هالة الفيصل: استخدمت جسدي لأعبر عن أفكاري

11-03-2007

هالة الفيصل: استخدمت جسدي لأعبر عن أفكاري

تعرض الفنانة التشكيلية الأميركية من اصل سوري هالة الفيصل لوحاتها امام الجمهور في أضخم فنادق العاصمة السورية. وتفضل الفيصل (49 سنة) التركيز على الوجوه الإنسانية، مستبعدة من معرضها اللوحات العارية بالاتفاق مع كل الأطراف على «اعتبار ان زوار الفندق من مختلف الناس وربما يوجد من بينهم من لا يحب ان يرى لوحات كهذه». ويضم 45 لوحة ذات أحجام مختلفة، ويستمر مدة شهر.

وترسم الفيصل الجسد الإنساني والوجوه التي تنتمي الى عالم الأحلام واللاوعي بطريقة حرة، وتعبّر عنها بطريقة تسيطر عليها الألغاز من ناحية والعوالم السحرية والعقل الباطني من ناحية اخرى. وتقول الرسامة التشكيلية لـ «الحياة»: «لم تكن عندي مشكلة في عرض اللوحات العارية، لكنني فضلت التركيز على الوجوه، خصوصاً العين لأنها نافذة الروح وانعكاس للمعاناة الداخلية التي يعيشها الإنسان».

وصنعت الفيصل من نفسها عملاً فنياً حين تجردت من ثيابها في ساحة واشنطن (سكوير بارك) في نيويورك، ووقفت عارية تماماً وكتبت على ظهرها عبارات تطالب بإيقاف الحرب في العراق سنة 2005.وتوضح في هذا السياق «ما قمت به كان عملاً فنياً، فبدلاً من ان أستخدم قماش اللوحة، استخدمت جسدي لأعبّر من خلاله عن أفكاري، كوني كنت أدافع عن شيء نبيل، إذ كان الحدث فظيعاً، ويفوق الجنون».

وتضيف الفيصل: «كنت معارضة للسياسة الأميركية وعبّرت عن رفضي لهذه السياسة في عقر دارها. تعّرضت لبعض الانتقادات، لكن ما قمت به لم يكن مشيناً. انا ذهبت في وضح النهار الى ساحة واشنطن ووزّعت مناشير ودعيت كل الناس الى ان يقوموا بالعمل نفسه معي».

وشدّدت على ان ظهورها عارية هـــو إشـــارة الى ان الإنسان العاري شخص ضعيف لا يمكنه ان يقوم بالحرب، «بينما اصبح الإنسان الآن متوحشاً أكثر من الحيوان عندما يقتل في سبيل مصالحه».

وتصنّف هالة فيصل نفسها من المدرسة التعبيرية في الفن التشكيلي وليست من المدرسة التجريدية، على اعتبار ان «الواقع يحفل بأشياء كثيرة يجب ان نعبّر عنها ولم نصل للحد الذي نستخدم فيه التجريدية الموجودة في بعض الدول الراقية التي حلّت جميع مشاكل الإنسان».

وتقول: «اخترت طريق الفن في الحياة وعندي رأي أريد ان أعبّر عنه من خلال لوحاتي، ولكل إنسان طريقته في التعبير، فالسياسي يقول رأيه في منشور سياسي والكاتب في روايته أو قصته والشاعر بأسلوبه». وتعبر الفيصل عن شعورها بأن المرأة في المجتمعات العربية «لا تزال تحمل في داخلها الحزن والألم والمعاناة والخوف من التعبير عن رأيها». وتضيف: «أغلب الوجوه في معرضي هي وجوه لنساء عندهن ألم وحزن ولكن من دون تشاؤم». وتتابع: «قبل سفري كان عندي خوف وتردد كبيران لكن سرعان ما تخلصت منهما وتعلمت ان أقول رأيي». وتعتبر الفنانة التشكيلية ان المرأة العربية تحاول أن تتحرّر «لكن التحرر ليس في المظهر الخارجي، ومن المفترض ان تعمل وتقرأ وتنمِّي روحها وأن يكون اهتمامها بداخلها مثل اهتمامها بمظهرها الخارجي».

ولا تضع فيصل اللـــوم علـــى الرجل في نظرته الى المرأة «التي لا تزال تنحصر في الموضوع الجنسي»، وإنما الى التربية والتنشئة الاجتماعية التي تربى عليها.

ودرست الفيصل التي تعيش الآن في الولايات المتحدة الأميركية الديكور في «المعهد العالي للسينما» في موسكو، والنحت في نيويورك، والرسم في مدرسة الفنون الجميلة في باريس. وهي من خريجي كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق.

نور الدين الأعثر

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...