المعارضة السورية وأبعاد فضيحة الواشنطن بوست
الجمل: سعت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية يوم أمس إلى إشعال مشاعر الغضب العارمة في أوساط رموز المعارضة السورية الموجودين بالخارج وحلفائهم الأمريكيين والغربيين، وذلك عندما نشرت الصحيفة بشكل مفاجئ وغير متوقع المعلومات عن الدعم المادي واللوجستي الذي ظلت تقدمه واشنطن لهذه المعارضة: ما هي أبعاد الفضيحة التي أشعلها تقرير واشنطن بوست. وما هو مستقبل علاقات واشنطن ـ المعارضة السورية في ظل هذه الفضيحة؟
* تقرير صحيفة الواشنطن بوست: توصيف المعلومات
نشرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية يوم أمس الاثنين 17 نيسان (أبريل) 2011م تقريراً أعده الصحفي الأمريكي كريغ ويتلوك، حمل عنوان: (الولايات المتحدة الأمريكية تدعم سراً جماعات المعارضة السورية)، وقد تضمن التقرير على المعلومات الآتية:
• قامت وزارة الخارجية الأمريكية سراً بتقديم الأموال لجماعات المعارضة السياسية السورية، والمشروعات المرتبطة بها.
• تعتبر قناة تلفزيون بردى التي تبث من العاصمة البريطانية لندن، من أبرز المشروعات التي وفرت لها واشنطن الدعم والتمويل.
• ترتبط قناة تلفزيون بردى بجماعات المعارضة السورية، وهي تحديداً تتبع لـ(حركة العدالة والتنمية) السورية المعارضة الناشطة في خارج سوريا.
• كشفت بعض التقارير الدبلوماسية السرية الأمريكية، عن قيام وزارة الخارجية الأمريكية بتقديم 6 مليون دولار أمريكي لحركة العدالة والتنمية.
• مبلغ الـ6 مليون دولار أمريكي كان مخصصاً لتمويل فعاليات قناة بردى الفضائية التلفزيونية، وقد استلمت حركة العدالة والتنمية المبلغ على دفعات باشرت وزارة الخارجية الأمريكية في تقديمها بدءاً من عام 2006م وحتى الآن.
• بدأت الإدارة الأمريكية في تقديم الأموال لرموز المعارضة السورية خلال فترة إدارة بوش الجمهورية، وعلى وجه الخصوص عندما قامت واشنطن بتجميد روابطها السياسية مع دمشق في عام 2005م.
• استمرت واشنطن في تقديم الأموال والمساعدات للمعارضة السياسية السورية برغم صعود إدارة أوباما الديموقراطية وسعيها لاستعادة العلاقات والروابط مع دمشق.
• عبر المسؤولون الأمريكيون في السفارة الأمريكية بدمشق في نيسان (أبريل) 2009م عن مخاوفهم عندما علموا بأن دمشق قد بدأت تطرح العديد من التساؤلات والاستفهامات حول البرامج الأمريكية الساعية لدعم المعارضة.
• طالب بعض المسؤولين الأمريكيين في السفارة الأمريكية بدمشق، الإدارة الأمريكية بضرورة إعادة النظر في تورط واشنطن مع جماعات المعارضة السورية، وذلك على أساس اعتبارات أن هذا التورط سوف يلحق الضرر الفادح بجهود السياسة الخارجية الأمريكية الشرق أوسطية التي تحاول إدارة أوباما إسقاط فعالياتها في المنطقة، وفي هذا الخصوص كشفت التسريبات عن قيام مسؤول أمريكي دبلوماسي رفيع المستوى في السفارة الأمريكية بدمشق بإرسال رسالة واضحة تطالب إدارة أوباما بعملية إعادة تخمين كاملة لعمليات التمويل الأمريكي لجماعات المعارضة السورية ومشروعاتها.
• تم تخصيص المزيد من الأموال في أيلول (سبتمبر) 2010م، لتمويل فعاليات المعارضة السياسية السورية.
• حصلت صحيفة واشنطن بوست على معلومات مؤكدة تشير إلى قيام الإدارة الأمريكية عبر أجهزتها بتقديم الأموال لجهة دعم البرامج والفعاليات الخاصة بالمعارضة السورية.
• المعلومات التي حصلت عليها صحيفة الواشنطن بوست تؤكد أن أموال الإدارة الأمريكية قد وصلت ليس إلى رموز وجماعات المعارضة السياسية الموجودة في الخارج، وإنما لجماعات أخرى وأفراد موجودين داخل سوريا.
