واشنطن: إهانة إسرائيلية قوضت السلام

14-03-2010

واشنطن: إهانة إسرائيلية قوضت السلام

اعتبرت الولايات المتحدة أن قرار الحكومة الإسرائيلية بشأن الاستيطان في القدس الشرقية إهانة لها ويتعارض مع روح زيارة نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن، في حين قالت السلطة الفلسطينية إنها تنتظر رد واشنطن على طلب وقفحكومة نتنياهو (يسار) أحرجت بايدن فوقعت في الخطر وفق مسؤول أميركي الاستيطان ورحبت بموقف الرباعية المندد بالقرارات الإسرائيلية.
 واعترضت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس على قرار إسرائيل بناء مستوطنات جديدة في القدس المحتلة، وأبلغته بأن الموافقة الإسرائيلية في الآونة الأخيرة على ذلك "إشارة سلبية للغاية بشأن نهج إسرائيل تجاه العلاقات الثنائية وقوضت الثقة في عملية السلام".
 وقال مسؤول أميركي إن ما أقدمت عليه حكومة نتنياهو يضعها في وضع خطر. ومن جهتها تمسكت السلطة الفلسطينية بمطالبة واشنطن بضمان وقف الاستيطان شرطا لبدء مفاوضات غير مباشرة.

وخلال مقابلة في نيويورك مع شبكة سي أن أن، اعتبرت كلينتون أن هذه التطورات لا تضع العلاقات الأميركية الإسرائيلية في خطر واصفة إياها بأنها "دائمة وقوية"، ولكنها أضافت أن "إعلان بناء المستوطنات في نفس يوم وجود نائب الرئيس هناك أمر مهين".
من جهة أخرى قال مسؤول في البيت الأبيض إن ما أقدم عليه نتنياهو من إعلان بناء 1600 وحدة سكنية وقت وصول بايدن إلى إسرائيل يضع ائتلاف حكومته في وضع خطر، وإن العلاقة بينه وبين واشنطن ستمر بفترة غير مأمونة في المرحلة المقبلة.
 وأوضح أن مستقبل حكومة نتنياهو "محفوف بالمخاطر" بسبب الانقسامات داخل ائتلافه بشأن جهود متابعة إحلال السلام مع الفلسطينيين.

وقال المسؤول الرفيع بإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما عن إعلان إسرائيل الموافقة على التوسع الاستيطاني "الإسرائيليون يدركون أن الطريقة الوحيدة للبقاء على الجانب الإيجابي دوليا ومعنا تتمثل في عدم تكرار" مثل هذه القرارات. وتكهن طالبا عدم نشر اسمه بسبب حساسية الأمر بأن إسرائيل ستمر "بفترة غير مأمونة خلال اليومين أو الأسبوعين المقبلين" وفق وكالة رويترز.
على صعيد متصل، قال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات السبت إن السلطة الفلسطينية تنتظر الرد الأميركي بشأن طلب إلغاء القرارات الاستيطانية الأخيرة لإسرائيل لحسم موقفها بشأن المفاوضات والذي يتوقع أن يحمله المبعوث الأميركي للسلام جورج ميتشل.

وقال عريقات في بيان صحفي إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبلغ واشنطن أنه سيكون من الصعب جدا التوجه لأي محادثات دون إلغاء القرار الإسرائيلي ببناء 1600 وحدة استيطانية في القدس الشرقية والتعهد بعدم القيام بأي عطاءات أو نشاطات استيطانية في المستقبل.

ورحب عريقات ببيان اللجنة الرباعية الدولية الذي أدان القرارات الاستيطانية الإسرائيلية، ودعاها إلى إلزام الحكومة الإسرائيلية بإلغاء هذا القرار.

وكانت اللجنة التي تضم الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، قد أصدرت بيانا الجمعة قالت فيه إنها "تدين قرار إسرائيل السماح ببناء وحدات سكنية جديدة في القدس الشرقية". ودعت اللجنة "جميع المعنيين إلى دعم استئناف سريع للحوار".
ومن جهتها صرحت الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون السبت بأنها ستسعى لاستئناف محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين عندما تتوجه إلى المنطقة في الأيام المقبلة، على الرغم من أنها أقرت بصعوبة ذلك بسبب التوتر الحاصل بين طرفي التفاوض.

يذكر أن إطار المحادثات الذي تقترحه واشنطن يتيح لنتنياهو أن ينقل مواقفه فيما يتعلق بالقضايا الحساسة للوسيط الأميركي بدلا من إبلاغها للفلسطينيين مباشرة، ولكن مسؤولين إسرائيليين يقولون إن نتنياهو يقاوم ضم القضايا الأساسية لمرحلة المحادثات غير المباشرة، الأمر الذي يلقي بظلاله على المحادثات برمتها.


المصدر: الجزيرة + وكالات 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...