مياه معلولا بين متناقضين..

20-08-2008

مياه معلولا بين متناقضين..

إن الكثافة السكانية المتزايدة في دمشق وريفها وشح الأمطار في السنوات الماضية والذي أدى بدوره إلى فاقد مائي كبير في الينابيع والمياه الجوفية جعل من البحث عن مصادر مائية جديدة أمراً ضرورياً وملحاً وهو ما دعا وزارة الإسكان والتعمير والمؤسسة العامة لمياه الشرب في محافظة ريف دمشق للبحث عن كل ما يمكن استجراره من مياه جوفية لتزويد القاطنين والوافدين والجمعيات السكنية المتنامية باطراد.‏

وعلمنا من مصادر موثوقة في المؤسسة بأن عمليات حفر الآبار وصل في بعض المناطق إلى الطبقة (الجوارسية) وهو أمر ينذر بالخطر, فالمياه الصالحة للشرب والتي وصلت إلى هناك منذ آلاف السنين وتعتبر المصدر الأساسي للمخزون المائي الاستراتيجي الوحيد والتي يجب عدم المساس بها مهددة بالنفاد هي أيضاً, ولن تغني كافة محطات معالجة المياه ومشاريع استجرارها من مناطق بعيدة وبمبالغ طائلة التي ستكلفنا عن الفاقة التي ستعاني منها دمشق وريفها من شح المياه في السنوات المقبلة إذا ما استمرت الهطولات المطرية على ما هي عليه.‏

وبعض الآبار التي حفرتها المؤسسة العامة لمياه الشرب في موقع خان العروس لتزويد سكان منطقتي عين التينة ومعلولا مياهها غير صالحة للشرب والاستخدامات الأخرى حسب قول القاطنين فهي ذات رائحة واخزة ولها طعم واضح أثناء شربها, وتثبت تحاليلهم الخاصة بأنها تحتوي على عصيات جرثومية وأخرى هوائية.ولكي يكون الكلام موثقاً فقد أرسلت بلدية عين التينة كتاباً إلى المؤسسة العامة لمياه الشرب تعلمها فيه بأن تحاليل خاصة لتلك المياه بينت أن المياه صالحة من الناحية الكيميائية وغير صالحة للاستعمال البشري والحيواني من الناحية الجرثومية ما لم يتم تعقيمها بكميات كبيرة من مادة الكلور, وهو أمر اعتبرته البلدية مسبباً لأمراض لا تحمد عقباها في المستقبل, وعليه فإن أهالي القرية رفضوا أن يشربوا هذه المياه أو يستخدموها منزلياً لأن تحليل مياه عين الفيجة يؤكد أنها غير صالحة للشرب وبناء على ذلك تم عقد اجتماع موسع في مبنى البلدية بتاريخ 12/7/2008 ضم الكثير من المعنيين وحشداً من المواطنين خرج باقتراحات عدة تتضمن إعادة ضخ مياه الشرب إلى بلدتي عين التينة ومعلولا من مشروع (المجر سابقاً) في جبعدين كحل إسعافي ريثما يتم تأمين مصدر مائي جديد واستئجار بعض الآبار الخاصة المحيطة بالمشروع لزيادة المصدر المائي وفتح بئر مياه خاص بقرية عين التينة.‏

وحين وصلت شكوى المواطنين إلى مبنى الصحيفة تبين فداحة الأمر وضرر المياه التي تضخ إليهم كمنهل وحيد لمياه الشرب كان لابد من الذهاب إلى هناك لنقف على حدود المشكلة ونرى بأم أعيننا حقيقة الأمر ولنرويها بوضوح.‏

- انطلاقتنا الأولى كانت باتجاه موقع خان العروس حيث دخلنا إلى مصب المياه الذي يغذي الشبكة وللأمانة فقد كانت المياه جميلة رقراقة لا لون لها وإنما تشوبها بعض الرائحة الممتزجة برائحة الكلور ومن النظرة الأولى تلاحظ دقة التنفيذ والمبالغ الكبيرة التي كلفها المشروع وينتابك شعور بالفرح والفخر بوجود هكذا مشاريع علماً أن مشروع خان العروس ليس بالجديد ففيه عدة آبار أخرى تغذي مناطق مختلفة من محافظة الريف وقد تمت دراسة طبيعة أرضه جيولوجياً.‏