• تقول صحيفة الواشنطن بوست بأن قيام وزارة الخارجية الأمريكية وبعض أجهزة الإدارة الأمريكية بعملية تقديم الأموال لجماعات وأفراد داخل سوريا ما زالت مستمرة حتى الآن.
• أكدت صحيفة واشنطن بوست، بأن وزارة الخارجية الأمريكية قد قامت رسمياً بإخطار صحيفة واشنطن بوست، بأن قيام الصحيفة بعملية نشر أسماء الجماعات والمنظمات وأسماء الأفراد الموجودين داخل سوريا والذين ظلوا وما زالوا يتلقون الأموال الأمريكية، سوف تلحق ضرراً كبيراً بمصالح الأمن القومي الأمريكي إضافة إلى تهديد حياة وسلامة هؤلاء الأفراد.
• أكدت تامارا ويتيس مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية المسؤولة عن شؤون الديموقراطية وحقوق الإنسان، بأنه توجد مجموعة من الأطراف السورية، والتي تتبنى أجندة تنسجم مع وجهة نظر ومعتقدات الإدارة الأمريكية، وبالتالي فإن واشنطن تقوم بتمويل هذه الأطراف ودعمها.
• في شباط (فبراير) 2006م، خصصت الإدارة الأمريكية مبلغ 5 مليون دولار كمنح لمساعدة المعارضة السورية، وتم وضع المبلغ تحت تصرف السفارة الأمريكية في دمشق.
• في عام 2006م، وبشكل متزامن مع تخصيص واشنطن لمنح مبلغ الـ5 مليون دولار، قامت جماعة من المعارضين السياسيين السوريين الموجودين في الخارج، وتحديداً في أوروبا بتكوين حركة العدالة والتنمية السورية المعارضة.
• بشكل متزامن مع تشكيل وتكوين حركة العدالة والتنمية السورية المعارضة في أوروبا، استلمت الإدارة الأمريكية تقارير سرية تصف رموز وزعماء حركة العدالة والتنمية السورية المعارضة بأنهم: "ليبراليين وإسلاميين معتدلين". إضافة إلى أنهم من الأعضاء السابقين في جماعة الإخوان المسلمين السورية.
هذا، وإضافة لهذه النقاط، فقد سعى تقرير صحيفة الواشنطن بوست المتعلق بوصول المال السياسي الأمريكي لرموز المعارضة السورية داخل وخارج سوريا، إلى توصيف بعض النقاط المتعلقة بسردية قناة تلفزيون بردى، ويمكن الإشارة إلى هذه النقاط على النحو الآتي:
• من غير الواضح وجود أي تاريخ محدد يفيد لجهة التحديد الدقيق للحظة بدء تلقي تلفزيون بردى الأموال الأمريكية، وبرغم ذلك ما هو واضح ومحدد يقول بأن المسؤولين الأمريكيين قد طرحوا في عام 2007م فكرة تقديم التمويل والدعم لإحدى القنوات الفضائية التلفزيونية المناوئة لدمشق.
• من غير الواضح أو المحدد مدى علم أو عدم علم الموظفين العاملين في فضائية بردى التلفزيونية بأنهم يتلقون المال من الحكومة الأمريكية.
• سعت صحيفة الواشنطن بوست إلى الاتصال تلفونياً بمالك العبدة مدير قناة بردى والذي أنكر أي معرفة بتلقي القناة للأموال الأمريكية، وسعى بدلاً عن ذلك لجهة التأكيد على أن قناة بردى تتلقى الأموال والدعم عن طريق تبرعات ومساعدات ومنح رجال الأعمال السوريين.
• أنكر مالك العبدة في المحادثة التلفونية مع الواشنطن بوست وجود أي علاقة تربط بين قناة بردى وحركة العدالة والتنمية السورية المعارضة.
• أشار تقرير صحيفة الواشنطن بوست إلى أن مالك العبدة مدير قناة بردى هو شقيق أنس العبدة، ولاحظ تقرير الصحيفة أن: مالك العبدة هو عضو في هيئة قيادة حركة العدالة والتنمية السورية المعارضة، وأن شقيق أنس العبدة هو رئيس هيئة قيادة حركة العدالة والتنمية السورية المعارضة.
• تحدث مالك العبدة بغضب في المحادثة التلفونية مع صحيفة الواشنطن بوست، واتهم الصحيفة بالسعي للنيل من قناة بردى وتشويه سمعتها، فهو غير راغب في الاستمرار في المحادثة التلفونية.
