وجود أميركا بأفغانستان أكبر مما يعتقد

23-09-2010

وجود أميركا بأفغانستان أكبر مما يعتقد

كشف مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون أن وكالة المخابرات المركزية اعتمدت على إحدى قواعدها السرية المنتشرة في أفغانستان كمحور لتدريب ونشر قوة أفغانية شبه عسكرية قوامها 3000  فرد، معروفة باسم فرق التعقب لمكافحة الإرهاب، بالإضافة لاستخدامها في العمليات القتالية والمراقبة والغارات بأفغانستان.
 وتقبع القاعدة المسماة فايربيس ليلي على قمة جبل على ارتفاع 2377 مترا فوق سطح البحر، على مسافة 6 كيلومترات من باكستان، وتمثل مركزا عصبيا للحرب السرية ضد حركة طالبان وتنظيم القاعدة.القواعد الأميركية شبه العسكرية منتشرة في أفغانستان
 وقد وردت الإشارة إلى وجود هذه الفرق في كتاب "حروب أوباما" لصحفي واشنطن بوست بوب وودورد. لكن مقابلات أكثر توسعا مع مصادر مطلعة على عمليات وكالة المخابرات الأميركية، وكذلك مراجعة تقارير ميدانية عسكرية سرية كانت قد أرسلت الشهر الماضي بواسطة موقع ويكيليكس، كشفت أن الوكالة لها وجود شبه عسكري سري في أفغانستان وباكستان أكبر مما كان معروفا سابقا.
 وقالت صحيفة واشنطن بوست إن العمليات كانت حساسة بصفة خاصة في باكستان، ملاذ قادة طالبان والقاعدة، حيث يحظر على الوحدات الأميركية رسميا الاضطلاع بمهام فيها.
 ويشار إلى أن تقارير ويكيليكس -التي تغطي تصعيد التمرد الأفغاني من عام 2004 وحتى نهاية 2009- تتضمن أوصافا كثيرة لأنشطة وكالة المخابرات الأميركية. وتوفر هذه السجلات الميدانية المشفرة لمحات لأنواع العمليات التي تقوم بها الوكالة ووحداتها الأفغانية شبه العسكرية على طول الحدود الباكستانية، بالإضافة إلى تقارير العمليات التي تستهدف قادة "المتمردين". 
 كما تتضمن السجلات تقارير الخسائر من المعارك مع طالبان، وخلاصات للاعتراضات الإلكترونية لاتصالات العدو، ولمحات عن قوة النيران الثقيلة التي تحت تصرف وكالة المخابرات الأميركية.
ومن جانبها رفضت وكالة المخابرات الأميركية التعليق على فرق التعقب لمكافحة الإرهاب، وقال مسؤول باكستاني إن الحكومة لن تعلق على كتاب وودورد إلا بعد نشره.
 ووصف مسؤول أميركي مطلع على العمليات الفرق بأنها واحدة من أفضل القوات الأفغانية المقاتلة، وأنها ساهمت كثيرا في الاستقرار والأمن.
 وأضاف المسؤول أن مهمة الفرق الأساسية هي تحسين الأمن في أفغانستان وعدم الانخراط في عملية مميتة عند العبور إلى باكستان، كما أن مهامهم العابرة للحدود كانت بقصد جمع المعلومات الاستخبارية تحديدا.
 كذلك كشفت سجلات ويكيليكس عن وجود منشأة عسكرية أميركية أخرى في ولاية باكتيكا غير فايربيس ليلي في قاعدة العمليات المتقدمة أورغن-إي. وتبين التقارير الميدانية أن الخسائر شائعة في تدريب وتشغيل القوات الأفغانية شبه العسكرية هناك.
 ويشار إلى أن جناح الوكالة شبه العسكري، المعروف بقسم النشاطات الخاصة، كان نشطا في أفغانستان منذ الحملة التي دعمتها أميركا لطرد حكومة طالبان في بداية 2001. لكن المسؤولين الأميركيين الحاليين والسابقين قالوا إن وكالة المخابرات الأميركية بدأت في تجميع قوة مغاوير أفغانية اتسع حجمها ومهمتها على مدار السنوات التسع الماضية.
 وقال مسؤول سابق في وكالة المخابرات الأميركية شارك في تشكيل فرق التعقب لمكافحة الإرهاب إن الوحدة الأولى تشكلت في كابل عقب الغزو الأميركي المدعوم أميركيا عام 2001. وأضاف أن الفريق المتمركز في العاصمة ما زال الأكبر والأكثر تطورا، ويستخدم بصفة دورية لتنفيذ عمليات في أماكن أخرى في البلد.
 وختمت صحيفة واشنطن بوست بأن وكالة المخابرات الأميركية استخدمت أيضا قواعد حدودية لبناء وإدارة شبكات من المخبرين البشتون الذين يعبرون الحزام القبلي الباكستاني. وبالاشتراك مع مراقبة شبه مستمرة من الطائرات الأميركية بدون طيار مكن المخبرون الوكالة من تحديد أماكن قادة القاعدة وطالبان، الأمر الذي قاد إلى زيادة كبيرة في هجمات الصواريخ بواسطة تلك الطائرات. وقد نفذت وكالة المخابرات الأميركية 71 ضربة بهذه الطائرات في الأراضي الباكستانية هذا العام، أي أكثر من ضعف العدد الذي نفذ عام 2008 بحسب إحصاءات مؤسسة أميركا الجديدة.


المصدر: الجزيرة نقلاً عن واشنطن بوست

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...