تابعنا سيرنا قاصدين قرية عين التينة وهناك التقينا عدداً من المواطنين الذين أكدوا جميعهم عدم صلاحية المياه (برأيهم) للشرب والاستخدامات المنزلية الأخرى فالمواطن رياض يحيى أحد قاطني قرية عين التينة تحدث عن أسباب تجمع السكان أمام أحد الخزانات الموزعة في القرية قائلاً: إن المياه التي ضخت إليهم بعد افتتاح مشروع خان العروس غير صالحة للشرب وقد تسببت لولده بطفح جلدي وقد أكد له الطبيب المختص أن المياه سبب ذلك, فالماء إضافة لعدم صفائها والعكر الذي يشوبها له رائحة (زنخة) وعلى سطحها طبقة بيضاء كلسية, وأضاف إن مياه الخزانات التي قام بوضعها بعض السكان غير كافية لسد احتياجاتهم وطالب بمياه نظيفة بمقدورهم استخدامها.‏

السيدة سميرة يونس قالت: تعرضنا لعدة إصابات مرضية ولم نكن ندرك أن سببها المياه وأكدت أن المياه ذات رائحة وطعم غير مستساغين وأضافت: بالرغم من ذلك فالمياه لا تضخ إلينا إلا كل أربعة أيام الأمر الذي يؤدي إلى إرباكات جديدة.‏

السيد رفيق شعبان أحد وجهاء القرية: أكد لنا حدوث بعض الإصابات المرضية خلال الأسبوع الأول لضخ المياه تمثلت بالتهابات أمعاء وإسهالات وقد أكد له الطبيب الذي قصده لمعالجة ولديه أن سبب إصابتهما هي المياه وأضاف: لاحظنا تلوث المياه منذ البداية من خلال الرائحة التي لا تطاق ومن الطبقة الزيتية أولاً والطبقة الكلسية لاحقاً وأكد عدم جرأتهم على استخدام المياه ويكتفون بالنذر القليل من المياه الذي يحصلون عليه من الخزانات الموجودة في القرية.‏

السيد أحمد اسماعيل أمين الفرقة الحزبية في عين التينة قال: الخطأ كان منذ البداية بفتح الآبار بموقع خان العروس وكان من المفروض أن تفتح في معلولا حيث المياه متوافرة وانسيابية وليست بحاجة لمضخات فهي تنساب تلقائياً باتجاه عين التينة وبتكاليف قليلة لا تذكر, وأضاف : نحن لم نشرب وتوزيع الخزانات في القرية وتزويدها من خلال الصهاريج منظر غير حضاري وغير لائق والأمر ذاته ينطبق على سكان معلولا الذين يؤمنون مياههم من النبعة عن طريق الجرار وطالب بتخصيصهم ببئر خاص بعين التينة واستخدام المياه الحالية لسقاية المزروعات التي تسقى بمياه الصرف الصحي غير المعالجة.‏

في مبنى البلدية التقينا السيد عادل شعبان رئيس مجلس بلدة عين التينة الذي أجاب عن سؤالنا:‏

> أي التحاليل اعتمدتها وحدة المياه والبلدية ولاسيما أن هناك عدة تحاليل أجريت من قبل جهات رسمية أكدت سلامة المياه وأخرى خاصة تؤكد عدم صلاحية المياه?‏

>> اعتمدنا تحليلي وزارة الإسكان والتعمير والمؤسسة العامة لمياه الشرب اللذين أكدا أن مياه بئر خان العروس رقم (1) قبل التعقيم يبلغ عدد عصيات الكوليفورم (10) والعدد الكلي للجراثيم بلغ 43 أما خان العروس بئر رقم (3) قبل التعقيم فقد بلغ عدد عصيات الكوليفورم صفراً والعدد الكلي للجراثيم صفر أيضاً كما أكد تحليل خان العروس - خزان الرابية أن عدد الجراثيم والعصيات صفر وبذلك تكون المياه صالحة لكافة الاستخدامات.‏