• لاحظ تقرير صحيفة الواشنطن بوست بأن قناة بردى أصحبت أكثر اهتماماً بالشأن السوري. وبرغم ذلك، وبحسب الإفادات التي حصلت عليها الصحيفة من السوريين فإن قناة بردى لا تحظى بعدد كبير من المشاهدين داخل سوريا، ويعود السبب إلى: اهتمام القناة بتقديم المواد المعادة ـ تقديم بعض حلقات النقاش ـ إضافة إلى برنامج يقوم بتقديمه مجموعة سورية معارضة تقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، هذا وأضاف تقرير الصحيفة بأن إفادات السوريين أكدت بأنهم يفضلون مشاهدة قناة الجزيرة، وقناة بي بي سي البريطانية، ولا يهتمون بمشاهدة قناة بردى.
• تحدثت صحيفة واشنطن بوست مع معارض سوري اسمه أسامة منجد، وأكد للصحيفة بأنه ظل يعمل كمنتج في قناة بردى، إضافة إلى عمله كمسؤول إعلامي في حركة العدالة والتنمية السورية المعارضة، وأضاف قائلاً بأنه ليس له أي علم بتلقي قناة بردى للأموال الأمريكية، إضافة إلى أنه ظل لفترة عام تقريباً لم يؤد أي عمل في الوظيفتين، وأكد للصحيفة بأنه مسؤول بإعداد وتوزيع أشرطة الفيديو المتعلقة بالأنشطة السياسية للمعارضة وتوزيعها على الصحفيين.
هذا، وفي معرض التدقيق والتحقق، فقد تضمن تقرير صحيفة الواشنطن بوست النقاط الآتية:
• أكدت العديد من الرسائل الدبلوماسية السرية التي أرسلتها السفارة الأمريكية في دمشق إلى الإدارة الأمريكية، لجهة أن العديد من الأطراف السورية المعارضة الموجودة في الخارج أصبحت تتلقى الأموال من الإدارة الأمريكية.
• عملية تقديم الأموال الأمريكية للمعارضة السورية تتم عبر آلية وزارة الخارجية الأمريكية التي تحمل اسم: مبادرة شراكة الشرق الأوسط، وأموال هذه المبادرة يتم ضخها عن طريق منظمة تحمل اسم: مجلس الديموقراطية، ومقر هذه المنظمة في لوس أنجلوس الأمريكية.
• يقوم مجلس الديموقراطية برعاية بعض المشروعات في منطقة الشرق الأوسط، وآسيا، وأمريكا اللاتينية، وذلك بهدف: ترقية وتطوير عناصر المجتمعات المستقرة.
• مؤسس ورئيس مجلس الديموقراطية هو: جيمس برنس، العضو السابق في هيئة موظفي الكونغرس الأمريكي. إضافة إلى أنه يتولى حالياً منصب المستشار الاستثماري لشركة برايس ووتر هاوس كوبر.
• اتصلت صحيفة واشنطن بوست بجيمس برنس، والذي بدوره أكد للصحيفة بأن مجلس الديموقراطية يقوم بتقديم المنح والدعم على خلفية مخصصات مبادرة شراكة الشرق الأوسط.
• أكد جيمس برنس بأنه على علاقة ومعرفة بقناة بردى ومجموعة المعارضة (أي حركة العدالة والتنمية) السياسية السورية الموجودة في العاصمة البريطانية لندن.
• رفض جيمس برنس الإدلاء بأي إفادات تفصيلية حول الأموال الأمريكية المقدمة لقناة بردى والمجموعة المعارضة السورية الموجودة في لندن، وبرر امتناعه بسبب عدم وجود أي تفويض له من طرف مجلس الإدارة لجهة الحديث والرد على الاستفسارات المتعلقة بعمليات تقديم المنح والأموال، وأضاف قائلاً بأنهم درجوا عادة على عدم الحديث في هذه الأمور.
• في شهر نيسان (أبريل) 2011م، أكدت إحدى الرسائل الدبلوماسية السرية الواردة لوزارة الخارجية الأمريكية من السفارة الأمريكية في دمشق، لجهة أن مجلس الديموقراطية قد استلم مبلغ 6.3 مليون دولار من وزارة الخارجية الأمريكية، وقد تم تخصيص المبلغ لتمويل ما أطلقت عليه الرسالة تسمية: "مبادرة تقوية المجتمع المدني"، وأضافت الرسالة بأن برنامج هذه المبادرة هو عبارة عن جهد مشترك متين بين مجلس الديموقراطية والشركاء المحليين بما يؤدي إلى إنتاج المزيد من المفاهيم ووجهات النظر القابلة للبث والإذاعة.
• لم تشر الرسالة إلى من هم "الشركاء المحليين". وأشار تقرير الواشنطن بوست إلى أن قناة بردى هي بالضرورة أحد هؤلاء الشركاء المحليين.
