موجةالغلاءحطّت رحالها لكن العودةإلى الأسعارالسابقةللحوم مازالت حلما

06-09-2009

موجةالغلاءحطّت رحالها لكن العودةإلى الأسعارالسابقةللحوم مازالت حلما

حطت موجة ارتفاع الأسعار والغلاء التي سبقت رمضان رحالها... فتراجعت الأسعار بعض الشيء... لكنها لم تعتدل ولم تعد إلى ما كانت عليه قبل حدوث الموجة... والأسباب عديدة بل متداخلة, فهناك زيادة في معدلات الطلب وحركة تصدير ناشطة باتجاه العراق... وبعض السلع تعد في نهاية موسمها... كالبطاطا مثلاً التي وصل سعر النوع الأول منها الى 35ل.س بسبب انتهاء إنتاج العروة الصيفية والجميع ينتظر إنتاج العروة الخريفية والتي يعد إنتاجها الأكبر. و يتوقع البعض أن تتراجع أسعار البطاطا بشكل كبير في الشهرين القادمين عندما يتم طرح الإنتاج الجديد.

يؤكد الكثير من المختصين والمتابعين لشؤون الثروة الحيوانية في سورية أن عودة اللحوم إلى أسعارها السابقة بحدود الخمسمئة ليرة للكغ المفروم والمجروم الهبرة في أسواق دمشق.. تعد نوعاً من الحلم... فالأسعار على ما يبدو وبشكل شبه مؤكد لن تتراجع عن/800/ ل.س للكغ الواحد, والأسباب ارتفاع أسعار اللحوم الحية إلى 225ل.س للكغ الواحد. ويؤكد القصابون أن أي ذبيحة لا يمكن أن يربح بها اللحام ألف ليرة إذا لم يبع الكغ بأكثر من 700 ليرة و800 ليرة للهبرة... فكما هو معلوم فإن ثلثي وزن الذبيحة الحية لا يستفيد منها اللحام.. لذلك, فالبعض يقول إن سعر وزن الكغ الحي يفترض أن يضرب بـ3 حتى يتمكن اللحام من البيع والربح وعدم الوقوع في الخسارة هذا إذا لم يعمد إلى الغش... أما أسباب ارتفاع أسعار اللحوم الحية وعدم هبوطها فتعود إلى حركة التهريب الواسعة التي تتم باتجاه العراق والتي تقدر بآلاف الرؤوس أو عشرات الآلاف وقد أشار إلى ذلك صراحةً السيد وزير الزراعة مستغرباً مطالبة مصدري الأغنام بوقف التصدير, ومسوغاً ذلك بأن التهريب إلى العراق يؤمن ربحاً أكبر وبتكاليف أقل ولا يدفع المهرب رسوماً أو ضرائب, ولا حاجة للنقل بالسيارات أو سواها.. بل الأمر يتطلب وجود اثنين من الرعاة على طرفي الحدود لا أكثر.. أيضاً من الأسباب نجد موجات الجفاف التي سيطرت على البادية منذ حوالي خمس سنوات وعلى كل مناطق تربية المواشي. وارتفاع أسعار الأعلاف بشكل جنوني في الصيف الماضي أدى إلى تدهور حالة القطيع وإلى تراجع عدده.. والغريب الذي يمكن أن يتحول إلى عامل اطمئنان أن آخر معلومات وزارة الزراعة أكدت أن حجم قطيع الأغنام يبلغ 19 مليون رأس, وهذا الرقم الجديد يعني أن الجفاف والتصدير والتهريب وارتفاع معدلات الاستهلاك بسبب وجود 1.5مليون عراقي على أرض سورية لم تؤثر إلا في خفض حجم القطيع بمقدار مليوني رأس... لكن الكثير يشكك في صحة ودقة هذا الرقم.. علماً أن وزير الزراعة قال في الصيف الماضي إنه يتوقع أن يكون عدد قطيع الأغنام بحدود 16مليون رأس... وإن محاولات تضخيم حجم القطيع سببها الاستفادة من المقننات العلفية...
 