وبقيت مشكلتنا في الطعم والرائحة الواضحين إضافة لوجود طبقة بيضاء على سطح المياه المعبأة في الخزانات, كما أثبت تحليل وزارة الإسكان عدم وجود نترات في المياه بينما التحليل الخاص بين أن نسبة النترات فيها بنسبة 288 ما يعني أن المياه ملوثة إلا أن السيد محافظ الريف والمدير العام لمؤسسة مياه الريف لم يعتمدا هذه التحاليل, وأضاف من غير المعقول أن تقوم الوزارة والمؤسسة بحفر آبار تكلفتها ملايين الليرات وبعمق يصل إلى 280م لتسقي السكان مياهاً ملوثة أو غير صالحة.‏

> إذا كان الواقع يثبت تلوث المياه فما إجراءاتكم عن ذلك?‏

>> لدينا تحليل أجرته المؤسسة العامة للشرب بتاريخ 1/7/2008 أكد أن المياه مطابقة للمواصفات القياسية السورية وكافة التحاليل أثبتت صلاحية المياه إلا أن الناس استاؤوا من لون ورائحة المياه إضافة إلى أن الطعم لا يزال ملحوظاً ولذلك لم يثق السكان بسلامة المياه ورفضوا استخدامها وهم يعتمدون حالياً على الصهاريج التي توزع المياه على الخزانات الأربعة التي وضعها السكان أنفسهم لتأمين ما يحتاجونه من المياه, وأضاف في آخر لقاء لي مع السيد المحافظ والسيد مدير عام المؤسسة في مدينة معلولا أكدا لي أن هناك أربعة تحاليل أجريت وبتواريخ مختلفة وجميعها أثبتت سلامة المياه وصلاحيتها وأكد لن نعرض 14 ألف نسمة في كل من معلولا وعين التينة للخطر أو الضرر إلا أن المياه فيها غاز الكبريت وهذا واقع تعلمه المحافظة والمؤسسة والحل بوضع جهاز طرد للرائحة على البئر وقد كلف السيد مدير عام مؤسسة الشرب مسؤول وحدة القطيفة التي تتبع له بوضع الجهاز وذلك بالسرعة القصوى علماً أن عدد الآبار اثنان وبغزارة 10 إنشات أي ما يعادل 70م3 في الساعة وكانت تأتينا المياه سابقاً كل 15 يوماً وكانت فرحتنا عارمة عندما ضخت المياه إلينا إلا أن فرحتنا لم تكتمل وقد اختلف علينا الطعم كثيراً وقد كنا نشرب ماء عذباً, كما ترددت إشاعات في القرية بحدوث عدة إصابات مرضية لكن لا أدري مدى صحة هذه الشائعات.‏

وأردف قائلاً: كنت متواجداً مع فريق الخبراء المختصين والموفدين من قبل وزارة الإسكان والتعمير والمؤسسة العامة للشرب لأخذ العينات التي تم تحليلها من الآبار مباشرة وبقوارير زجاجية معقمة إلا أن عبارة المياه غير صالحة ما لم تعقم وضعت الناس موضع شك وجعلتهم يتساءلون عن الأضرار المترتبة على استخدام مادة الكلور بكميات كبيرة وكلنا يعلم أن لمادة الكلور منعكسات سلبية على الصحة إذا تجاوزت النسبة المعتمدة عالمياً, وقد وعدنا المدير العام لمؤسسة الشرب باستبدال هذه الآبار فور حفر آبار جديدة.‏

الحل كما يرونه‏

> ما الحل الأمثل لإنهاء أزمة المياه ريثما يتم تنفيذ الوعد بحفر آبار جديدة?‏

>>اقترحنا إعادة ضخ مياه الشرب إلى بلدتي معلولا وعين التينة من مشروع المجر السابق في جبعدين ريثما يتم تأمين مصدر مائي جديد واستئجار بعض الآبار الخاصة لزيادة منسوب المياه وفتح بئر خاص بقرية عين التينة.‏

> هل كان هناك دراسة جيولوجية لطبيعة الأرض قبل حفر الآبار?‏

>> بالتأكيد كانت هناك دراسات وافية وشاملة وخاصة أن وزارة الإسكان والتعمير مسؤولة عن المياه في كافة أنحاء سورية إلا أننا لاحظنا طبقة بيضاء كلسية على سطح المياه وذلك بعد اختفاء الطبقة الزيتية إضافة للطعم والرائحة وحتى تاريخه لم نعرف أسباب ذلك, علماً أن كافة الآبار تقع في الحوض ذاته.‏

