اقتصاد المدارس ينشط عشرات القطاعات

08-09-2010

اقتصاد المدارس ينشط عشرات القطاعات

عشرة أيام تفصل الطلاب عن العودة الى المدارس لاستقبال سنة دراسية جديدة وهذا يعني بداية تغيير شامل في طريقة الحياة الأسرية فبعد عطلة صيفية استمرت نحو 90 يوما تعلن الأسر حالة الاستنفار ماديا ومعنويا لاستقبال العام الجديد.

وبدأت المكتبات العامة والمحال التجارية بعرض اللوازم المدرسية من قرطاسية وحقائب وملابس واحذية بنوعيات واسعار وابتكارات مختلفة أملا في جذب الزبائن من كافة الفئات وكل حسب قوته الشرائية.

ورغم مجانية التعليم في سورية حيث شكلت موازنة التعليم من الموازنة العامة للدولة لعام 2008 نحو7ر18 بالمئة إلا أن بداية العام الدراسي تشكل عبئا كبيرا لدى غالبية الاسر بسبب تزايد الاحتياجات المدرسية وتنوعها خاصة لدى الأسر كثيرة الأفراد.

وتزامنت العودة إلى المدارس مع شهر رمضان والعيد وما يتطلبانه من مستلزمات إضافة لتجهيز مونة السنة ما فرض أعباء إضافية على موازنة هذه الأسر.

وفرضت الظروف الاقتصادية نفسها على الاهالي الذين تمهلوا في الاقبال على شراء مستلزمات ابنائهم رغم اقتراب افتتاح المدارس كما يقول وليد نمر صاحب مكتبة في منطقة المهاجرين لافتا إلى أنه بدأ كغيره من المكتبات بطرح تشكيلة واسعة ومتنوعة من المستلزمات منذ اسابيع لكن الاقبال لايزال ضعيفا قياسا بالسنوات السابقة التي كانت فيه المحال والمكتبات تغص بالزبائن لمثل هذه الفترة لكنه توقع أن تشهد الاسواق اقبالا كبيرا بعد العيد.

وحدد نمر متوسط سعر السلة المدرسية لكل طالب بنحو 3500 ليرة سورية تتضمن اللباس والحذاء والحقيبة المدرسية والقرطاسية مؤكدا أن هذا الرقم قد يرتفع ليصل إلى أكثر من خمسة اضعاف مشيرا الى ان اسعار البدلات تتراوح بين 200 2500 ليرة حسب نوع القماش والتفصيلة ودرجة اللون.

وتشكل سوق العصرونية في دمشق القديمة مكانا مناسبا لغالبية أسر ذوات الدخل المحدود حيث تباع المستلزمات بأسعار الجملة ما يخفف العبء على الاهالي حيث بدأ بعض التجار بتجربة البيع بالتقسيط لأول مرة هذا العام.

ويشير سامر صاحب أحد المحال في سوق العصرونية إلى أن كثرة الضغوط الاقتصادية وقلة البيع وأمام الحاح الاهالي تم التعاطي بطريقة البيع بالتقسيط ما أسهم في تحريك الاسواق وحل مشكلة بعض الاهالي الذين يتحتم عليهم شراء كامل مستلزمات أبنائهم دفعة واحدة.

وتقول أم علي الأم لخمسة اولاد يعمل زوجي موظفا ولايتجاوز راتبه 13 الف ليرة وأنا أعمل مدرسة واتقاضى حوالى عشرة آلاف ليرة وأنا مضطرة ضمن هذه الحدود أن أشتري لاولادي الذين هم الان في المرحلة الاعدادية والثانوية خمس بدلات جديدة سعر الواحدة من النوع المتوسط 1500 ليرة ما كلفني نحو 7500 ليرة فضلا عن تكاليف الأحذية والقرطاسية وباقي المتطلبات.

وفرضت الموضة والتنوع في الموديلات في الحقائب والأحذية وحتى في أنواع القرطاسية عبئا اضافيا على الاهالي حيث يشير محمود بائع في إحدى مكتبات الحلبوني إلى أن الابتكارات والتطوير في الموديلات وصل إلى الدفاتر التي أصبحت بنقشات مميزة وانتقلت من غلاف كرتوني إلى غلاف بلاستيكي وغلاف ثلاثي الأبعاد حاليا وتتراوح اسعارها بين 25 140 ليرة للدفتر الواحد كل حسب حالته المادية إلى جانب التنوع في التجليد الشفاف والملون نتيجة الإقبال الكبير عليه.

بينما يشير صاحب أحد أشهر محال بيع بدلات المدارس إلى وجود تشكلية كبيرة من البدلات بتفصيلات مختلفة تبدأ بالتقليدية التي يبدأ سعرها بنحو 800 ليرة ويرتفع إلى أضعاف هذا المبلغ في بعض البدلات التي تحاكي الموضة والتصاميم الراقية بتفصيلاتها المختلفة من إضافة بعض الجيوب وتضيق السروال أو تعريضه حسب الموضة السائدة ما يخالف مساعي القيمين على التعليم لطمس هذا الاختلاف بفرض الزي الموحد.

ويقول ابو هاشم أحد خياطي البدلات المعروف في دمشق.. للجميع طلبات مختلفة حسب الموضة فالبنات يردن أشياء تختلف عن تلك التي يريدها الشباب موءكدا أنه صمم واستعد للموسم الحالي بنحو خمسة لاف بدلة لتلبية الطلب المتزايد هذا العام على البدلات.

وقدر اقتصاديون متوسط انفاق الطالب لدى الأسر السورية بين سبعة الاف و25 الفا تنفق على اللباس الرياضي والحقائب والقرطاسية من دفاتر واقلام وادوات هندسية وملصقات التغليف وتزيين الدفاتر والمذكرات وغيرها.

ولاتكاد تذكر الضغوط الاقتصادية على الأهالي في المدارس الحكومية قياسا بالمدارس الخاصة حيث تبدأ من القسط المدرسي المرتفع بشكل كبير قياسا مع متوسط دخل الأسر إضافة إلى لتكاليف المادية الاضافية من تنقلات ولباس محدد من قبل المدرسة وبأسعار مرتفعة والبدلة الرياضية التي يطبع عليها شعار المدرسة وغير ذلك.

ويشير حسام إلى أن قسط المدرسة التي يدرس فيها ولديه يبلغ 140 ألفا مع المواصلات و 18 ألفا مضافة إلى المبلغ السابق كسعر نسخة الكتب وعشرة ألاف اشتراك طعام و20 ألفا ثمن المستلزمات الأخرى مثل القصص وكتب ال تقوية والتدريبات.

وتشير الأرقام إلى ان عدد طلاب المدارس وصل الى اكثر من خمسة ملايين طالب موزعين على أكثر من 17 الف مدرسة لمختلف المراحل.

 

سمر أزمشلي

المصدر: سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...