• تحدث إدجار فاسكونير المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية قائلاً بأن مبادرة شركة الشرق الأوسط قد خصصت لسوريا وحدها مبلغ 7.5 مليون دولار بدءاً من عام 2005م.
• أشارت رسالة دبلوماسية سرية للخارجية الأمريكية واردة من السفارة الأمريكية في دمشق إلى تكاليف مخصصات برنامج سوريا المحدد في مبادرة شراكة الشرق الأوسط وحدها خلال الفترة من عام 2005م إلى عام 2010م هو في حدود 12 مليون دولار، وأضافت الرسالة المخاوف المتزايدة لجهة أن دمشق قد كشفت أمر المال السياسي الذي تقوم واشنطن بتقديمه للمعارضة السورية.
• تحدثت رسالة أخرى أرسلتها السفارة الأمريكية في دمشق إلى الخارجية الأمريكية عن قيام السلطات السورية بتوقيف عدد من الأشخاص المشتبه في تورطهم في عمليات مبادرة شراكة الشرق الأوسط، وأضافت الرسالة بأن من غير المعروف المدى الذي استطاعت دمشق أن تعرفه حول المال الأمريكي السياسي، والوكلاء الذين قاموا بتمرير هذه الأموال. وأضافت المصادر الدبلوماسية الأمريكية إلى احتمالات قيام دمشق بتحقيق النجاح في اختراق حركة العدالة والتنمية بما أتاح لدمشق اعتراض اتصالات الحركة.
• تحدثت رسالة بعثتها السفارة الأمريكية في سوريا إلى الخارجية الأمريكية عن ما أطلقت عليه الرسالة (القارب المثقوب) ضمن وصفها لحركة العدالة والتنمية، وقد أشارت الرسالة إلى أن دمشق أصبحت تعلم علم اليقين بالعلاقة التي تربط بين مجلس الديموقراطية وحركة المعارضة السورية الموجودة في لندن.
• شككت رسالة دبلوماسية أخرى من السفارة الأمريكية في سوريا إلى الخارجية الأمريكية من احتمالات أن لا تكون دمشق قد اخترقت حركة العدالة والتنمية المعارضة وحسب، وإنما أصبحت قادرة على استغلال وتوظيف هذه الحركة بما يتيح لدمشق المتابعة والرصد عن كثب لتحركات السياسة الخارجية الأمريكية ودبلوماسياتها إزاء سوريا.
انتهت هنا نقاط تقرير صحيفة الواشنطن بوست، والذي تقول التقارير والمعلومات بأنه قد وجه ضربة قاسية للإدارة الأمريكية وجماعات المعارضة السورية.
* أبرز ردات الفعل الأمريكية على تقرير الواشنطن بوست
برز بشكل فوري حليف إسرائيل المحلل السياسي الأمريكي ستيفن كوك خبير شؤون الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي كأول كبار الغاضبين على تقرير صحيفة الواشنطن بوست، الأمر الذي دفعه إلى أن يسارع وينشر اليوم تعليقاً نشره الموقع الالكتروني التابع للمجلس صب فيه جام غضبه على صحيفة الواشنطن بوست وهيئة تحريرها، متهماً الصحيفة بأنها قد تصرفت بطريقة ستلحق المزيد من الأذى والأضرار الفادحة بالجماعات السورية المعارضة وكذلك بعلاقة هذه الجماعات بواشنطن، وأيضاً بمصداقية سمعة هذه الجماعات داخل سوريا. وأضاف ستيفن كوك مؤكداً بأن الكارثة سوف تكون أكبر إذا نظرت هذه الجماعات لتقرير الواشنطن بوست على أساس اعتبارات أنه قد صدر بإيعاز من الإدارة الأمريكية، وذلك لجهة إحراق ورقة المعارضة السورية، بعد انكشاف فشلها، بما يتيح لواشنطن فرص تحسين روابطها مع دمشق.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
التعليقات
متوقع وغير متوقع
أنت تعرف جيدا في قرارة نفسك
سؤال
عيب عليك بعد كلشي صار لسى تفكيرك هيك
ليش المعارضة مسلحة؟؟
حرااااااااااااااااااااااااام
يا ابن البلد ... اولاد بلدك
كل شيء من الغريب متوقع ، إلا
رد عاى من يدعي انه ابن البلد
يا ابن ال.......بلد
يا ابن ال.......بلد
الى طائر الفينيق
رد على ابن البلد ( الفار )
اذا لم تستحى
اذا لم تستحى
اتقوا الله
سفاحين
إضافة تعليق جديد