نوال السعداوي: شيوخ الأزهر ضد العقل

08-03-2007

نوال السعداوي: شيوخ الأزهر ضد العقل

 وجهت الكاتبة والطبيبة المصرية نوال السعداوي انتقادات واسعة لشيوخ الأزهر في مصر باعتبارهم "يقفون ضد العقل ويعبدون إله الحرف والنص الجامد". كما تحدثت عن الجدل القائم حول مسرحيتها (استقالة الإله في اجتماع القمة) قائلة "مسرحيتي نوع من الخيال، تتناول الإله بمفهوم العدل والحب والعقل، والإله الآخر الذي هو إله الكتب الجامدة ، والتي يختلف عليها المفسرون وتحدث حروب شرسة بينهم". وأردفت "والذي يستقيل في المسرحية هو إله النصوص الجامدة الذي يدعو إلى تكفير الآخر، احتقار المرأة ، العنصرية وكراهية الآخر، ولكن إله العدل هو الذي يبقى"، و"لو تبنينا فكرة أن الله هو العدل سوف ندخل مرحلة جديدة في الفكر والمسرحية حول هذا الموضوع.و تابعت "اعتبر البعض أن الموضوع برمته تطاول على الإله، لأنهم يعبدون النصوص ولا يعبدون العدل، لو أن الأزهر كان يعبد إله العدل والعقل لوقف ضد الاستعمار والحكومات الظالمة، كان الأزهر دائماً يصفق للاستعمار والملك، لذلك فهو يدافع عن إله النصوص لا يدافع عن إله العدل، ولهذا تصدى للمسرحية ولي"وسخرت السعداوي من الكلام القائل بتصدي الأزهر للمثقفين، واصفة ذلك بـ"المضحك فعلاً" مردفة "ليتهم يتصدون للفقر والظلم والفساد"، و"الأزهر يعطي صورة سيئة وجامدة عن الإسلام ويضر بالدين، لأنه لا يستند إلى العقل والله إله العقل وليس إله يخرج من المطبعة ولا إله الحرف".وفي سؤال لها عن الحد الفاصل بين الإبداع وما يعتبر انتهاكا للقيم، فأجابت السعداوي (75 عاماً)، "من الذي يحدد، المبدع أو المبدعة هو الذي يحدد ما يكتب، خياله فقط، كلما انطلق الخيال كان أفضل، لا يحق لأحد أن يراقب خيال الآخرين و لا يفتش عن خيال الآخرين، الخيال هو الذي طور العالم، البشرية لم تتقدم إلا بسبب الإبداع الفكري، لا حدود للإبداع وأنا من يحدد ، ننطلق إلى الخيال، من يحدد العقل هو العقل". واستطردت "ويبقى الحكم للقراء، بإمكانهم عدم شراء الكتب التي لا يريدونها، ومن يحكم على الإبداع أيضاً هم نقاد الأدب والمسرح، النقاد الحقيقيون هم الذين يمكن أن يحكموا ولكن لا نقاد حقيقيين في بلادنا لأنهم يخافون السلطة".وفي تعقيب حول إن كان الإسلام يقمع المرأة، قالت "لا يوجد إسلام واحد، إسلام الصومال، وإسلام تونس، و لا توجد مسيحية واحدة، كل نظام سياسي يفسر الدين كما يشاء، يجب وضع الأديان في النظام السياسي الذي يحكمها". وتابعت "القرآن نفسه له مئات التفاسير، الآية الواحدة تفسرها مئات المدارس بشكل مختلف ومن هنا يأتي القمع، لأن كل طرف يبحث عن مصلحته والضحايا هم المرأة والفقراء الضعفاء والأقليات، هذه هي مشكلة الدين، "بالبداية الدين هي أيدلوجية سياسية، الكتب السماوية هي كتب سياسية، و اقتصادية، كتاباتي تنتقد الفكر السياسي المختلف في الأديان، الفكر الذي يعتمد على النص وليس الروح ولا الجوهر" فـ"الله هو إله العدل، العقل، الحب والحرية والجمال".وعن سبب خروجها من مصر، قالت السعداوي، "تلقيت ست دعوات من هولندا وبلجيكا والولايات المتحدة الأمريكية للحصول على الجائزة الدولية للأدب الإفريقي، ودعوة لأن أكون أستاذه زائرة لجامعة أمريكية، في البداية لم أرد عليها على اعتبار أني أكتب رواية طويلة، (لم تكشف عنها)، منذ سنتين وأنا أكتب وأحتاج إلى جو هادئ". وواصلت "جاءت النيابة في مصر لتطلبني للتحقيق في 28 كانون الثاني/ يناير على خلفية قضية ردة مرفوعة ضدي، على أساس إني مرتدة عن الإسلام ويطالبون بتطبيق الحرابة علي بمقتضى قانون الحسبة (قانون قديم على أساس ديني مخالف للدستور المصري) فوجئت كيف تخضع مصر للحسبة وغضبت من النيابة ومن الحكومة المصرية التي تستلم للتيارات الدينية المتطرفة". وقالت "الحكومة المصرية متعاونة مع هؤلاء الأشخاص، الظلاميين، الحكومة ضدي، كيف سأكتب تحت تهديدات، جو فساد ثقافي ، واقتصادي، وسياسي والدم في كل مكان، والفقر وكل ذلك". وأردفت "يجب أن أخرج لأتنفس، خرجت من مصر يوم 4 شباط/فبراير إلى هولندة ثم إلى بروكسل إلى 9 شباط/فبراير الماضي، وسأسافر خلال أيام إلى جامعة وست فرجينيا في أمريكا لاستلام الجائزة الدولية للأدب الإفريقي، سأعود للاستقرار في مصر".وشددت السعداوي "خروجي من مصر ليس هروب بل تلبية لدعوات قائمة والبحث عن هواء نقي للكتابة، سأعود إلى مصر طبعاً، عائلتي وأهلي ، ولدت في مصر وأموت في مصر". وحول حجاب النساء العربيات المهاجرات، قالت "هن يقلن أن الحجاب دفاعاً عن الهوية، وأنا أقول أي هوية هذه"، فـ"هوية المرأة المسلمة: العقل، يجب أن تحارب القمع و الاضطهاد والتفرقة في أوروبا وفي كل مكان بالعقل والتنظيم السياسي وليس بغطاء الوجه أو الرأس، العملية مضحكة، وانحراف عن النضال، الحجاب فهم خاطئ للهوية، هويتي عقلي وليس تغطية وجهي". واستوجبت أن "يحارب الإنسان حيثما يكون من أجل العدالة والمساواة، فالمفروض العدالة في كل مكان، لا نحارب بغطاء الرأس، بل العقل و لا بالسيف ولا البندقية، أنا ضد الإرهاب، نحارب بالوعي والتنظيم السياسي لتغير القوانين التي لا تدعو لمساواة الجميع".واستطردت "النضال ضد عدم المساواة يجب أن يكون في كل مكان في بلادنا أو في أوروبا وأمريكا".ووجهت السعداوي خطابا إلى المرأة العربية قائلة "أيتها المرأة العربية ناضلي بعقلك، لا بغطاء الرأس أو الوجه، الحجاب لا علاقة له بالأخلاق، لا علاقة له بالهوية و اربطي بين قضية تحرير المرأة من القهر الجنسي و الاجتماعي بقضية تحرير الوطن كله من الاستعمار، "لا انفصال بين القضايا الخاصة بالمرآة والقضايا العامة السياسية والاقتصادية".وتابعت "أنا لسنا ضد الرجل، أنا مع الرجل المستنير الذي يناضل ضد النظام الطبقي، وأنا أيضاً ضد المرأة والرجل الغير المستنيرين، أنا لا أقسم الناس إلى رجال ونساء حسب التشريح، وإنما حسب العقل وطريقة العمل للتخلص من الظلم على مستوى الدولة أو الأفراد".وحول الحملة المضادة للإسلام حالياً، قالت السعداوي "أنا ضد اعتبار الإسلام عدواً" فـ"بعد سقوط الشيوعية، تبحث الرأسمالية عن عدو، لأنها لا تعيش بدون إنتاج الأسلحة، لذلك خلقت عدوا آخر هو الإسلام، يجب ألا نشارك في هذه الحملة ضد الإسلام، لأنها حملة استعمارية".وقالت "المسلمون أنفسهم يعطون صورة سيئة للإسلام" و"أنا أعطي صورة جيدة للإسلام لأني أعطيه صورة إسلام العقل، الإسلام المتفتح وإسلام العدل والإنسانية، ولا توجد فروق بين الأديان". وحول المثقفين، أكدت السعداوي أن "هناك أنواعاً من المثقفين، مثقفي السلطة، منافقين ونجوم إعلاميين، مثقفي التيارات الدينية، وهؤلاء خطيرين، مثقفين يركبون الموجة والأقلية مثقفي الضمير وهؤلاء وقفوا معي في كل البلدان، هناك حملة مصرية – عربية – عالمية لمساندتي".ويذكر أن السعداوي من أهم الوجوه النسائية العربية المثيرة للجدل بسبب آرائها المضادة للحكومات والمناهضة للمؤسسات الدينية والداعية إلى تحرير المرأة العربية على مختلف المستويات، في إطار العمل على تحرير الوطن كله من " الظلم والظلام"، حسبما تقول في الكثير من أحاديثها التي تتناقلها وسائل الإعلام.

المصدر: آكي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...