أكبر عشرة غشاشين للحوم في دمشق لا يزالون على رأس عملهم

15-07-2009

أكبر عشرة غشاشين للحوم في دمشق لا يزالون على رأس عملهم

أحد باعة اللحوم في دمشق ضبطته دوريات حماية المستهلك يبيع لحم البلوك المجهول المصدر فقامت بإتلافها مباشرة في أقرب حاوية بعد أن تم رشها بمادة الكلور تنفيذاً لنص القانون والقرارات التي تنص على الإتلاف المباشر للحوم البلوك المضبوطة وبحضور صاحب الملحمة المخالفة شخصياً كما أفادنا محمود مبيض مدير التجارة الداخلية في دمشق.

غير أن المفاجأة التي يسجلها تاريخ الجرأة على الغش، حدثت مع هذا اللحام الذي شهد على إتلاف اللحوم في حاويات النفايات ثم انتظر الدورية حتى أدارت ظهرها وغادرت، ليبدأ مع صبيانه بتجميع هذه اللحوم الفاسدة والتي تبلغ نحو 70 كيلو غراماً وإعادتها إلى المحل لبيعها للزبائن. ‏

وعندما عادت الدورية بعد جولتها ضبطت هذا الرجل من جديد وقد أعاد اللحوم من النفايات بما فيها من تلوث جديد بمادة الكلور والنفايات ليقدمها وجبة إلى المواطن السوري. 
 والأكثر طرافة في حكاية هذا اللحام والتي لم تعرفوها بعد، هو أنه واحد من نحو عشرة لحامين في مدينة دمشق استطعنا تصنيفهم على أنهم الأكثر غشاً للحوم بحسب سجلات الضبوط التموينية للنصف الأول من العام 2009. ‏

وأصحاب هذه المحلات التي تبيع اللحوم المغشوشة أصبحوا معروفين من قبل دوريات حماية المستهلك ودوريات مديرية الشؤون الصحية في محافظة دمشق ويقول رئيس جمعية اللحامين في دمشق بسام درويش: الآن إذا قمنا أنا وأنت بجولة فسنضبط هذه المحلات مخالفة بالجرم المشهود. ‏

هذه المحلات العشرة التي تحمل أسماء مستلهمة من خلفيات دينية تمارس الغش في اللحوم بأنواعها بحسب الضبوط التي اطلعنا عليها، ومن هذه الحالات: لحوم مجهولة المصدر، لحوم البلوك، لحوم مخلوطة بالفشة، لحوم مخلوطة باللحوم المجمدة، لحوم مخلوطة بمصارين الدجاج، لحوم مصبوغة بمواد كيميائية صناعية.. ‏

ورغم أن قانون حماية المستهلك وتعليماته ينصان على معاقبة المخالفين في مثل هذه الحالات بإغلاق المحل لمدة تتراوح بين ثلاثة أيام وشهر، إلا أن المطلع على هذه الضبوط سيكتشف أن هذه المحلات العشرة الشهيرة بالغش لم تغلق مدة تتجاوز الثلاثة أيام أو أسبوع، «وهذا الذي ساعدها على الغلو في الغش» كما يقول رئيس جمعية اللحامين. ‏

غير أن مدير الشؤون الصحية في محافظة دمشق د. طارق صرصر زف لنا البشرى أثناء مناقشته لهؤلاء الغشاشين المتكررين بأن أشهر واحد فيهم والذي يملك ملحمتين في مناطق راقية من دمشق تحمل الاسم ذاته قد أحيل موجوداً إلى القضاء العسكري من قبل دورية مشتركة من الشؤون الصحية والأمن الجنائي بعدما تحول هذا الرجل بسبب تماديه إلى أن دخل تحت صلاحيات الأمن الجنائي. ‏

