نتنياهو يلتف على دعوة أوباما:وقـف الاستيطان مع توسيعه!

25-05-2009

نتنياهو يلتف على دعوة أوباما:وقـف الاستيطان مع توسيعه!

صمّت إسرائيل، أمس، آذانها مجدداً عن الدعوات الغربية لوقف الاستيطان، حيث خرج الاجتماع الأسبوعي لحكومة بنيامين نتنياهو، أمس، بمواقف ملتوية، مفادها أنّ الدولة العبرية لا تنوي إنشاء مستوطنات جديدة لكنّها ستواصل البناء في المستوطنات القائمة تحت ذريعة «النمو الطبيعي»، في وقت أبدى وزير خارجيتها افيغدور ليبرمان معارضته للانسحاب إلى حدود العام 1967، مشيراً إلى أنّ انسحاباً كهذا لن يجلب الأمن والسلام.
يأتي ذلك، في الوقت الذي فتحت فيه حكومة نتنياهو المجال أمام إقرار مشروع قرار عنصري جديد ضد فلسطينيي العام 1948، يقضي بمنعهم من إحياء ذكرى نكبتهم.
وأعلن نتنياهو خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته أنّ إسرائيل مصممة على الاستمرار في توسيع المستوطنات القائمة في الضفة الغربية، لكنها لا تنوي إنشاء مستوطنات جديدة، معتبراً أنه «من غير المنطقي ان يطلب منا
عدم الاستجابة للنمو الطبيعي ومنع أي أعمال بناء في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)»، وهو ما كان طالب به الرئيس الاميركي باراك أوباما عندما التقاه في الاسبوع الماضي.
من جهة ثانية، قال نتنياهو إنه «خلال احتفالات يوم القدس (ذكرى احتلال القدس الشرقية) توقفت عند الأهمية التي نوليها للحفاظ والتطوير لجبل الهيكل (الحرم القدسي) وحائط المبكى (البراق) والبلدة القديمة». وأضاف «كنت أريد أن نصل إلى وضع تتوقف فيه مغادرة سكان القدس للمدينة والانتقال للسكن في تل أبيب، لا بل إني أريد من سكان تل أبيب الانتقال إلى السكن في القدس».
ويأتي حديث نتنياهو في وقت أشارت معطيات رسمية، نشرت مؤخراً، إلى أنّ ميزان النزوح من وإلى القدس سلبي، وأن عدد اليهود الذين يغادرون المدينة المحتلة أكثر من الذين يقدمون للاستيطان فيها.
إلى ذلك، قال نتنياهو إن لديه «بعض التحفظات في ما يتعلق بدولة فلسطينية ضمن اتفاق حول الوضع النهائي»، مضيفا أنّ «هذه الأمور تم التعبير عنها بوضوح أمام الرئيس (الأميركي باراك اوباما) في واشنطن». وأضاف «عندما نتوصل إلى اتفاق على الجوهر، فإننا سنتوصل إلى اتفاق على المصطلح» اللغوي. وتابع «نريد ان يضمن أي اتفاق دائم علاقات سلمية مع الشعب المجاور لنا. وننتظر من الفلسطينيين ان يتوقفوا عن تعليم الكراهية تجاه إسرائيل».
من جهته، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أنه «ينبغي أن ندرك أن العودة إلى حدود العام 1967 في الظروف الحالية لا تؤدي إلى نهاية الصراع، ولن تحقق الأمن أو السلام، بل ستنقل الصراع إلى داخل حدود 1967». وأضاف أن «لا جدوى من نشر مبادرة سلام أخرى»، معتبراً أنّ «المسار الصحيح هو خريطة الطريق وبموجب مراحلها».
أمّا وزير الدفاع إيهود باراك فتطرق إلى مسألة إخلاء البؤر الاستيطانية، مشيراً أنّ عدد البؤر الذي التزمت إسرائيل بإخلائها هو 26، تم إخلاء ثلاث منها والاتفاق على بؤرة أخرى. وأضاف «سنعالج البؤر الـ22 المتبقية بالشكل الصحيح، وإذا لم يتسن ذلك بالحوار فسيتم ذلك بصورة أحادية الجانب».
في المقابل، رفض وزير الداخلية الإسرائيلي إيلي يشاي، من حزب «شاس» الديني، إخلاء هذه المستوطنات، معتبراً أن «سياسة تفكيك البؤر الاستيطانية المتبعة ليست متجانسة وليست صائبة، فهناك بناء غير قانوني في الجانب الفلسطيني ولدى عرب إسرائيل (فلسطينيي العام 1948)، وآمل أن تكون هناك سياسة موحدة». وأضاف «علينا ألا نقبل بالإملاءات... لكن علينا أيضاً تجنّب الصدام مع الأميركيين».
بدوره، اعتبر ليبرمان أنه «في حال كانت هناك حاجة لتفكيك هذه المستوطنات، فيجب ان يتم ذلك في إطار منظم لخطة شاملة». وأضاف «قد يكون من المناسب إعادة النظر في خريطة الطريق في كل المراحل التي تنص عليها، وفي هذا السياق، إذا كان من الضروري تفكيك المستوطنات العشوائية فسنفعل ذلك».
أمّا وزير الشؤون الإستراتيجية موشيه يعالون فأكد أنّ «إسرائيل لن ترضخ لإملاءات الولايات المتحدة ولن توقف بناء المستوطنات»، مشدداً على أنّ حكومته لن تسمح لواشنطن بأن «ترسم لنا سياساتنا أو تهددنا».
يأتي ذلك، في وقت ذكرت حركة «السلام الآن» الإسرائيلية أنّ ألفي مستوطن إسرائيلي يعيشون في قلب الأحياء الفلسطينية في شرقي القدس المحتلة ضمن خطة مدعومة من قبل الحكومة الإسرائيلية لتعزيز السيطرة الإسرائيلية على المدينة، علما بأن هذه المعطيات لا تشمل المستوطنين الذين يعيشون في ما يسمى «الحي اليهودي» في القدس القديمة ومستوطنات كبرى مقامة في القدس وأبرزها التلة الفرنسية وبيسجات زئيف وهار حوماه ومعاليه ادوميم.
وأضافت المنظمة أنّ «المستوطنات اليهودية داخل الأحياء في شــرقي القدس تهدف إلى خلق وضع غير قابل للتغيير سيمنع أية تسوية لموضوع القدس في إطار حل الدولتين.

المصدر: وكالات

إقرأ أيضاً :

الخيارات الإسرائيلية بعد لقاء نتينياهو - أوباما
هل يلجأ نتينياهو إلى خيار مسار التفاوض المزدوج مع السوريين والفلسطينيين وهل لديه الشجاعة لطرح صيغة «الأرض مقابل السلام»

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...