المقاهي والمطاعم بدمشق لم تتجاوب بعد مع نظام الفوترة

استبشرنا خيرا بعزم وزارة السياحة على وضع حد لفلتان المطاعم والمقاهي بدمشق سواء من حيث السعر أم الجودة من خلال التعليمات التنفيذية لتطبيق قراري الأسعار رقم 341 و 342 لعام 2010 على أن يبدأ العمل بهما فورا وكحد أقصى الأول من آذار 2010 وفي حال تخلف أي منشأة سياحية بتصديق الأسعار يوجه لها إنذار حتى يتم الالتزام بذلك.

كما يتم تحرير الأسعار تدريجيا للمنشآت التي تحقق الجودة وبما لا يتجاوز 24 % من سقف الأسعار بعد الكشف من اللجنة المختصة بينما يتم خفض سوية التصنيف لها في حال تراجع سوية الخدمات .‏

وتصدق لوائح الأسعار من مديرية السياحة بالمحافظة المعنية ويشترط التقيد بمواصفات المادة أو الخدمة المقدمة والحفاظ على مستوى الجودة وفق تصنيف المنشأة وسويتها التاهيلية .‏

ويتم تضمين لوائح الأسعار سواء المضاءة أم الخاصة بالطاولات بنسبة الإنفاق الاستهلاكي ورسم الإدارة المحلية وهاتف شكاوى الوزارة 011 -137 وهاتف الشكاوى الخاص بمديرية السياحة بكل محافظة ..‏

لكن ..ماذا على أرض الواقع ..الأسعار كاوية وتفوق الأسعار في العواصم العالمية.‏

- ونبدأ بأقل الأسعار وهي للشاي – زهورات – قهوة عادية وحددتها وزارة السياحة بخمسين ليرة لفئة النجمتين والثلاث نجوم وبمبلغ 75 لأربع نجوم و 90 ليرة لخمس نجوم حيث تتقاضى مطاعم النجمتان حاليا مابين 50 – 75 ليرة وتضيف بعض هذه المطاعم عبارة شاي فاخر ليصبح السعر مئة ليرة بينما تتقاضى مطاعم الثلاث و الأربع نجوم مئة ليرة والمطاعم أكثر من نجمتين ما بين 150 - 175 ليرة علما أن الكلفة لا تتجاوز عشر ليرات وهي عبارة عن ماء ساخن وظرف شاي وسكر .‏

أما القهوة اكسبريسو أو التركية أو كاكو أو ميلو أو نسكافيه، تتقاضى مطاعم باب توما ودمشق القديمة مئة ليرة للفنجان الواحد مقابل 150 ليرة في أبو رمانة والمالكي والمزة ويرتفع السعر للكابتشينو إلى 150 ليرة في المناطق الأولى والى مابين 170 – 190 ليرة في المناطق الثانية علما أن التسعيرة لهذه المشروبات هي 50 ليرة للنجمتان و75 ليرة لثلاث نجوم ومئة ليرة لأربع نجوم و120 ليرة لخمس نجوم مع إضافة نحو عشر ليرات إذا كان المشروب كابتشينو.‏

بينما مشروبات الشوكولا الساخنة (هوت شوكليت) والميلو مع حليب أو نسكافيه بالحليب فحددت أسعارها بمبلغ 60 ليرة للنجمتين ومبلغ 75 ليرة لثلاث نجوم و 85 ليرة للأربع نجوم ومئة ليرة لخمس نجوم.‏

وعلى أرض الواقع نجد أن هذه الفئة ولاسيما الهوت شوكليت تقدم بمبالغ مابين 100 – 175 ليرة لمناطق باب توما ودمشق القديمة ومابين 160 – 220 ليرة في أبو رمانه والشعلان والمزة .‏

اما مشروبات الحليب مع الآيس كريم أو الشوكولا أو نكهات أخرى مثل (ميلك شيك ) أو( كافي موكا ) فهي تباع حاليا مابين 150 – 180 ليرة في باب توما ومابين 190 – 245 ليرة في أبو رمانة والمزة علما أن تسعيرة النجمتين هي 65 ليرة والأربع نجوم 80 ليرة والخمس نجوم 95 ليرة وبالتالي نجد أن الأسعار لبعض المطاعم تتجاوز 250 % من السعر الحقيقي.‏

- ونجد في قوائم الأسعار الالزامية أن هناك مشروبات معقوله مثل الكازوز زجاجة صغيرة بسعر15 و 20 ليرة في مطاعم النجمتين والثلاث و 25 و30 ليرة للرابعة والخامسة وكذلك علب (مندرين – كندا دراي – اوغاريت ) بمبلغ 30 و35 ليرة للنجمتين والثلاث و 40 و 50 ليرة للأربع والخمس نجوم .. لكن عمليا نجد الكازوزة الصغيرة مغيبة تماما والعلب تباع مابين 50 إلى 150 ليرة حسب الموقع والزبائن علما أنها تباع بعشرين ليرة في البقاليات .‏

