40 إنساناً ناموا في العراء.. إثر الانهيارات«العشوائية»على سفح قاسيون

21-10-2008

40 إنساناً ناموا في العراء.. إثر الانهيارات«العشوائية»على سفح قاسيون

فقدت عشر عائلات، في حي زين العابدين أمس الأول، منازلها لتبيت ليلتها الأولى «بعد الانهيار» في العراء أو في منازل بعض الجيران المشكورين، وقد جاءت انهيارات البيوت الثلاثة المتلاصقة «حسب السكان» نتيجةً لتسرب في مواسير المياه الرئيسية التي تغذي الحي بأكمله، وقال الأهالي الذين تجمعوا حول الأسر المتضررة: «إن أربع عائلات تضررت من الحادثة، أكبرها عائلة كايد علي مرعي التي تتألف من أربع أسر تقطن في بيت واحد مؤلف من ثلاث طبقات وعدد أفرادها 20، أما ثانيها فعائلة طاهر أحمد ناطورة المؤلفة من أربع أسر وتعد 15 فرداً، وأصغرها عائلة عباس منذر المؤلفة من أسرتين والتي تعد ستة أفراد». وأضاف عباس منذر «أحد المتضررين»: «إن سبب الحادث هو تشبع التربة الحاملة للمنازل بالمياه التي تسربت من إحدى مواسير المياه الأساسية ما أدى إلى تشقق الأرض، ما نبه بالتالي السكان إلى بوادر الانهيار.. 
 ولكن جاء التنبه متأخراً، فبمجرد أن نضحت المياه عبر أرضيات البيوت بدأت الجدران بالتصدع فما كان من أهل الحي إلا المسارعة بإخبار الطوارئ التي لبت مشكورة»، ومن جهته أرجع عضو مجلس المحافظة أسامة مكية السبب في التصدع والانهيار إلى تسرب في أنابيب مياه الشرب وأنابيب الصرف الصحي، مبيناً: «إن المحافظة عملت على تطويق البيوت منعاً من تعرض سلامة السكان للخطر، وأنه تم قطع المياه والكهرباء عن البيوت المنهارة منعاً لأي حادث يهدد سلامة السكان والعمال الذين بدؤوا منذ ليل الأحد-الإثنين بتنفيذ عملية هدم تحت الإشراف لهذه المنازل المتضررة»، وعن الجهود المبذولة لتبيان أي خلل مشابه قد يهدد المنازل المحيطة أكد السيد مكية أن مهندسين تابعين للمحافظة بدؤوا بإجراء دراسة للتربة التي تتوضع عليها المنازل القريبة لتحديد مدى الأخطار وجديتها، والاستعداد لأي حادث مشابه في المستقبل، وخاصةً أن المكان على مايبدو قد تشبع بالمياه المتسربة. أما عن أحوال العائلات المتضررة فتحدث مختار حي قاسيون والجادات العليا علي مشهدية موضحاً أن مشكلة هذه المنطقة بأسرها هو أنها مسجلة لملكية محافظة دمشق، أي إنها أموال عامة، الأمر الذي قد يعيق تعويض المتضررين الذين ناموا ليلتهم الأولى بعد الانهيار إما في العراء وإما في بيوت أهل الخير من الجيران، وأكد السيد مشهدية أنه تمت الموافقة على فتح إحدى المدارس الموجودة في المنطقة لاستخدامها ملجأً للسكان البالغ عددهم نحو 40 فرداً «منهم الصغار والنساء»، وهذه المدرسة هي «مدرسة الكهف» الخالية من الطلاب حالياً والتي تم ترميمها مؤخراً لافتتاحها كمدرسة إعدادية بغية تخديم أبناء الحي، ومن المنتظر أن يتم فتح المدرسة لاستقبال المتضررين قبل حلول المساء «من يوم أمس الإثنين».
أما عن الأضرار التي تسببت بها الانهيارات فيقول طاهر ناطورة «أحد المتضررين»: «ليس هناك أضرار جسدية والحمد لله، لكن الأضرار المادية شبه كاملة فالبيوت بدأت بالانهيار وهي الآن مغلقة في وجهنا ولا نستطيع أخذ الأغراض الموجودة داخلها لكون عناصر المحافظة والبلدية يمنعوننا من الدخول حرصاً منهم على سلامتنا، ولا تزال كل موجودات البيت داخله حتى اللحظة» وكانت إحدى المتضررات قالت لـ«الوطن»: «لم يسمحوا لنا حتى بإخراج المونة من البراد، وكما يعلم الجميع فإن الحال ضيقة ولا يمكننا شراء كمية مقابلة لما موناه قبل الحادثة، وعلى كل الأحوال إننا نحمد الله على لطفه بنا حيث اقتصرت الخسائر على المال ولم يتعرض أحد لأي أذى». ومن جهة أخرى، حاولت «الوطن» تصوير البيوت المنهارة لكنها جوبهت بالمنع وإغلاق المنافذ كافة من عناصر المحافظة والشرطة القائمين على المكان الذين طلبوا من الزميلة المصورة أن تذهب لإحضار مهمة تصوير «رسمية» قبل أن تشرع في عملها الذي يعد أساسياً في تبيان مدى الضرر الناجم ووضع الجميع في صورة الحدث الحقيقية!. أما الانهيار المفاجئ لثلاثة بيوت على سفح قاسيون فإنه يفتح باب الأسئلة التي لا تنتهي عن أعمال المحافظة في الصيانة الدورية لمواسير المياه «سواء المالحة أم الحلوة» وعن سلامة سكان العشوائيات «حسب التسمية الرسمية» الذين يكابدون خسائر مستمرة لا يجدون من يعوضهم عنها سوى الله وحده، ولاسيما أن المنطقة شهدت بعض انهيارات عام 1997 يقول كل من تضرر فيها إنه لم يحصل على أي تعويض ولم يسأله أحد «غير الجيران» «كيف نستطيع المساعدة؟!». ونهايةً، لا بد من التذكير بأن العائلات العشر التي سيتم فتح باب مدرسة الكهف لها للسكن المؤقت قد لا يجدون سكناً بديلاً عن بيتهم أو «الكهف» الذي يؤويهم قبل ستة أشهر.

وسيم الدهان

المصدر: الوطن السورية


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...