75 يوماً على انطلاق دوري الحوار اللبناني ونصر الله مازال في المقدمة

17-05-2006

75 يوماً على انطلاق دوري الحوار اللبناني ونصر الله مازال في المقدمة

بعد خمسة وسبعين يوما على بدء مؤتمر الحوار الوطني، سلّم المتحاورون امس بالفشل في التوصل الى اتفاق على بند الملف الرئاسي، فتمت إزاحته عن جدول الاعمال، وشرع المؤتمر في مناقشة البند الاخير المتعلق بسلاح المقاومة، واستمع المشاركون الى مطالعة مطولة قدمها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حول الاستراتيجية الدفاعية، استمر عرضها سبعين دقيقة، ولقيت ارتياحا عاما عبّر عنه وليد جنبلاط الذي قال إنه كان يجب ان نستمع إليها منذ بداية المؤتمر.
وقال احد الحضور إن المتحاورين استمعوا الى هذه المطالعة و<كأن على رؤوسهم الطير>، لدرجة توقف معها <كتبة المحاضر> من المشاركين عن الكتابة كما كان يحصل في العادة. وكان اتفاق على وجوب دراستها بتأنٍ وإعطاء المؤتمرين الوقت الكافي لذلك، خصوصا أن <المطالعة الدفاعية> الكاملة تقع في مئتين وأربعين صفحة <فولسكاب> بحسب مصادر مطلعة. ولذلك أعلن الرئيس نبيه بري تأجيل الجلسات الى الحادية عشرة من قبل ظهر الخميس في الثامن من حزيران المقبل.
وقد رافقت الجلسة خلوة ثنائية
استمرت نصف ساعة بين نصر الله ورئيس كتلة <المستقبل> النائب سعد الحريري الذي عبر عن ارتياحه لنتائجها، فيما أكدت مصادر الطرفين على التفاهم وطي الصفحة السابقة بين الطرفين.
الوقائع
وفي وقائع الجلسة افتتح الرئيس بري الكلام بالقول: ماذا من جديد؟.. فرد الرئيس أمين الجميل: نرجو ان تطلعنا على نتائج زيارتك الى دمشق. وهنا تحدث بري فقدم مداخلة مطولة اكد خلالها ان ابواب دمشق مفتوحة، وتوجه الى الرئيس فؤاد السنيورة بالقول: <انا في تصرفك دولة الرئيس لتسهيل زيارتك الى دمشق>.
وتناوب على الكلام امين الجميل وبطرس حرب، واستغرق النقاش نحو ساعتين، وتمنى بري تهدئة الحملات الاعلامية، فرد الجميل <اننا في نظام ديموقراطي ولا يمكن اسكات الناس>. وقال آخرون انه <لا يمكننا ان نمون على وسائل الاعلام كلها>. وتدخل السنيورة داعيا الى العمل قدر الامكان على <السير في الاعتدال من دون ضجيج، ومن دون تراجع عن مواقفنا>.
وخلال النقاش طالب جنبلاط بنسخة من المحاضر التي يتم تسجيلها، فاعترض بري قائلا: <يمكنك الاستماع الى المحاضر، ولا يمكنك الحصول عليها>. وتدخل نصر الله قائلا: <اذا وزعت المحاضر لا يمكننا التحدث بصراحة وتصبح الجلسات بروتوكولية>. وبعد سجال استمر نصف ساعة، وافق جنبلاط على الاستماع للتسجيلات من دون الحصول عليها.
كما طرح جنبلاط مسألة التهديدات الموجهة للنائب غازي يوسف بسبب مشاركته في الوفد الذي حضر تكريم المندوب الاميركي في مجلس الامن جون بولتون، فرد بري ان <ليس هناك من تهديدات.. كل ما في الامر انه مجرد تعبير عن رأي لاهالي ضيعته، وهو ليس بتهديد>.
ولوحظ ان موضوع بولتون لم يطرح في الجلسة. وردت مصادر مطلعة السبب الى نوع من التفاهم على هذا الامر، بنتيجة اتصالات جرت خلال اليومين السابقين للجلسة، وشارك فيها اكثر من طرف، لا سيما خلال اللقاء الذي تم بين بري والسنيورة، حيث اعتبر الاخير ان هذه المشاركة <لم تكن موفقة>. وعليه اتفق على سحب هذا الموضوع من التداول في قاعة المؤتمر.
الملف الرئاسي
بعد ساعتين على بدء الجلسة طرح بند الملف الرئاسي، واستهل النائب الياس سكاف الكلام بالتوجه الى النائب محمد الصفدي قائلا: طرحت كلاما في وسائل الاعلام، هل يمكن ان تطرحه على الطاولة؟.. فرد الصفدي بالقول: <أنا اسحب كلامي>. وهنا تكلم بري فقال <ماذا نقول للناس؟ هل اقفل الملف الرئاسي ام لم يقفل؟>.
وطلب سمير جعجع الكلام فاقترح اقفال الملف الرئاسي <لأننا لن نصل الى نتيجة فيه>. وأيد معظم المتحاورين اقتراح جعجع، لكن بري سأل عن الصيغة التي ستعتمد في الاعلان عن ذلك، فحصل نقاش قصير، وطرح نصر الله الصيغة التي اعلن عنها لاحقا. وتدخل العماد ميشال عون، فطلب الاعتراف برئيس الجمهورية والتعامل معه كرئيس، فطرح الجميل الاستمرار في المطالبة برئيس جديد. وهنا هدد عون بشن حملات اذا لم يتوقف الهجوم على رئيس الجمهورية.. <فهذا رئيس البلاد ولا اسمح بمهاجمته.. وأنا ادافع عن مركز الرئاسة>.
سلاح المقاومة