كما نجد الشاي البارد (آيس تي) تباع الكاسه منه مابين 100 و150 ليرة في باب توما ودمشق القديمة ومابين 190 – 215 ليرة في المناطق الراقية.‏

أما مشروبات الطاقة المحددة بقوائم الأسعار بمبلغ 100 و 115 ليرة للنجمتين والثلاثة و 135 و 160 ليرة للأربع والخمس نجوم فهي تباع الضعف تماما ففي المناطق الأولى شبه الشعبية مابين 180 – 190 ليرة وفي المناطق الراقية مابين 220 – 250 ليرة .‏

- ووفقا للمادة 9 من تعليمات وزارة السياحة رقم 470 لعام 2010 الخاصة بتنفيذ لوائح التسعيرة يتوجب على كافة المنشآت السياحية من مستوى نجمتين فما فوق بالإعلان عن الأسعار والالتزام بها وتقديم الفواتير النظامية وفق النموذج المعتمد من الوزارة وتحقيق جودة النظافة العامة والشخصية.‏

ويتم تنظيم الضبط للمنشأة المخالفة في حال عدم الالتزام بطلب الزبون أو عدم تقديم فاتورة نظامية أو عدم الإعلان على الأسعار أو تقاضي أسعار زائدة عما هو في لوحة الأسعار المحددة بدقة أو عند عدم الالتزام بالنظافة العامة أو الشخصية أو بالجودة المطلوبة.‏

- وخلال جولة على المطاعم لاحظنا أن المطاعم الشعبية والنجمتين ولاسيما في مناطق دمشق القديمة وباب توما والقريبة من الجامعات لاتزال تلزم الزبائن بما يعرف باسم فتح الطاولة رغم أنه ممنوع وله عقوبات رادعة في حين التزمت المطاعم المصنفة أربع وخمس نجوم بعدم تقديم أي مادة أو خدمة إلا بعد طلبها.‏

ويتمثل فاتورة فتح الطاولة بثلاث سلع هي المحارم والمياه المعدنية والمقبلات حيث تقدم المحارم وغالبا ما تكون صغيرة جدا وهي تحمل دعاية اسم المطعم أو يمكن أن تكون بضع محارم (فرط) على الطاولة وجميعها تسجل على الزبائن وحسب عددهم أحيانا (وحتى لو لم تكن موجودة على الطاولة) وبمبلغ لا يقل عن 25 ليرة علما أنها مسعرة فقط بمبلغ 15 ليرة .‏

والمادة الثانية الخاصة بفتح الطاولة يتمثل بالمياه المعدنية التي تحسب بمبلغ خمسين ليرة للكبيرة في حين تسعيرتها 30 ليرة فقط والمضحك هنا أن بعض المطاعم لا تزال تمارس الشطارة على الزبائن ويقوم النادل بفتح قنينة المياه مباشرة أمامهم وقد تكون معبأة بمياه عادية وهذه نوع من الشطارة القديمة .‏

أما المادة الثالثة فهي المقبلات وهنا حدث ولا حرج عن الاستخفاف بالزبائن حيث تقدم أسوء أنواع الموالح بصحن صغير جدا لا يستحق العشر ليرات بمبلغ مابين 30 – 50 ليرة رغم عدم طلبها ولو عدنا إلى قائمة أسعار وزارة السياحة لوجدنا أن الموالح المشكله ذات النوعية الجيدة وبوزن 75 غرام بسعر 35 ليرة فقط .‏

- والجديد في المطاعم هو ضريبة النرجيلة (الآراكيل) بنسبة 15 % حيث استغلها أصحاب المطاعم ليرفعوا تسعيرتهم المخالفة أصلا من مابين 100 – 125 ليرة إلى أكثر من 150 ليرة وفي المناطق الراقية مابين 175 – 200 ليرة .. ولاحظنا وبعد تطبيق قانون منع التدخين في الأماكن العامة ازدياد الازدحام في الأقسام المخصصة للمدخنين بينما القسم الخاص بغير المدخنين شبه فارغ في أغلب المطاعم والمقاهي ..‏

وإذا أردنا حساب تكلفة أربع أشخاص طلبوا النرجيلة نجد الفاتورة تزيد عن خمسمئة ليرة وتضاعف في مطاعم الأربع نجوم ولو أضفنا إلى ذلك مشروبين ساخنين ومشروبين باردين بقيمة تتراوح مابين 700 إلى 1400 ليرة وعندها تصبح الفاتورة النهائية مابين 1200 إلى 2400 ليرة ..‏

قاسم البريدي

المصدر: الثورة