‏ يزيد الطلب في هذه الأيام على مواد الأجبان والألبان وكل مشتقات الحليب.. وبرغم ذلك بقيت أسعارها شبه ثابتة ولم تتحرك فالأجبان البلدية تبدأ أسعارها من 130 ل.س وتنتهي بـ300ل.س إذا كانت خالية من الماء ومغلية, واللبنة بـ100 ل.س, أما الزيتون فتبدأ أسعاره بـ80ل.س وجبن القشقوان بـ340ليرة... كما أن مادة الأرز لم تتحرك أسعارها وبقي السكر على حاله في البقاليات 40ل.س وفي منافذ القطاع العام 27ل.س. ‏

شهدت أسعار الأعلاف خلال الأسبوعين الماضيين استقراراً, ولم يطرأ عليها تغيير كبير, فيمكن أن يزيد أو ينقص سعر الطن الواحد خلال كامل الأسبوع بمقدار مئتي ليرة لا أكثر... وهذا الثبات انعكس اطمئناناً وأماناً في نفوس مربي الدواجن, أما بالنسبة للحوم الفروج فقد شهدت تراجعاً جديداً من بداية رمضان إذ وصل سعر الكغ الكامل للفروج إلى 115ل.س بينما كان في بداية رمضان 135ليرة ويسوغ حالياً المتعاملون بالمادة سبب تراجع الأسعار بأن الطلب على المادة قليل وهو كالأشهر العادية.. أما البيض فعاد إلى التراجع ويباع الصحن حالياً بـ125ليرة في الأسواق الشعبية وفي بقاليات الأحياء يباع ما بين 130-140ليرة. ‏

أسواق الألبسة وأسعارها ونسب الربح والكلفة الحقيقية هي نوع من الطلاسم و الأحجيات يحتاج من يريد أن يفهمها إلى الاستعانة بعرافة أو أحد أفراد الجان... فباعة الألبسة مازالوا يشكون من الركود وتراجع الطلب ويطالبون بزيادة رواتب العاملين في الدولة حتى تتحسن أحوالهم.. لكن برغم ذلك عندما يرغب الإنسان بشراء قطعة ألبسة نسائية أو ولادية يجد أن الركود والشكوى من قلة الطلب لا محل لهما.. فالأسعار تحلق في الأعلى والرحمة بعيدة عن التعامل.. وما يزيد الأمر غرابة بشكل أكبر أن القطعة نفسها التي تعرض في الصالحية أو الحمراء أو محلات الماركات بثلاثة آلاف ليرة يمكن الحصول عليها بألف ليرة أو 700 ليرة في سوق الحميدية أو الحريقة وهي البضاعة نفسها والقماش نفسه والموديل ذاته.. وكذلك الأمر بالنسبة للأحذية.. فإذا كان البائع في الحميدية يبيع القطعة بـ700 ليرة ويقسم إنه لم يربح سوى 100ليرة فكم ربح ذلك العنيد في الصالحية عندما يصر على ثلاثة آلاف ليرة؟!! ‏

بعض المختصين يؤكدون أن السياحة ستكون على موعد جديد بعد وخلال عيد الفطر خاصة بالنسبة للسياح العرب والذين ليس لديهم أولاد في المدارس, فالموسم السياحي لهذا العام كان قصيراً بسبب ترافق رمضان مع ذروة الموسم, أما السياحة الداخلية فيمكن القول إنها انتهت مع بدء العام الدراسي. ‏

أحد باعة الألبسة المدرسية قال: كان الله في عون كل أسرة لديها أكثر من طفل في المدرسة لأن الألبسة المدرسية للطفل الواحد تزيد كلفتها عن الألف ليرة في أحسن الأحوال, أما بالنسبة للفتاة ومرحلة السابع وما فوق فإن الكلفة قد تصل إلى 1500 ليرة لكل طفل... كما أن المستلزمات المدرسية من دفاتر وحقائب و قرطاسية فهي من الأعباء الجديدة التي أضيفت على الانفاق غير العادي في شهر رمضان... ألبسة مدرسية- ألبسة العيد- متطلبات رمضان والعيد – شهر المونة. ‏

أثر الوعي الصحي وارتفاع الأسعار في سوق الحلويات سلباً, فحركة التداول, كما يصفها البعض, في أدنى مستوياتها والأسعار في أعلى درجاتها والسبب كما يقول الباعة ارتفاع أسعار السكر والجوز والفستق الحلبي... وأمام هذا الواقع, فقد قررت شرائح كبيرة عدم شراء حلويات للعيد والاستعاضة عن ذلك بالفواكه لأن أي أسرة يمكن أن توفر ثلاثة آلاف ليرة إذا اعتمدت هذه الطريقة وهذه البدائل. لكن في الوقت نفسه علينا ألا ننسى أن هناك فئة قادرة على توفير كل احتياجاتها مهما كانت الأسعار, وهذه الفئة تشتري الحلويات بحوالي 1500 ليرة للكغ الواحد. أخيراً, يمكن الإشارة إلى أن سوق العقارات مازال في غفوته, لكن لوحظ خلال الشهرين الماضيين ارتفاع في معدلات حركة إكساء الشقق الفارغة ما أدى إلى انتعاش العديد من المهن.ختاماً, صرف الدولار يوم أمس 45،90 واليورو 65،50وبيع غرام الذهب في السوق السورية 1270ليرة . ‏

محمد الرفاعي ‏

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...