بعد كل الضجيج الاعلامي الخارجية الأميركية لا تلتقي الوفد السوري

24-07-2008

بعد كل الضجيج الاعلامي الخارجية الأميركية لا تلتقي الوفد السوري

قررت وزارة الخارجية الاميركية الغاء اجتماعها مع الوفد الاكاديمي السوري الذي يزور واشنطن حاليا، في وقت قال احد اعضاء فريق المفاوضات السورية غير المباشرة مع اسرائيل، ان دمشق قد تغير طبيعة حلفها مع طهران في حال تم التوصل الى اتفاق سلام في المنطقة.
وقال مصدر في وزارة الخارجية الاميركية، ان الوفد السوري لن يلتقي مع مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الادنى ديفيد ولش، او مع اي ممثل عن الخارجية. ولفت الى ان السبب وراء هذا الامر هو »تغييرات في البرنامج وفي جدول اعمالنا«.
وتابع المصدر »ندرك ان الوفد سيواصل نشاطاته الاخرى«، وان هذا الوفد لم يأت الى الولايات المتحدة للاجتماع فقط مع مسؤولين اميركيين. واضاف »نعتقد انه لا يزال مهما ان يتعرف الزوار الاجانب على الاميركيين وطريقة عيشهم«.
وكانت دمشق وواشنطن ترددتا في كيفية التعامل مع هذه الزيارة بعد بروزها في الاعلام، لا سيما بعدما الغى المستشار القانوني لوزارة الخارجية السورية رياض داوودي مشاركته، علما انه يترأس حاليا فريق المفاوضات السورية غير المباشرة مع اسرائيل في اسطنبول.
وفي دمشق، نفت مصادر غربية ، وجود مبعوث تركي حالياً في دمشق، كما رددت بعض وسائل الإعلام. وأضافت أن داوودي لم يشارك في زيارة الوفد السوري لأنه يستعد لجولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة مع الإسرائيليين في تركيا الأسبوع المقبل.
وفي قاعة مليئة بالحضور والتساؤلات والانتقادات، في مركز »صبان« لسياسة الشرق الاوسط في مؤسسة »بروكينغز«، رأى مدير مركز الشرق للدراسات الدولية في دمشق سمير التقي، ان الولايات المتحدة »تخسر السيطرة على عناصر الازمة«، واصفا الوضع في المنطقة بانه »محفوف بالمخاطر«. واعتبر انه بسبب التناقضات الاقليمية »تحتاج سوريا الى مساعدة خارجية لبناء نظام امني ذاتي.. لهذا السبب مساعدة الاميركيين ضرورية«.
وتابع التقي انه حين تغير واشنطن »موقف المواجهة« من سوريا »نحن مستعدون لنوفر الحلول ولنكون جزءا من الحل«. ورأى ان المثلث السعودي السوري المصري »لا يعمل جيدا«، لان مصر تركز على قضاياها الاقتصادية، ولدى السعودية نظرتها الخاصة.
واشار التقي الى ان سوريا ليست متمسكة بأي حلف اقليمي، بل هي تنظر الى ايران لتساعدها في التهديد الذي تواجهه، وترى في تركيا فرصة لتحسين موقعها. وقال ان »غاية وطبيعة« الحلف مع ايران قد تتغير اذا كان هناك سلام في المنطقة، مضيفا ان سوريا في النهاية »تسعى الى مصالحها الخاصة وهي ليست دمية بيد أحد ولكن سوريا وفية لاصدقائها«.
واعتبر التقي ان المفاوضات مع اسرائيل »تسير بشكل جيد«، قائلا ان الحافز بالنسبة الى سوريا هو الانتقال من حالة لا حرب ولا سلم مع اسرائيل، الى حالة سلام، لا سيما ان الصواريخ الاسرائيلية في مرمى دمشق، على حد قوله. وتابع ان سوريا قلقة من احتمال خروج رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت من الحكم لكنها تدرك ان هناك مواقع قوة اخرى في اسرائيل مهتمة بالسلام. وردا على سؤال مراسلة »واشنطن بوست«، قال التقي ان رسالته الى الشعب الاسرائيلي هي »ليس بالقوة او اضعاف جيرانكم تبنون الامن بل من خلال السلام«.
وذكر التقي ان الوفد السوري ليس له »قبعة رسمية« وقد أتى الى واشنطن ليطرح هموم سوريا التي بدأت على حد قوله منذ عام ٢٠٠١ في القمة التي جمعت بين الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ارييل شارون والتي قررت اغلاق عملية السلام مع العرب »بطريقة غير عادلة«، مشيرا الى قرار الانسحاب الاحادي من قطاع غزة ونزع سلاح »حزب الله«.
ورأى انه لا مؤشرات لتغيير في الموقف الاميركي من سوريا بعكس التوجه في المنطقة »الذي يميل نحو التصالح«، رغم التحول في الموقف السوري، معتبرا ان هذا يعني ان »نهاية اللعبة ليست تغيير تصرف سوريا«.
وتحدث عن الوضع في لبنان قائلا انه »لتجنيب لبنان المشاكل، يجب تأجيل قضية حزب الله«. واضاف ان بوسع رئيس الوزراء اللبناني »الاهتمام بقضايا اخرى مثل بناء الدولة والاقتصاد«، مشيرا الى انه اذا قررت الدولة اللبنانية نزع سلاح »حزب الله« سوريا ستكون متعاونة معها، مؤكدا ان دمشق »لن تغلق ايا من فرصها« في هذه المرحلة حتى تتغير المنطقة.
وردا على سؤال حول ما قد يقوله لولش اذا ما اجتمع معه، تجنب التقي الرد قائلا انه سينصح الرئيس الاميركي الجديد ببدء صفحة جديدة في تبادل السفراء وعملية السلام وبناء العراق.
وتنظم زيارة الوفد السوري الى واشنطن مؤسسة غير حكومية، هي »البحث عن ارضية مشتركة«، التي تدعو الى تحول في نظرة العالم الى التعامل مع النزاعات. وهي شكلت مجموعة عمل اميركية سورية كانت تجتمع دوريا لتناقش العلاقات بين البلدين، وتندرج زيارة هذا الوفد في اطار هذا البرنامج.
وسينتقل الوفد بالفعل الى جامعة رايس في مدينة هيوستن في نهاية الاسبوع قبل التوجه الى مدينة لوس انجلس من اجل زيارة مؤسسة »راند« للابحاث وعقد لقاء مع صحيفة »لوس انجلس تايمز«.

جو معكرون

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...