> هل هناك شك بتسرب المياه الآسنة ومياه الصرف الصحي إلى مياه الآبار وخاصة أن موقع العروس يقع في مجرى سيل?!‏

>> هناك بعد بينهما يصل إلى قرابة الواحد كيلو متر وليس لدينا أي شك بتسرب المياه المالحة إلى الحلوة خاصة إذا ما علمنا بوجود طبقة صخرية بعمق 300 متر منها 18م طبقة صخرية كتيمة وغير نفوذة إضافة لعدم وجود النترات بالمياه ونحن لا نعتمد التحاليل الخاصة والتي أخذت عيناتها من آبار خاصة أيضاً ونعتمد تحاليلنا فقط.‏

> وماذا عن المشاهدات العينية والملموسة لتلوث المياه?‏

>> إنها نتيجة لتفاعل الكلور مع الكلس والرائحة ستزول بمجرد تركيب الجهاز الطارد للرائحة إضافة لعمليات التعقيم المستمرة والمياه لا تزال موضع شك نتيجة للطعم والرائحة رغم الجهود الحثيثة التي تبذلها المؤسسة لإقناع السكان, وأضاف قائلاً: وصلنا تحليل بتاريخ 28/7/2008 أجراه الدكتور عبد اللطيف رمضان في مديرية الدراسات ودائرة البيئة وحماية مياه الشرب أكد سلامة المياه.‏

> لماذا التشكيك بنتائج التحاليل المخبرية الخاصة إذاً?‏

>> نحن لا نشكك بها ولكننا جهة رسمية تخاطب جهة رسمية أخرى أما السكان وانطلاقاً من حرصهم على سلامتهم وسلامة أبنائهم فقد قاموا بإجراء التحاليل على نفقتهم الخاصة حيث بلغت قيمة التحليل 3500 ل.س كما أحضروا قوارير معقمة من مؤسسة مياه عين الفيجة لأخذ عينات المياه وإجراء التحاليل إلا أننا غير مخولين باعتماد تحاليلهم تلك.‏

في المركز الصحي اختلط عليهم الأمر‏

توجهنا إلى المركز الصحي في قرية عين التينة وهناك التقينا الدكتور جوزيف سعادة رئيس المركز الصحي والكادر الطبي الموجود في المركز وسألناهم فيما إذا كانت هناك إصابات مرضية في القرية فأجاب الدكتور جوزيف قائلاً: اختلط علينا الأمر ففي مثل هذه الفترة من السنة تحدث إصابات معوية وإسهالات تكون في معظمها نتيجة لتناول الخضار والفواكه غير المعقمة وغير النظيفة إلا أننا لاحظنا زيادة في عدد الإصابات خلال الفترة الأولى من تشغيل المشروع كما لاحظنا عدة إصابات في معلولا أيضاً.‏

وأضاف الدكتور جوزيف: إن تحليل مديرية الصحة في محافظة الريف أكد سلامة المياه وصلاحيتها لمختلف الاستخدامات, إلا أن نسبة الكلور غير ثابتة في المياه وذلك لعدم وجود جهاز معايرة لمادة الكلور ومن المفروض أن تكون النسبة محدودة وثابتة.‏

>ماذا عن مخاطر وجود غاز الكبريت في المياه?‏

>>لا نعرف وذلك ليس من اختصاصنا.‏

والسؤال المطروح: ألا يتوجب على الكادر الطبي أن يبحث ويطلع على المنعكسات السلبية لمثل هذه الحالات الطارئة وخاصة أنه المرجع الطبي الوحيد في القرية?!‏

- ولوضع النقاط على الحروف وتوضيحاً لحقيقة المشكلة كان لابد لنا من التوجه إلى الدكتور عبد الناصر سعد الدين مدير عام المؤسسة العامة لمياه الشرب في محافظة ريف دمشق الذي أجاب عن استفساراتنا بكل رحابة صدر حيث بدأ حديثه قائلاً: هناك انخفاض كبير في منسوب المياه نتيجة لقلة الهاطل المطري الذي يكاد يكون معدوماً وهذه مشكلة طبيعية لا يمكننا التدخل بها وليس هناك وعي لدى كافة المواطنين بضرورة ترشيد استخدام المياه وإذا لم نقل إن معظم المصادر المائية قد جفت لابد لنا من القول إن غزارتها انخفضت إلى الثلث وهناك أزمة مياه عامة نتيجة التوسع العمراني والزيادة السكانية غير المدرجة في المشاريع السابقة ناهيك عن وجود بعض الشبكات القديمة والتي لم يتم استبدالها ما يتسبب بهدر المزيد من المياه.‏

