء آلاتها أسيرة الدولة المصنعة ما يجعل من المستحيل تحريرها من الحصار التكنولوجي المفروض على استجرارها إلى بلداننا، ولا يمكن للمستثمر أو المطور القيام بأي تعديل أو تطوير لنظام التحكم، وفي حال الضرورة فعلى المستثمر شراء آلة جديدة تتوافر فيها الإمكانات المطلوبة لأن آلته القديمة تحتاج إلى برامج وتصاميم ورسوم مختلفة لقوالبها أو قطعها.
ما اسماه المخترع علايا في براءة اختراعه «نظام الأتمتة والتحكم العربي السورية» تفادى خصوصية الآلات المستوردة تلك، عبر استخدام حواسيب شخصية متوافرة بكثرة، وجعل التحكم صناعة سورية يتم تطوير برمجياتها بشكل دوري لتتاح نسخها الجديدة مجانا لمستثمري آلاته، إضافة إلى اختصار العمليات الوسيطة التي تتطلبها الآلات الأجنبية لدى نقل الرسم الصناعي إلى التشغيل والعديد من المزايا الأخرى.. بما يحقق في كليته العديد من المزايا كاستخدام اللغة العربية وتوفير نفقات الحوسبة والوفرة تبعا لمحليته ومرونة التطوير وسهولة التدريب وتوفير القطع الأجنبي وما إلى ذلك..

طيف من التطبيقات
ليس أسهل من احتساب الجدوى الاقتصادية للآلات التي يعكف المخترع علايا على تصنيعها ورفد السوق السورية بها، فهذا الأمر باد بوضوح تبعا لأسعار الآلات المستوردة وأكلاف التدريب والتطوير الذي تستلزمه.
ونال المخترع علايا في براءة اختراعه حماية عن منظومة التحكم وداراتها الرقمية في الآلات والحواسيب إضافة إلى حزمة برمجية للرسم والتصنيع المباشر وإلى صناعة الآلات باستخدام تكنولوجيا جديدة «الشطائر الفولاذية البيتونية المغلقة.
وطبق علايا اختراعه على مجموعة كبيرة من الآلات منها آلة عمومية تقوم بأعمال الفرازة والتثقيب وتصنيع المسننات الدقيقة مختلفة الرسم والأبعاد، إضافة إلى تصميم ذراع برمجية متعددة الأغراض، وتحويل فارزة ومخرطة يدويتين مستوردتين إلى آلات رقمية مطورة محليا.
كما طور علايا مخرطة عملاقة تعمل بنظم التحكم الرقمية لا تتوافر في القطر تبعا للأكلاف الكبيرة التي تترتب على استيرادها، وتم استثمارها في العديد من المشاريع الوطنية.

اختراعات جديدة
لا يعد الاختراع في حياة المهندس علايا مجرد «ومضة» تضيء لدى المخترع، بل هو أقرب إلى التراكم الكمي للمشاكل في ناحية ما يقابلها تراكم آخر للتفكير في حلها، وبذا تتحول المشكلة -كبيرة أو صغيرة- إلى محفز للإبداع يستكمل المخترع من خلاله معارف أفنت البشرية الكثير لتكريسها واستنباطها.
كما ليس الاختراع في حياة علايا جهداً فردياً يتطلب الاعتكاف والتفكر في حل المشاكل، ذلك أن معظم الابتكارات التي سجلها تعود إلى جهد جماعي توصل إليه ضمن فريق تقني.
فالابتكارات الخمسة الأخيرة في حياة علايا تعود أربعة منها إلى جهد جماعي عمل عليه من ضمن فريق تقني محلي، الأولى: طريقة جديدة لرفع استطاعة التيار الكهربائي وتنظيمه ومنع انقطاعه لفترة زمنية محددة، على حين الثاني فهو تصنيع سيارات مبرمجة ذات هيكل خفيف تعمل على الطاقة الكهربائية «بما فيها الشمسية» بدوران لأربع عجلات بشكل مبرمج.
الاختراع الثالث الذي توصل إليه علايا من ضمن فريق هو «إضافة محرك كهربائي إلى السيارات الحالية»، أما الاختراع الرابع فهو «نظام تحكم بمحطات الكهرباء «DCS- Scada» لمراقبة والتحكم بمحطات التوليد والتحويل، وهذا تم ابتكاره وتطبيقه مع إحدى الشركات على أول محطة من نوعها في سورية.
كما لدى علايا اختراع مستقل عمل عليه ونال عنه براءته وهو عبارة عن «طريقة مطورة لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح ذات تقنيات سهلة ورخيصة»، وتتميز بسرعة التصنيع كما لا تحتاج إلى مصانع عملاقة لإنتاجها.
هذا إضافة إلى اختراع جديد قيد الحصول على البراءة من وزارة الاقتصاد ريثما تنتهي اللجان العلمية من دراسته، وسنعود إلى نشر تفاصيله حال حصول ذلك.

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...