ويأتي القبض موجوداً على هذا الرجل الذي يحتل الرقم واحد في دمشق ليضيفه إلى قائمة تتألف من 12 جزاراً آخرين تم القبض عليهم موجوداً وإحالتهم إلى القضاء العسكري بموجب الفقرة الرابعة من تعميم سابق لوزير الاقتصاد والتجارة حدد فيه بائعي اللحوم المغشوشة بين الغشاشين الذي يطلب فيه من مديريات التجارة الداخلية القبض عليهم وإحالتهم موجوداً إلى القضاء بالتعاون مع الجهات الأمنية المختصة. ‏

هذا الرقم من المحالين موجوداً إلى القضاء لا يتضمن العشرة الباقين على رأس عملهم والذين تتكرر أسماؤهم في ضبوط الغش أكثر من مرة كل شهر ومع ذلك لم تردعهم الضبوط والإغلاقات المؤقتة. ‏

يضاف إلى هذه المحلات المصرة على الغش نحو 55 محلاً لبيع اللحوم تم إغلاقها من قبل دائرة حماية المستهلك في دمشق خلال النصف الأول من العام الحالي. ‏

أما القصة الكاملة للحوم المهربة التي تدخل إلى القطر فهي بحسب كتاب وجهته جمعية اللحامين لوزير الاقتصاد: لحوم ذات صلاحية منتهية مستوردة للدول الخليجية وقبل انتهاء مدة صلاحيتها بعشرة أيام تطلب الجهات الصحية من أصحاب هذه المادة ترحيلها خارج البلد المستورد أو تلفها فيقوم التاجر بشحنها إلى قطر عربي مجاور مزودة بوثيقة كتب عليها «غير صالحة للاستهلاك البشري» على ثلاث نسخ وبأسعار زهيدة حيث لا يتجاوز سعر اللحم للكيلو غرام الواحد 25 ل.س وبعد ذلك يتم نقل هذه اللحوم إلى بلدنا بطرق غير نظامية علماً أن هذه اللحوم تباع في معظم محافظات القطر خاصة محافظة دمشق الأكثر ترويجاً وهذه الظاهرة مخالفة لقانون سلامة الغذاء ومتناقضة مع عمل الدولة على حماية وسلامة المواطنين وتوفير الدواء المجاني والعلاج المجاني في المستشفيات، ما يؤدي إلى زيادة نفقات العلاج الناجمة عن الأمراض المتسببة فيها هذه الظاهرة. ‏

أعلمت جمعية اللحامين في دمشق المحافظ بشر الصبان بأن مخالفات اللحوم قائمة وتزداد يوماً بعد يوم ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الجمعية في دراستها للأسواق: ‏

مدينة دمشق ممتلئة باللحوم المهربة المبردة المجهولة المصدر وتعرض في برادات الواجهة علناً. لا تزال نسبة المحلات غير المرخصة تصل إلى نسبة 60% ونعلمكم أن معظمهم يمارسون بيع هذه اللحوم المهربة وخاصة في منطقة ركن الدين- أسد الدين- الشعلان- دف الشوك- باب توما- عباسيين- ميدان قاعة- بعض محلات سوق الزبلطاني «سوق الهال»- قزازين- باب سريجة- قدم عسالي- دحاديل- سوق الخضرة. السماح باستيراد لحم العجل المبرد لتفادي دخوله تهريباًَ. تزوير الأختام الصحية للحوم التي تباع في الأسواق وهي مذبوحة في مسالخ ريف دمشق «وهذا الاختراق الجديد الذي استطاع من خلاله غشاشو اللحوم تزوير الأختام الرسمية للمسالخ أكده لنا مدير تجارة دمشق محمود مبيض». التوصية بتشكيل دائرة للحوم تتألف من أطباء بيطريين في مديرية حماية المستهلك وفي مديرية الشؤون الصحية لكي يتم ضبط الأسواق بشكل فعلي. ‏

انحسار مادة لحم الغنم العواس ما شكل عبئاً على واقع الأسواق وأصبح البديل ذبح إناث الأغنام بشكل خارج عن الطبيعي بكميات كبيرة ما يهدد بفقدان الثروة الحيوانية.

حمود المحمود

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...