> لماذا الإصرار على فتح الآبار في منطقة خان العروس علماً أن المياه متوافرة بغزارة في معلولا وبتكلفة أقل كما قيل لنا?‏

>> على العكس تماماً حيث لا توجد مياه في أي من معلولا وعين التينة وجبعدين والتواني وهذه المناطق كانت تغذى من مشروع واحد هو مشروع المجر الكائن في جبعدين ولغاية شهرين كانت غزارة المياه في مشروع المجر 120م3 في الساعة وحالياً غزارته لا تتجاوز 50م3 في الساعة وهذه النسبة لا تكفي لقاطني جبعدين فقط فكيف الحال بالنسبة للقرى المجاورة وقد حددنا ثلاثة مواقع في عين التينة وثلاثة أخرى في معلولا لحفر الآبار مستقبلاً ومشروع خان العروس من أكبر وأضخم المشاريع الموجودة في محافظة ريف دمشق هو يروي عدة مناطق كالقطيفة ومعلولا وعين التينة والدوير وحالياً تجري فيه عمليات حفر عشر آبار جديدة كمشروع مركزي واستجرار مياهه للمناطق التي تعاني عجزاً مائياً.‏

> ماذا عن الطبقة البيضاء الموجودة على سطح المياه?‏

>> إن كافة التحاليل التي أجرتها الجهات الرسمية تثبت سلامة المياه وعدم تلوثها ونحن لا يمكن أن نضخ مياهاً ملوثة لأي قرية أو تجمع سكاني إلا أن هناك بعض المناطق يوجد في مياهها ارتفاع بنسبة الشوارد وبما أنه لا يتوافر لدينا البديل ننبه الناس إلى أن هذه المياه هي للاستخدامات المنزلية فقط ولا تصلح للشرب ونزودها بمياه الشرب من خلال الصهاريج المعدة لهذه الغاية, وهذا الأمر لا ينطبق على مياه عين التينة ومعلولا فهي صالحة لكافة الاستخدامات.‏

وأضاف الدكتور عبد الناصر: إن المياه ليست كبريتية كما تردد بين المواطنين ففي هذه الحالة لا يمكن استجرارها وإنما فيها غاز الكبريت وهو عبارة عن غاز طيار بمجرد خروجه من البئر يتطاير مباشرة وليس له أي تأثيرات سلبية وقد وجهنا السيد رئيس وحدة مياه القطيفة بتركيب مراوح لشفط الغاز مباشرة وقبل دخوله إلى الخزانات أو تركيب المراوح على الخزانات وقبل دخول المياه إلى الشبكة لسحب الغاز.‏

> هناك تخوف وشك من قبل المواطنين فكيف نعيد الثقة إليهم بالمياه ونجعلهم مطمئنين لاستخدامها وهم على يقين بأنها تسببت لهم بعدة إصابات مرضية?‏

>> هذا الكلام عار عن الصحة ولإثارة الفتن والقلاقل في القرية ونحن كمؤسسة لا يمكن أن نضخ مياهاً ملوثة تضر بصحة القاطنين وهدفنا الأساسي من حفر الآبار هو راحة المواطن وسد احتياجاته من الماء علماً أن المبالغ التي تكلفتها الحكومة لإنجاز هذا المشروع ليست بالقليلة فقد بلغت الكلفة الإجمالية للمشروع 50 مليون ليرة سورية والمسألة هي مسألة تذوق للمياه واختلاف بالطعم ومن المعروف أن طعم المياه يختلف من منطقة لأخرى, علماً أن المياه مطابقة لكافة المواصفات القياسية ا لسورية رقم 45 المعتمدة لمياه الشرب والتي نجري التحاليل بموجبها وتحاليل مياه خان العروس مطابقة للمواصفة السورية وهي صالحة وفي حال وجود أي مخالفة ننبه الناس إليها إضافة لتعقيم المياه بمادة الكلور الضرورية لتعقيم المياه ونسبتها المتبقية في نهاية الشبكة يجب ألا تتجاوز 0.2 ملغ في اللتر الواحد وفي بداية الشبكة يجب أن تكون ما بين 0.5 - 0.6 ملغ في اللتر الواحد وهي معيرة على هذا الأساس ومن المؤكد أن زيادة الكلور تسبب بأضرار صحية إلا أننا نضعها بالنسب المحددة.‏