بعدها تم الاتفاق على صيغة اقفال الملف، وانتقل البحث الى بند سلاح المقاومة، فأعطيت الكلمة للسيد نصر الله الذي قدم مطالعة مطولة على مدى سبعين دقيقة، فعرض لمكامن القوة والضعف لدى اسرائيل، وأوضح ان ميزة الاستراتيجية الدفاعية هي الشمولية، <فالعسكر يحتاج الى أمن، والامن يحتاج الى سياسة، والسياسة تحتاج الى اقتصاد وبنى تحتية وتربية وتنشئة وطنية. وهذه الامور لا يمكن بناؤها بسهولة>. وقال: ان عنصر التنوع اللبناني هو عنصر غنى وقوة للمقاومة، وليس عنصر ضعف.. لدينا جيش، فلنعتبره قويا، ولكن ليس لديه مكان آمن للحماية من اي ضربة اسرائيلية. الطيران الاسرائيلي قادر على قصف جميع المواقع العسكرية في لحظات. اما المقاومة فلديها استراتيجية أربكت اسرائيل، وهي تملك صواريخ قادرة على ضرب العمق الاسرائيلي. يمكن ان تكون المقاومة مساندة للجيش، والعدو يحسب لها ألف حساب.. لدينا شبكة صواريخ لا يعرف العدو عددها ولا مكانها، ولدينا شباب موزعون في كل مكان يراقبون الحدود وهم يشربون <النارجيلة>، من دون ان يراهم أحد ومن دون مظاهر.
أضاف: إسرائيل حاولت تأليب الرأي العام ضد المقاومة عندما ضربت الكهرباء والجسور. لكنها فشلت في هذا الامر لأن الشعب التحم معها، وعندما قصفنا القرى الاسرائيلية انعكس ذلك سلبا على الحكومة الاسرائيلية. لدى اسرائيل ديموقراطية، لكن الديموقراطية تأكل الديموقراطية عندهم>.
وبعد العرض المنطقي الذي قدمه نصر الله كانت ردة الفعل الاولى من جنبلاط الذي ابدى إعجابه ووصف كلام نصر الله بأنه مهم جدا، وقال: <بعد هذا الكلام الاستراتيجي الكبير، نحتاج الى وقت اطول لدراسته>. وطلب بعض المتحاورين إعطاء الوقت الكافي لدراسة هذه المطالعة، فاتفق على التأجيل الى الثامن من حزيران.
وذكرت مصادر معنية بالحوار ان الانطباع السائد بالنسبة لتأجيل المؤتمر لأكثر من ثلاثة اسابيع يرتبط بتطورات قد تنشأ، وبينها مشروع القرار الجديد الذي يعمل لاستصداره من مجلس الامن الدولي حول القرار ,1559 وبعده يتم تأجيل الحوار الى ما بعد تقرير لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس الحريري، فتكون الامور قد تبلورت بصورة اكثر وضوحا. مواقف خارج القاعة
الرئيس بري اعلن بعد الجلسة التي استمرت اربع ساعات: لقد أعيد نص ما توصلنا اليه بالنسبة الى مسألة رئاسة الجمهورية، فلم يصل المتحاورون الى اتفاق، وبالتالي تم الانتقال الى النقطة الاخيرة على جدول الاعمال وهي الموضوع المتعلق بالسياسة الدفاعية وسلاح المقاومة. وقال: لم يعد موضوع الرئاسة مسألة بحث على طاولة الحوار>.
وقال الرئيس السنيورة لدى سؤاله عن اسلوب التعامل المقبل مع الرئيس لحود: <موقفي ثابت كما هو ولم يتغير، وأنا سأتعامل معه كما في السابق ووفق ما ينص عليه الدستور>.
أما الحريري فقال: تم التأجيل لتتوافر أجواء أفضل في المستقبل للموضوع الرئاسي لنتمكن من حله.
وعن لقائه الامين العام لحزب الله قال: جلست مع السيد حسن نصر الله وتصافحنا وتحدثنا في بعض الامور، وأفضل أن تكون هذه الامور خارج الاعلام، وتحدثنا عن المسائل الخلافية وتفاهمنا>.
ووصف مطالعة نصر الله بأنها <مطالعة مهمة جدا، ويجب التفكير بها لاننا فعلا نعيش في خوف التعدي علينا من قبل العدو الاسرائيلي، وكل لبناني يريد موضوع الدفاع عن الوطن>.
وقال جعجع: <ان المعركة مستمرة في رئاسة الجمهورية وسنواصلها سياسيا، خصوصا ان الجميع اعترف بوجود ازمة حكم ويجب ان تحل>.
لحود
مصادر قصر بعبدا اعتبرت من جهتها <ان الملف الرئاسي طوي نهائيا، وجددت القول ان الرئيس لحود باق حتى آخر يوم في ولايته. ودعا لحود الى توسيع جدول الحوار ليشمل المسألة الاقتصادية والاجتماعية، وتتم في إطاره مناقشة الورقة الاصلاحية، بحيث يجب ان يشترك الجميع في وضع وصياغة السياسة الاقتصادية والمالية للدولة التي يجب ان تكون نتاج توافق وطني عام>.
ولفت الانتباه امس دعوة <منبر الوحدة الوطنية> (القوة الثالثة) الى <تبديل الحكومة والمجيء بحكومة اتحاد وطني تشمل شتى أطراف الحوار وممثلي القوى الحية، فتكون بمثابة المؤتمر الدائم للحوار، على أن تمنح استثناء صلاحية اشتراعية في موضوع واحد هو قانون الانتخاب>.
صفير
من جهة ثانية واصل البطريرك الماروني نصر الله صفير زيارته الى فرنسا، وهو التقى امس الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وتناول اللقاء آخر التطورات على الساحتين اللبنانية والعربية.

 

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...