هنري تروايا يرحل عن أكثر من 100 كتاب

06-03-2007

هنري تروايا يرحل عن أكثر من 100 كتاب

غيّب الموت الكاتب الفرنسي، من أصل روسي، هنري تروايا (واسمه الحقيقي ليون أصلانوفيتش تاراسوف) عن عمر يناهز 95 عاما، وفق ما أعلنت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية في عددها الصادر نهار أمس الاثنين. وهو يعد أحد أشهر الكتاب الفرنسيين، حاز جائزة «غونكور» العام 1938 عن روايته «L"Araigne» مثلما كان عميد الأكاديمية الفرنسية وأقدم أعضائها إذ انتخب في العام .1959
عُرف عنه غزارة نتاجه إذ له أكثر من 100 كتاب، وانتظامه بالعمل، مثلما اشتهر بكتب السِير التي كتبها وبخاصة تلك التي تناولت رجال الأدب الكلاسيكيين الروس والفرنسيين. كان يصف نفسه بأنه «شخص مريض بالكتابة، خارج الحياة بالتأكيد» من هنا لا يشكل الأمر مفاجأة فيما لو عرفنا أنه كان يصدر كل سنة، ولفترة طويلة، رواية كما كتاب سيرة شخص ما، ما كان يسبب الفرح الشديد لناشره، إذ كانت كتبه تشهد نجاحا جماهيريا كبيرا، لدرجة أن الفرنسيين اختاروه العام ,1994 كاتبهم المفضل. هذا الأمر عاد وتحدث عنه في العام ,2003 بعيد صدور مجموعته القصصية «المانع الأبدي» إذ قال «لسنا في مسرح حيث يستطيع المرء أن يصاب بالفرحة حين يتجاوز عدد العروض المئة عرض». لكن مجموعته هذه لم تكن كتابه الأخير، إذ عاد وأصدر لاحقا ثلاثة كتب في العام 2004 وكتابا واحدا عبارة عن سيرة للكاتب ألكسندر دوماس العام ,2005 ورواية أخيرة العام 2006 بعنوان «الحوش»، وفق اللائحة التي نشرها موقع الأكاديمية الفرنسية الالكتروني.
يغرف أدب تروايا أسلوبه من واقعية القرن التاسع عشر، ما جعله أحد أكثر الكلاسيكيين حضوراً في العصر الراهن، وبخاصة خارج حدود فرنسا (ترجمت بعض كتبه إلى العربية). كان ابناً لتاجر روسي، ولد في الأول من تشرين الثاني العام 1911 في موسكو. غداة الثورة العام ,1917 توجب على عائلته المغادرة، وبعد رحلة طويلة وصلت إلى فرنسا العام .1920
وعلى الرغم من أنه عشق الأدب منذ أيام الثانوية، إلا أنه درس الحقوق في الجامعة، وبعد أن حاز الجنسية الفرنسية، عمل ككاتب تقارير في مركز شرطة «السين» وأصدر يومها روايته الأولى «نهار خاطئ» التي حازت جائزة «opuliste». بعد ثلاث سنوات، توج على قمة الرواية بعد حصوله على «غونكور»، وقد باعت روايته هذه 100 ألف نسخة في الأيام القليلة التي أعقبت الجائزة. هذا النجاح، جعله يتخذ القرار بأنه لن يعود مطلقا إلى بلاده، مفضلا على الواقع ما كان يسميه «روسياه الداخلية» إذ قال «إن الثلج أنظف في أحلامي».
لم يكتب تروايا إلا باللغة الفرنسية، وغالبية كتبه صدرت عند ناشر واحد هي منشورات «فلاماريون». ومع ذلك، فقد شكل له مسقط رأســـه معين وحـــي لا ينضب، وبخاصة في ما يتعلق بكتب الســـير الشخصية، كـــذلك كتب ســـير الكتاب الفرنسيين.
من هنا جاءت كتاباته المتخيلة لتمزج بين القصص والسرديات النفسية، كما تلك السلاسل الروائية التي تقع في العديد من الأجزاء، والتي عرفت نجاحا كبيرا، من مثل، «طالما بقيت الأرض» (1947)، «البذور والحصاد» (1953)، «نور العادلين» (1959)، «الموسكوفي» (1974)، الخ...
في العام ,2003 أدين بسبب «تشويه الحقائق» في السيرة التي كتبها عن جولييت درويه، عشيقة فيكتور هوغو التي كان نشرها العام .1997 .

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...