وأضاف الدكتور سعد الدين قائلاً: ليس هناك من سبب لأن يوعز المواطنون بعض الإصابات المرضية إلى المياه وهكذا تقييمات يجب أن تترك لأصحاب الشأن من المختصين ويجب عدم تصديق ما يقال وما يتردد من إشاعات, وهناك بعض التحاليل الخاصة التي أثبتت سلامة المياه كما قمنا بتوزيع تحاليلنا على وحدة المياه غير المضمونة وغير المعتمدة ومن غير المعقول أن تقوم الوزارة والمؤسسة بغش المواطن.‏

وقد أجرينا عدة غسولات للشبكة قبل ضخ المياه إلى المنازل وأي شبكة تضخ المياه إليها للمرة الأولى تكون فيها بعض الترسبات والشوائب إلا أن الناس مقتنعون بأنهم لا يريدون المياه ونحن لا نملك الحل البديل فمياه جبعدين غير كافية, وهناك خطة آبار احتياطية معتمدة حالياً لكافة مناطق محافظة ريف دمشق ومن ضمنها منطقتا عين التينة ومعلولا.‏

- خلال جولتنا الاطلاعية في قرية عين التينة أكد لنا القاطنون ورئيس مجلس البلدة أن المزروعات تسقى بمياه الصرف الصحي غير المعالجة وهذا مصدر للتلوث البيئي والضرر الصحي فكان لابد لنا من سؤال الدكتور عبد الناصر عن إمكانية إنشاء محطات لمعالجة مياه الصرف الصحي والتي تفتقدها أكثرية مناطق محافظة الريف حيث أجاب قائلاً: أجل هناك خطة وقد نفذنا محطة معالجة في جبعدين والتواني وهي حالياً قيد التجهيزات الميكانيكية والكهربائية حيث تم ربط خط جبعدين والتواني, كما تعاقدت وزارة الإسكان والتعمير مع مجموعة من الشركات الماليزية لتنفيذ 23 محطة معالجة إضافة إلى مخطط اقليمي للصرف الصحي ومدة التنفيذ 39 شهراً وتم تسليم مواقع 7 محطات سميت مناطق ساخنة وهي (داريا - صهيا - السبينة - الزبداني - دير مقرن - جديدة الشيباني - القطيفة - وسد حقون - ودير العصافير) وفيها الصرف الصحي ملوث كثيراً.‏

على أن يتم تسليم بقية المواقع بعد الانتهاء من دراسة المخطط الاقليمي إضافة لمجموعة محطات يمكن دخول قسم منها بالخدمة خلال العام الحالي والقسم الآخر خلال العام القادم وتقوم بتنفيذها وزارة الإسكان ومؤسسة المياه ولدينا حالياً 9 محطات قيد التنفيذ ومحطتان قيد التعاقد للتنفيذ.‏

ومن المتوقع أن تبلغ تكلفة تنفيذ ال 23 محطة مع 15 وحدة تنقية مياه قرابة 60 مليون يورو بتمويل, نصفه قرض للماليزيين ونصفه الآخر تمويل حكومي سوري, أما بقية المحطات ال 11 التي تقوم المؤسسة بتنفيذها فكلفتها الإجمالية قرابة 2 مليون ليرة سورية, وهكذا سيكون ما نسبته 70% من الصرف الصحي معالجة في محافظة ريف دمشق وهذه من أكبر النسب في العالم.‏

كلمة أخيرة قالها الدكتور عبد الناصر: نتمنى أن تكون هناك ثقة في التعامل ما بين المواطن والمؤسسة ونحن على استعداد لمعالجة أي مشكلة وعلى مرأى من المواطن وليكن على يقين أن هدفنا هو مصلحته وراحته أولاً وأخيراً.‏

ابتسام الحسن

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...